أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجمعة، أن شركة “غيلياد” حصلت على الترخيص الطارئ لإنتاج دواء ريمديسيفير (Remdesivir) لعلاج فيروس كورونا.
وقال إن إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية أجازت للشركة الاستخدام الطارئ لعلاجها التجريبي المضاد للفيروسات لعلاج المصابين بمرض كوفيد 19.
بدوره، وصف دانيال أودي الرئيس التنفيذي للشركة الإجراء خلال اجتماع بالرئيس بالبيت الأبيض بأنه خطوة أولى مهمة، وقال إن الشركة تبرعت بمليون جرعة من العقار لمساعدة المرضى.
جاء ذلك بعدما أعلن مركز كليفلاند الطبي، أن العقار أثبت أنه فعال بالسيطرة على كوفيد 19، ونجح بتقليل مدة الشفاء لـ ٤ أيام.
وأعلنت الشركة في السابق أنّها ستتبرّع بنحو ١.٥ مليون جرعة مجّاناً، أي ما يصل إلى ١٤٠ ألف دورة علاجيّة بالاستناد إلى أنّ مدّة العلاج ١٠ أيّام.
وتسمح إجازة العقار بتوزيعه على نطاق أوسع بكثير واستخدامه مع البالغين والأطفال المصابين الذين يُعانون من شكلٍ حادّ من كوفيد-19.
وإدارة الغذاء والدواء التي تُعطي الموافقة على العقار، تقول إنّ الحالات الشديدة والطارئة هي عندما تكون مستويات الأكسجين لدى المريض منخفضة ويتطلّب علاجاً بالأكسجين أو أن يكون موصولاً على جهاز تنفّس اصطناعي.
وقبل يومين، ألمح مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنطوني فاوتشي إلى نجاح عقار يعلق عليه الرئيس الأميركي آمالا كبرى، في تسريع فترة شفاء مرضى فيروس كورونا.
وأعلن فاوتشي خبيرُ الأوبئة ومستشارُ ترامب أن عقارَ Remdesivir المضاد للفيروسات أظهر أثرا واضحا في علاج مرضى كورونا.
ويعتبر إعلان فاوتشي بشأن أثر عقارَ Remdesivir بارقة أمل جديدة، فالعقار استخدم في دراسة واسعةِ النطاق أجرتها معاهد الصحة الأميركية وشملت ١٠٣٦ مريضا، في ٤٧ موقعا في أميركا، و٢١ في أوروبا وآسيا.
نتائج استخدام دواء ريمديسيفير
يقول مدير قسم التحكم في الأمراض المعدية بمركز كليفلاند الطبي الدكتور “إيلي أنطوان سعادة”: أن التجارب التي أجرتها معاهد الصحة الوطنية، ودراسة النتائج الأولية قد أظهرت تحسن بنسبة ٣٠٪ مقارنة بالعلاج الوهمي؛ فبينما كان يتحسن المريض باستخدام العلاج الوهمي في ١٥ يوما، إلا أنه يتحسن المرضى بعد ١١ يوماً فقط بعد استخدام عقار ريمديسيفير، وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك عدد أقل من الوفيات في حالة استخدام عقار ريمديسيفير.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم هذه الحالات التي استخدمت عقار ريمديسيفير كانت تعاني من التهاب رئوي حاد، وكانت موجودة في وحدة العناية المركزة في المستشفى، وحتى الآن يتم استخدام عقار ريمديسيفير الجديد في علاج الحالات الشديدة والمتقدمة من كوفيد-١٩.
ويشير الدكتور “سعادة” إلى أن كل النتائج التي يتم الحصول عليها حتى الآن هي نتائج أولية، ولكن النتائج النهائية للعلاجات التي سيتم استخدامها في مواجهة كورونا سيتم الإعلان عنها تحديداً في أواخر مايو المقبل، وهذه النتائج الأولية كما ذكرنا سابقاً تشير إلى أن الدواء يؤدي إلى تحسن حالة المرضى إذا تم أخذه لمدة خمسة أيام، أو عشرة أيام من دون أي فرق، ولكن نحن في انتظار أواخر شهر مايو المقبل لنُعلن النتائج النهائية.
وما نملك الآن من معلومات عن علاج الانفلونزا يعتبر مشابه جداً للمعلومات التي لدينا عن عقار ريمديسيفير، وهذا يُعني أن الأدوية التي تُستخدم في علاج الانفلونزا التحسن فيها جزئي، وكذلك الحال بالنسبة لعلاج ريمديسيفير.
ويشير الدكتور “أنطوان” إلى أن عقار ريمديسيفير قد تم استخدامه من قبل في علاج الأيبولا، وكورونا الشرق الأوسط، وكذلك في علاج سارس، ولكنه لم يكن مجدياً، ولكن يتم استخدامه الآن في علاج كوفيد-١٩ وذلك بسبب أن هذا العلاج لا يتسبب في حدوث أعراض جانبية سلبية، وهذا ما شجع على استخدامه، كما أن هناك فرق كبير بين كيف يتصرف فيروس الأيبولا، وكيف يتصرف فيروس كورونا المستجد.
وأخيراً، فيوضح الدكتور “سعادة” أنه لا نستطيع أن نحدد الوقت الذي سنُعلن فيه عن النتائج النهائية لعلاج ريمديسيفير، ولكن نحن في حالة وبائية صعبة، ولا يوجد دواء أثبت فاعليته مثلما قد فعل هذا الدواء، ونحن نريد أن نجعل الدواء متوفراً في أسرع وقت ممكن، لينتفع المرضى به، وربما تكون النتائج النهائية غير مرضية؛ حيث ربما يتسبب هذا العقار في حدوث أعراض جانبية سلبية، فنحن الآن لا نستطيع أن نُجزم بأي شيء على أي حال من الأحوال.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك علاجات أخرى يتم إجراء تجارب عليها كعلاج لكورونا، منها أدوية الإيدز، وأدوية الروماتيزم، ولكن النتائج لا تعتبر مشجعة بأي شكل من الأشكال.
هل من لقاح لكورونا حتى الآن؟
بشكل عام كل شيء تحت التجربة حتى الآن، فهناك على سبيل المثال ما يقارب من ١٠٠ لقاح تحت التجربة، وهناك حوالي ١٠ لقاحات في طور متقدم من الدراسة، ومعظم هذه التجارب تمت على قردة، وسيتم الإعلان عن كونها مجدية عند تجربتها على الإنسان قريباً، وغالباً ما سيتم الإعلان عن اللقاح النهائي في أواخر ديسمبر ٢٠٢١ م، وحتى بعد أن يتم الإعلان عنه فإنه لن يستخدمه اي شخص إلا بعد العديد من الدراسات التي يجب أن يخضع لها اللقاح.
ويشير الدكتور “أنطوان” إلى أنه من الممكن أيضا أن يتم استخدام الأجسام المضادة التي ينتجها جسم الأشخاص المرضى، وكل هذه الأمور أيضا مازالت تحت التجربة، وأنه من المبكر جداً أن نقول أن هذه الأمور فعالة، أم إنها غير مجدية.