المُسلِمون في جميع بقع الأرض، وارِد أن تهطل عليهم الأمطار ويسألون عن دعاء نزول المطر أو الغيث.
اللهم صيبا نافِعًا. هذا دُعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزل المطر. كان يدعو بهذا الدعاء واحيانًا يقول “رحمة” لأنها رحمة الله التي ينشرها على خلقه، فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون.
المطر، ويسمى الغيث، الصيب، وكذلك الرحمة. انهُ آية من آيات الله عز وجل التي يُريها عباده في الأرض.
وصف المطر في القرآن
يصِفُ الله عز وجل في القرآن كيف يأتي هذا المطر ومن أين ينزل وكيف يتكون -قبل أن يتكلم علماء الأرض فإن القرآن تكلم بهذا-.
“اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ” فلولا الرياح ما تكوَّنت السُّحب، وما اجتمعت وما تركمت بعضها فوق بعضٍ فأدَّت إلى هذه الأمطار.
“اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ”. فما أحلى تلك السُّحُب التي تتراكم في السماء، سوداء وأخرى حمراء وهذه بيضاء. ما أجمل منظرها إذا تجمّعت كالقُطن الذي ينتشر في تلك السماء.
جمال المطر
إنه الجمال الذي يُرسَم في ذلك الكون، فتنزل منه قطرات المطر.
سبحان الله، يأتي السحاب فينتشر في الأرض، فينزل على هذه المنطقة ولا ينزل على هذه. ينزل على تلك القرية ويدع هذه. من الذي يشاء؟.. الجواب “فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ”.
يقول أنس بن مالك: أصابنا مطر ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحسر ثوبه عنه، وقال: “إنه حديث عهد بربه”.
حسر ثوبه: أي كشف رأسه.
هذا نزل من السماء، هذا الماء المبارك، يقول تعالى “وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ”.
إنه المطر، إنه الغيث، إنه الماء المبارك الذي يُنزله الله عز وجل من السماء. فلولا هذا المطر الذي نراهُ ما بقيَت حياةٌ على وَجهِ الأرض.
قصة جميلة
وقد جاء في الأثر، أنّ المَلَك أُمِر أن يسقي حديقة فُلان، فأُسمِع أحد الناس -بقدر الله- ذلكم الصّوت، فتَبِعَ السّحابة، فوجدها تهطُل على مزرعةٍ لرجُل، فذهب إليه وسألهُ عمّا يصنعهُ بنتاج مزرعته.
فأخبرهُ صاحِب المزرعة أنه يجعلُ ثُلثًا لله، وثُلثًا يقوت به أهلُه، وثُلثًا يرُدّه للمزرعة.
وقد استحسن كثير من الناس هذا التقسيم فيما يمنّه الله عليهم من العطاء والرّزق.