سؤال: ما هي غالب المشكلات التي تحضر دائما بعد كل موسم حج؟
جواب «1»: تخلّف العديد من الحجاج وتسللهم لأنحاء المملكة.
الإجابة السابقة صحيحة، لكننا سنضطر لأخذ كل مساحة هذه الصفحة والصفحة التالية لمناقشة أسباب المشكلة وحيثياتها وأبعادها والحلول المقترحة لزوالها!
جواب «2»: سيرفع الكثير من الحجاج شكاوى للجهات المختصة ضد حملاتهم التي اكتفت بحملهم لمكة المكرمة ثم تركهم على أحد الأرصفة ليدبروا أمر سكنهم وإقامتهم ووجباتهم الغذائية بمفردهم! وهذه أيضا إجابة صحيحة، ولكن حلها في تقديري لن يزيد على سطر واحد، فعقوبات مغلظة وحقيقية على واحدة من تلك الحملات سيكفل اختفاء هذه المشكلة لمدة عشرة أعوام مقبلة!
جواب «3»: افتراش أرض المطار لمدة لا تقل عن ست ساعات من قبل حجاج تأخر موعد إقلاع رحلتهم لأجل غير مسمى! أما الإجابة السابقة فتبدو «نموذجية»، حيث لا تكاد تنقضي مشاهد الحج المهيبة إلا وتبدأ مشاهد مطار الملك عبدالعزيز الدرامية، التي تنتهي كالعادة بمشاهد تراجيدية سنوية يقضي فيها الحجاج من مختلف الأعمار ليلتهم تلك في صالة المطار الذي يتحول لغرفة نوم جماعية!
أصغر المسافرين اليوم يتفهم أن تأخر الرحلة لظروف طارئة أمر وارد جدا، فسلامة المسافرين، باعتبار صحة الظروف الطارئة، أهم ألف مرة من إقلاعها في الوقت المحدد، إلا أن ما لا يستطيع أحد فهمه هو التعامل المخجل الذي تتعمده شركات الطيران قبل وأثناء وبعد تأجيل رحلاتهم!
هل يعقل أن يمكث المسافرون ساعتين في الطائرة دون تكييف قبل أن يطلب منهم مغادرتها لخلل فني سيتم إصلاحه بعد دقائق؟ هل من الطبيعي أن يقضوا وقت انتظار رحلتهم الجديدة على مقاعد قد تصبح السبب الرئيس لإصابة ظهورهم بانزلاق غضروفي مباشر؟ هل من الخدمة التي تعتز بها تلك الشركات تقديم علبة عصير رخيصة ساخنة و«فطيرة جبن» باردة؟ هل من الذوق العام أن يتم إيصال المسافرين لوجهتهم المحددة دون أمتعتهم، ليقضوا فترة انتظار جديدة هناك من أجلها؟ هل من المعقول أن يتم كل ما سبق دون أي كلمة اعتذار؟
بقلم: ماجد بن رائف
وهنا ندعوك للاطلاع على: الحج والعمرة خطوة بخطوة كأنك في الرحلة