العوامل الأساسية التي تؤثر في تكوين شخصية الطفل
تقول الباحثة والمتخصصة في علم الاجتماع الدكتورة “فادية الابراهيم”: أن الطفل يأتي إلى هذه الدنيا وهو كالصفحة البيضاء، يحمل معه فقط جيناته الوراثية، من لون العيون، لون الجسم، نسبة الذكاء، وبنية الجسم، وكذلك هناك بعض العوامل المكتسبة خلال فترة نمو وتطور الطفل في المجتمع، والأسرة، والمدرسة، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، والعوامل التي قد تؤثر في تكوين شخصية الطفل عديدة، ومتنوعة وتختلف تبعاً للفئة العمرية؛ لذلك فإن كانت الأسرة التي تُعتبر المكان الأول الحاضن للطفل مستقرة، خاصةً عند الحديث عن العلاقة بين الأم، والأب، فإن الطفل ينشأ له شخصية قوية، متوازنة، ومستقرة أيضاً.
ومن الجدير بالذكر أن الطفل يبدأ في التأثر بالمحيط الخارجي منذ اليوم الأول للولادة، وبشكل عام تنقسم مرحلة الطفولة التي تستمر منذ يوم الولادة الأول، وحتى سن ١٨ سنة، إلى ثلاث مراحل رئيسية، وهي:
- مرحلة الطفولة المبكرة: وهي تلك الفترة التي تمتد منذ اليوم الأول في عمر الطفل وحتى سن خمس سنوات، وفي هذه المرحلة يتأثر الطفل بشكل أساسي بالأهل، ويتعلم منهم طريقة الأكل، والشرب، وممارسة الحياة بشكل طبيعي، وغالباً ما تظهر الملامح الأولى لشخصية الطفل عند سن الثالثة؛ فتعرف الأم ما إذا كان الطفل ذكي، أم لا، هل الطفل شجاع، منطوي .. إلخ، ويقوم الطفل في هذه المرحلة أيضاً بتقليد الأهل في معظم الأحيان.
- المرحلة المتوسطة: وتكون هذه المرحلة قريبة من مرحلة المراهقة؛ حيث يحاول الطفل الابتعاد تماماً عن تقليد سلوكيات الأهل، بل يقوم بتقليد سلوكيات الأصدقاء بدلاً من ذلك.
- الطفولة المتأخرة: وهي مرحلة الشباب نوعاً ما، ويكون هناك استقرار نوعاً ما في شخصية الطفل في هذه المرحلة بعيداً عن الأهل، أو الأصدقاء.
أنماط شخصية الأهل
هناك العديد من أنماط شخصيات الأهل، ومعظم هذه الأنماط سلبي، لذلك فيفضل الابتعاد عنها تماماً، ومن أبرز تلك الأنماط:
- الاهل الحازمون: وهم الأهل الذين يسمحون لأبنائهم بالاكتشاف والاعتماد على ذاتهم والاستقلالية، ويضعون الحدود لأطفالهم ويتوقعون منهم الالتزام بالقوانين، ويوضحون الهدف من فرض قوانينهم، وعند توبيخيهم يشرحون لهم سبب ذلك، ويعتبر أبناء هذا النوع من الأهل ناجحين، ولبقين، وسعيدين مع بعضهم البعض.
- الأهل المستبدون: وهم الأهل الذين يتوقعون من أبنائهم الانصياع لجميع القوانين والتعليمات، ولا يسمحون لأبنائهم بمناقشة قراراتهم واقتراحاتهم، ويلجؤون أكثر لاستخدام العقاب البدني لأبنائهم بدلاً من استخدام أساليب العقاب الأخرى، وغالباً ما يملون على أبنائهم ما يجب أن يقوموا به دائماً ولا يسمحون لهم باتخاذ قرارتهم بأنفسهم، وأبناء هذا النمط من الأهل غالباً ما يفتقرون للثقة، والأهلية أمام مجتمعهم.
- الأهل المتساهلون: وهم الأهل الذين يقومون ودودين ورقيقين ولكن غير حازمين، ويكون لديهم اعتقاد بأنهم إن كانوا حازمين مع أبنائهم فأنهم سيتمردون عليهم، وأبناء هذا النمط غالبا ما يكونون غير ناضجين ويحتاجون الكثير من الوقت للاعتماد على أنفسهم وتحمل مسؤولية تصرفاتهم.
- الأهل المهملون: وهم الاهل غير المبالين لحال أبنائهم، ولا يظهرون أية مودة باتجاه أبنائهم ولا يبذلون أي جهد لمراقبة أو ضبط سلوكهم، وأبناء هذا النوع من الأهل غير سعداء، كئيبين، وأكثر ميولاً للانخراط بالأنشطة الغير مرغوبة.
- وهناك الأهل شديدي القلق، والخوف حتى من أبسط الأمور على أطفالهم.
- والأهل الذين يقومون بتدليل الأطفال، وبالتالي ينشأ الطفل ضعيف الشخصية، كما تؤكد الدكتورة” فادية” أن التدليل الزائد يجعل الطفل غير واثق بنفسه، كما يكون شخصاً أنانياً.