وكما هو الحال مع كل كائِن حَي على وجه هذا الكوكب، رحل عن عالمنا الدكتور هاني الناظر؛ ذلك العَلَم والشَّخصية الطبية الكبيرة في عالمنا العربي. لكن ما لا يمر به كل إنسان هو مدى التأثير الكبير الذي يتركه، وما خلَّفه من كنوز معرفية ومعلوماتيَّة استفاد وسيظل يستفيد بها الملايين مِنَّا عبر التاريخ البشري.
كان الدكتور هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية، رمزًا بارزًا للطب الإنساني والعلمي في مصر والعالم العربي. حيثُ تميَّز بمسيرته الحافلة بالإنجازات والإسهامات في مجال الطب، وحرصه على تقديم خدمات طبية متميزة للمرضى، إلى جانب دوره في نشر الوعي الصحي وتبسيط العلوم للجمهور. فمَن مِنَّا لا يتذكَّر منشوراته وتوجيهاته الكثيرة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة العصيبة التي مَرَّ بها الناس حين وقعت وألمَّت بنا جائِحة كورونا الشهيرة.
حياة د. هاني الناظر ونشأته
ولد الدكتور هاني الناظر في عام 1950 في مدينة القاهرة، مصر. حيثُ نشأ في عائلة تهتم بالعلم والمعرفة، فقد كان والده طبيبًا مشهورًا.
درس «النَّاظِر» الطب في جامعة عين شمس، وتخصص في الأمراض الجلدية. وحصل على العديد من الشهادات العلمية العليا، بما في ذلك الدكتوراه في الطب والزمالة من الكلية الملكية البريطانية للأطباء.
إنجازاته العلمية
قدَّم الدكتور هاني الناظر مساهمات علمية كبيرة في مجال الأمراض الجلدية. وأجرى العديد من الأبحاث العلمية المهمة، ونشر العديد من المقالات العلمية في المجلات الطبية العالمية. كان له دورًا بارزًا في تطوير علاجات جديدة للأمراض الجلدية، مثل الصدفية والبهاق.
هذا فضلا عن اللقاءات المتلفزة التي أجراها ووجَّه من خلالها إلى الكثير من الوصايا والنصائِح الطبية التي أفادت ونفعت الملايين من المشاهدين.
كذلك -لا ننسى- أحاديثه الصحفية وتصريحاته وتوجيهاته عبر وسائِل الإعلام الأُخرى، الورقية والالكترونية التي تركها لنا لتكون منارة للعلم والمعرفة الطبية.
نشاطه الإنساني
وكما يُقال كثيرًا «ما خفي كان أعظَم». فما لدينا من معلومات في هذا الشِّق هي فقط المرئيَّة لنا، لكن من يدري ما كان يفعل هذا الشَّخص الجميل من أعمال خيرية وإنسانية.
وعمومًا، وبالظَّاهر لنا فقط؛ فقد كان الدكتور هاني الناظر إنسانًا ذا مشاعر نبيلة، وحرص على تقديم خدمات طبية مجانية للفقراء والمحتاجين.
وقد أسس العديد من العيادات المجانية في مختلف أنحاء مصر، وقدم العلاج للآلاف من المرضى بالمجَّان.
برامجه التلفزيونية
كما أسلفنا.. فقد كان للدكتور هاني الناظر دورًا بارزًا في نشر الوعي الصحي وتبسيط العلوم للجمهور من خلال البرامج التلفزيونية التي ظهر فيها، مثل “صباح الورد” و”صالة التحرير” و “مع الناس”.. وغيرها الكثير.
وقد تميَّزت لقاءاته بأسلوبه السهل الممتنع، وقدرته على شرح الأمراض الطبية المعقدة بطريقة بسيطة وواضحة.
وفاته:
توفي الدكتور هاني الناظر في عام 2024 بعد صراع مع مرض السرطان. تاركاً خلفه إرثًا غنيًا من العلم والإنسانية.
وختامًا.. فقد كان الدكتور هاني الناظر نموذجًا فريدًا للطبيب الإنساني والعالم المُبدع. أفنى حياته لخدمة العلم والإنسانية، وترك بصمة عميقة في مجال الطب.