يحتشد العالم أجمع في الرابع من فبراير من كل عام للتعريف بأهمية مكافحة مرض السرطان وتوعية أفراد المجتمع بسبل الوقاية منه من خلال عدد من البرامج وحملات التوعوية التي تهدف إلى نشر الوعي الصحي حول المرض، كما تهدف إلى التعريف بكيفية تحسين جودة الحياة وتقليل نسب الإصابة به حول العالم، إلى جانب أنه كشفت تقارير منظمة الصحة الدولية حول العالم عن انتشار هذا المرض بصورة مقلقة مع تسجيل 18 مليون حالة جديدة في عام 2018.
بالإضافة إلى ذلك، تحت شعار ” هذا أنا وهذا ما أستطيع فعله ” يحي العالم اليوم العالمي للسرطان وتهدف الحملة إلى تحفيز الأفراد والحكومات والمجتمعات الصحية لزيادة الوعي بأهمية الفحص والتشخيص والكشف المبكر لمرض السرطان، كما تشير الإحصائيات الدولية إلى أن عام 2018 قد شهد أكثر من 18 مليون حالة جديدة من حالات الإصابة بمرض السرطان على مستوى العالم كما أن السرطان هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة في العالم ويمثل عام 2019 بداية انطلاق الحملة التي تستمر 3 سنوات حيث يتم السعي إلى إنقاذ الملاين من الحالات التي يمكن وقايتها سنويا من خلال توعية الأفراد والحكومات في جميع دول العالم.
إلى جانب ذلك، شهد عام 2018 حوالي 5 ملايين إصابة بسرطانات الثدي وعنق الرحم والقولون والمستقيم والفم وهي أنواع السرطانات التي كان من السهل اكتشافها وعلاجها بدرجة أكثر فعالية، وتتوزع نسب الإصابة بأمراض السرطان 6% في أفريقيا و21% في أميركا و23 في أوروبا و46 في آسيا وهو المسئول عن تسعة ملايين وستمائة ألف حالة وفاة في عام 2018 وتُعزى إليه حالة وفاة واحدة تقريباً من كافة الوفيات حول العالم.
ماذا تختلف درجة الوعي بمرض السرطان عن ذي قبل؟
قال “د. سامر القصب” أخصائي أورام المسالك البولية. سابقاً كان مرض السرطان بمثابة مرض العصر ويقلق الكثير من الناس ويعتبرونه مثل الوصمة التي تدخلهم في حالة نفسية سيئة وشديدة حتى قبل العلاج منه، لكن مع تطور العلم خاصة في السنوات الأخيرة لم يعد هذا المرض مقلقاً للدرجة التي كان عيها سابقاً حيث أن كثير من أنواع السرطانات تم الشفاء منها بنسبة تقرب من 100% خلال الخمسة سنوات الأولى من الإصابة به ومثال على ذلك سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي وسرطان الغدة الدرقية والكُلى وسرطان البروستاتا، لذلك تم تغيير المفهوم القديم للسرطان خاصة مع العلاجات الحديثة والبحوث العلمية المتقدمة في هذه الآونة مما سهَّل من السيطرة على هذا المرض الخبيث وغيره من الأمراض الأخرى مثل السكري على سبيل المثال.
دور حملات التوعية بمرض السرطان
تأتي المفارقة من تزايد أعداد الإصابة بمرض السرطان في السنوات الأخيرة ولكن هذا على الجانب الآخر يعتبر شيئاً إيجابياً وليس سلبياً بسبب حملات التوعية التي تقوم بها دولة الإمارات خاصة وزارة الصحة التي تنوه دائماً بخطورة سرطان الثدي وسرطان الرئة والبروستاتا والقولون وهي أنواع السرطانات التي يتم اكتشافها مبكراً مما يسهل من عملية العلاج.
وأضاف الدكتور “سامر” يمكننا القول أنه بسبب حملات التوعية بمرض السرطان تم ارتفاع نسبة معرفة الناس بحصولها على السرطان لكن تقل نسب الوفيات عن طريق العلاج.
تطور علاج مرض السرطان
سابقاً كانت علاجات السرطان تتلخص العلاجات الكيماوية أو الإشعاعية أو الجراحية والتي شهدت جميعاً تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، لكن على سبيل المثال تم تقدم احدى هذه العلميات الجراحية لتصير عمليات الروبوت والتنظير والتي تهدف إلى رفع الورم بأقل ألم يصيب المريض مما يساعده على العودة للعمل بطريقة سريعة كما أن العلاجات الكيماوية تطورت بدرجة أكبر عن ذي قبل دون أن تؤثر وتُحدِث مضاعفات على باقي أعضاء الجسم من تساقط شعر وأعراض أخرى.
على الجانب الآخر، هناك الأجهزة الحديثة في علاج مرض السرطان التي سمحت بدخول تقنية 3d والكومبيوتر بحيث يتم إعطاء الورم الإشعاع المناسب له دون التأثير على باقي أعضاء الجسم كما أن هناك العلاجات الموجهة والعلاجات المناعية حيث تعتبر العلاجات الموجهة هي ما يتم توجيهها للجسم عبر التفاعلات الكيميائية لخلايا السرطان ليتم إيقافها وقتلها.
وأخيراً، يمكننا النصح بضرورة زيارة الطبيب المختص فور الشعور بأية أعراض غريبة ليتم التشخيص المبكر للمرض ومن ثم يمكن التأكد من مضاعفات المرض في حالة حدوثها ثم النظر إلى سرعة علاج هذا المرض الفتاك الذي قد يحدث نتيجة عدة أسباب منها الطعام المسرطن المحتوي على المبيدات بجانب التعرض إلى الإشعاعات والملوثات المختلفة في البيئة من حولنا.