عندما تؤلمنا نتائج الوحشة والعنف التي تمارس ضد الإنسان الأضعف، ألا نسأل عن دورنا في تكوين تلك الوحوش الضارية في مجتمعنا؟! وكيف نصنع من الطفل مشروعا ساديا يستلذ بتعذيب الناس، ويعاني المجتمع بسبب هذه الفئة من ويلات الظلم والتعدي؟!
هل فكرت أنك قد تكون أحد المنتجين لهذه الكارثة؟
يشير الدكتور فيليب سي ماكجرو إلى أن السلوك إنما يحدث للبحث عن النتيجة، وأن الفئة «الماسوشية» التي تستلذ بتعذيب نفسها إنما هي نتيجة والدين يفقد أحدهما سيطرته على نفسه أمام محاولة طفله استثارة اهتمامه بالشغب أو اللعب وحتى بالبكاء والإلحاح، فينهال على الجسد الضعيف بالضرب وعلى مسامعه بالشتم والتجريح، وبعد هدوء العاصفة، يربت على كتفه ويحتضنه ويواسيه لإحساسه بالذنب، وعند هذه النقطة تحديدا تتكون علاقة السعادة بالألم في اللاوعي لهذا الطفل المعذب.
وفي المقابل فإن تربية الأبناء على «فتوة الحواري» وأخذ الحق باليد، بداية لإنشاء فئة شرسة يرتبط لديها العنف بالسعادة وإثبات الذات و«الرجولة» والقوة!
فإذا علمنا أن خمسة بلاغات إلى ثمانية ترد أسبوعيا إلى مركز البلاغات في الإدارة العامة للحماية الاجتماعية معظمها ضد المرأة ويليها الطفل وأخيرا الرجل، هذا عدا الحالات التي لا يبلغ عنها. كان لنا أن نفكر كيف نجتث مصدر العنف من الجيل القادم أولا ونعالج الوضع الحالي.
فالذي وقع عليه الظلم ضعيف لا بد أن نعلمه كيف يكون أقوى، ويعرف حقوقه ويكون له مرجع ذو سلطة عليا تأخذ حقه، والظالم المتجبر يحتاج إلى علاج وردع حتى تكتسي شخصيته بالإنسانية السوية.
نريد ثقافة تنير العقول من خلال طرح واضح للأسباب والعلاج، فالإعلام غالبا يركز على العنف لاستثارة العواطف دون أن نصل إلى نتيجة، والطرح العلمي بعيد عن بيئة العنيف والضعيف لكون الجهل غالبا عليها.
ويمكن أن يكون للعلم دور في إيصال الرسالة من خلال الفن، وقبل إنتاج العمل الدرامي لابد أن يكون العلم حاضرا وسهلا، فتأثيره أقوى إن كان حقا يلامس جراحنا بدلا من الرقص عليها.
خارج النص: البوح المؤجل.. لص ينهب علاقاتك.
بقلم: أمل بنت فهد