«أكرم» يسأل: أكتب لكم معاناتي وأطلب المساعدة، بعون من الله ﷻ قمت بدعوة ثلاث نساء من دولة أوربية إلى الإسلام، وبعون من الله نطقت كل واحدة الشهادة؛ حيث إن النساء الثلاث يعملن في مقهى في أحد المجمعات التجارية في بلد خليجي، وقد نطقت كل واحدة الشهادة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في السلطنة، ولله الحمد، حيث أخبرت النساء عن ستر المرأة في الإسلام وفي أول يوم دوام في المقهى والحجاب نور قلوبهن بالإسلام اتصل بي صاحب المقهى: ماذا فعلت لقد دمرت تجارتي، حيث إن ضعيفي الأنفس لا يترددون إلى ذلك المقهى إلا من أجل رؤية أجساد تلك الفتيات، وعند تسترهن بستر الدين الحنيف لم يذهب إلى ذلك المقهى أحد، وهددني بتسفير البنات إلى بلدهن وخوفاً منى عليهن وفقت في تزويج الأولى لرجل صالح، ولله الحمد، وتنازل عن كفالتها مقابل مبلغ، دفع الرجل المبلغ لذلك الجشع وتزوجها وله ابنة منها ولله الحمد.
أما الثانية فقررت السفر؛ وذلك هروبا من طمع صاحب المقهى، وأما الثالثة فقررت الزواج بها، ودفعت مقابل تنازله عنها، ولم يكتفِ بذلك بل قام بإرغامها على التوقيع على أوراق بتنازلها عن راتبها الذي عملت به شهرا ونصفا وعن تذكرة سفرها؛ حيث ذهبت إلى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وطلبت مقابلة سماحة الشيخ، حيث ساعدني بتوجيه رسالة طلب الموافقة في الزواج من الخارج، ولكن للأسف الشديد رفض طلبي بحيث إن القانون لا يسمح لي بزواج من غير بلدي، وحتى أبقيها في بلدي و بحثت لها عن عمل ولله الحمد وجدت لها محاسبة في مركز تسوق ثلاثة شهور تعمل وأنا أطلب يد العون فلا مجيب حتى أتتني تبكي بكاء شديدا لا أحتمله، أنت علمتني الإسلام وسنة محمد ﷺ، ولكن لم أرَ في الذين يتسوقون في هذا المركز جهة الإسلام الصحيح، منهم من يرغب في مواعدتها وردد لها ابقي في المنزل فالله يرعاك.
وبعد شهر اتصل بي صاحب المركز عليك بتسفير الفتات أو تعمل لدينا، ولم أجد من أشكو له سواء الله ﷻ، بعت سيارتي حتى أحول لها مبلغا يعينها هناك لو حدث شيء لا سمح الله، سافرت وعند وصولها تم طردها من أهلها، ولم يكتفوا بذلك بل طردوها بالقسيس التابع لهم، ظنوها مجنونة، واتصلت بي تبكي: أين الإسلام؟ وبكيت ولا مجيب، وحاولت في العثور على عمل آخر، ولله الحمد وجدت لها، وأتت إلى البلد الخليجي حيت تحملت جميع المصاريف عن طريق بيع كل ما حيلتي.
وعند وصولها تزوجت بها سراً، ولو علمت وزارة الداخلية بذلك لسحب جواز سفري، وعقوبة ذلك السجن، والمشكلة هي أنني أنتظر مولوداً ولا أعلم أي مستشفى يسعفني، وأنا لا أملك سوى الشفقة والرحمة من الله سبحانه، أتمنى أن تجدوا لي حلاً يا أمة الإسلام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخوكم في الإسلام.
الإجابـة
الأخ الفاضل، أن يتقبل منك ويجعل هدي الفتيات الثلاث في ميزان حسناتك وصدق رسول الله إذ قال: “لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم”.
أنت كنت سببًا في هدي ثلاث فتيات غربيات جئن لبلدك الخليجي لهدف واحد ومحدد وهو البحث عن عمل، ومعظم القادمات من الغرب للعمل في الخليج يستوعبن أن جزءا كبيرا من أعمالهن قائم على تجارة الجسد، وممارسة البغاء.. فهي تجارة أصبحت رائجة هذه الأيام مع كل أسف، بل ومن سنين بخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتأثر اقتصاده، خرج جزء كبير من نسائه يبحثن عن التجارة بأجسادهن لتحصيل لقمة العيش، فلا دين يحميهن ولا مبدأ، ووجدوا في الخليج ودول العالم العربي ضالتهم المنشودة، ووجد فيهن شباب العالم العربي الضائع الذي لا يستطيع الزواج فرصة رخيصة.. أيسر من الزواج وكان هناك الكثيرون الذين جمعوا الشباب واستقدموا الفتيات للربح والتجارة ولتحقيق ثروة ضخمة، وصاحب المقهى الذي تحكي عنه يبدو منهم.. فالموضوع من وجهة نظره تجارة أفسدتها أنت عليه.. نعم تجارة، والكارثة أنها فيما يبدو أصبحت معترفا بها، فقد شاهدت مؤخرًا على إحدى القنوات العربية النشرة الاقتصادية، وفوجئت بالمذيع يقول: “بعد تتداول عملة اليورو أصبح الجِـ.ـنس رخيصًا” فيبدو أن أخبار تجارة الجِـ.ـنس بدأت تنافس البورصة هذه الأيام؟!
أخي، عذرًا إن كنت أطلت فمشكلتك فتحت باب الحديث عن هذه التجارة فعذرًا، وأخي لمشكلتك حل بإذن الله، ولكن ربما كان هذا الحل مرهقًا لك، ولكنه يبدو الحل الوحيد وهو أن تسافر مع زوجتك إلى بلد يمكن أن توثق فيه زواجكما وتلد زوجتك فيه، وبعدها ربما فكرت في السفر للعمل في بلد عربي أو أجنبي يقبل بوجودكما معًا بدون مشكلة لك ولها، فأرضُ الله واسعة، وعسى أن تجد الخير في مكان آخر.
ويمكنك من حين لآخر زيارة أهلك ببلدك فلا تقطع علاقتك بهم.
وهذا هو حل مشكلتك، ولكن يبقى السؤال هل كل فتاة غربية أسلمت في الخليج لن تحفظ نفسها ودينها إلا إذا تزوجها عربي؟
لا أعتقد.. وأعتقد أن انتشار الأجانب عمومًا في الخليج جعل بعض الدول تفتح جمعيات لتعريف الغربيين بالإسلام ولرعايتهم، ولعل منها في البحرين “مركز اكتشف الإسلام”، وفي الكويت “لجنة التعريف بالإسلام” ومن مهام هذه المراكز رعاية وتكفل بالمسلمات وإيجاد العمل المناسب لهم.. وإن كنت لم أستطع الوصول لأحد في بلدك فلعل هناك من يسمع ندائي ويجيب؟
وأعانك الله يا أخي ويسر لك الأمور.
⇐ أجابتها: سمر عبده