لماذا يحرِص الكَثيرون على انتقاء دعاء للمحرومين من الذرية ليبتهِلوا به إلى المَولى عزّ وجَل؟ لأنه “سُبحانه” خلقنا وهو أعْلم بما في نفوسِنا وما جُبلنا عليه من حُب البنين، والحاجة الفطرية إلى نعمة إنجاب الذرية، وإعمار الحياة بهم، والذين تكتمل الحياة بهم ويصبح لها قيمة عظيمة بوجودهم، ويستمد الانسان الدافع للكفاح والتعب وبذل الوقت والجهد في سبيل بناء مستقبلهم وتأمين حياة طيبة لهم، لذلك فإن نعمة الذرية الصالحة من أكبر وأعظم النِّعَم التي على الإنسان أن يشكر الله عز وجل ويسأل الله أن يرزقه بها.
ومما لا شك فيه أنه على الوجه الآخر فإن الحرمان من الذرية هو ابتلاء شديد من أقسى الابتلاءات واختبار من أصعب الاختبارات التي يمكن أن يواجهها الإنسان في حياته، وقد يكون هذ الحرمان مؤقت بأن يؤجل الله رزقه للزوجين بالذرية الصالحة لفترة من الزمن حتى يضربا في الأرض ويأخذا بالأسباب ويلحا في الرجاء فيأتيهما رزقهما.
وقد يكون ابتلاء دائما بأن يسبق قدر الله وقضائه لهؤلاء الزوجين أن ليس لهما أبناء وليس في ظهريهما ذرية، ولكن لأن علم ذلك عند الله وحده ولا يمكن لبشر أن يتنبأ به أو يجزم به فعلى الزوجين أن يأخذا بكل أسباب هذا الرزق ويبذلا كل ما في وسعهما، ويجتهدا في الدعاء لأنفسهما وعلى كل من يحبهما من الأهل والرفاق ومن يتمنى لهما الخير أن يجد في الدعاء لهما.
لذا نقدم في مقالنا هذا (دعاء للمحرومين من الذرية) لكل من يرغب في الدعاء لحبيب أو صاحب أو قريب فتابعونا.
دعاء للمحرومين من الذرية
لنعلم جميعنا أن للدعاء قوة تفوق الخيال، ويمكن لدعوة طيبة مستجابة أن تغير القدر، وتجبر الخاطر، ما دامت ممزوجة بمعنى اليقين المطلق والثقة في قدرة الله عز وجل، فالدعوة بظهر الغيب أدل الأدلة على المحبة الصادقة، والدعوة للمحروم في وجهه تثلج صدره وتشعره بالأمل وبأن هناك من يشاركه حلمه ويتمنى له نفس أمنيته.
- اللهم إنك على كل شيء قدير وإنك سميع الدعاء فاجبر خاطر من حرم من الذرية وارضه وقر عينه بذرية طيبة صالحة، تملأ أيامه فرحة وبهجة وتزين حياته بفضلك ومنك يا الله.
- يا رب يا واسع الملك وكريم العطاء لا ينقص ملكك من عطاء ولا يزيد بمنع، تهب لمن تشاء الإناث وتهب لمن تشاء الذكور، فهب لإخواننا وأهلنا وأحبتنا ممن تأخر رزقهم بالذرية أبناء صالحين نافعين يسعدون بهم وتعمر بوجودهم الحياة، واكتب لهم فرجاً قريباً وفرحاً يعوض حرمان كل السنين الماضية انك على ما تشاء قدير.
- يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء هب لإخواننا ممن حرموا الذرية عطاءً كبيراً ورزقاً واسعاً وأبناء بارين بهم ينسونهم كل ألمهم وهمومهم، إنك سميع الدعاء.
- يا من يقول للشيء كن فيكون وأمره بين الكاف والنون، اقر عين المحرومين واجبر خواطر من يرجون السند ويسألونك ذرية تؤنس وحدتهم وتعطف على سيبهم وتكون زخراً لهم في دنياهم وبعد مماتهم.
- يا خير مسؤول وأرجى مأمول، ارزق كل زوجين الذرية الصالحة التي يرجونها من الدنيا، ومتعهم ببرها في الدنيا والآخرة، واجعلهم نفعاً لهم وزينة تحلي مرار أيامهم، ودافعاً يهون كبد حياتهم إنك أرحم بهم من أهليهم وأنفسهم وأعلم بحاجتهم فآتهم يا كريم سؤلهم.
أدعية لطلب الذرية الصالحة
وما زلنا بصدد الاجتهاد في صياغة أجمل أدعية لطلب الذرية الصالحة، نودعه كل مشاعر الحِرمان والاحتياج لفضل الله عز وجل ومدده ورزقه، سائلين إياه أن يمن بالاستجابة ويؤت كل سائل سؤله.
- ولأنك الله الكريم العظيم الحكيم ولأنك القادر على كل شيء نسألك ونحن موقنون بكرمك واثقون من عظيم قدرتك ألا تذر أحبتنا فرادى وألا تسلط عليهم الوحدة وأن ترزقهم من ظهورهم من يشاركهم رحلتهم ويهون عليهم متاعبهم، وأن تكتب للجميع جبراً يليق بكرمك ويغني فقرهم.
- اللهم اجعل لكل زوجين مسلمين يسألانك الذرية رزقاً من لدنك وعطاءً وهبةً تقر بها أعينهما ويطمئن بها قلباهما، فأنت على كل شيء قدير وبإجابة السائلين جدير.
- ربي لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين، ولا تحوجني لأحد يا رب العالمين واجعل لي من ظهري ذرية واجعل فيها السند والمعين.
- اللهم هبني ولداً صالحاً تقربه عيني ويسعد به قلبي، وتحلو به أيامي، ويكون لي نفعاً في دنياي وآخرتي، ولا تحرمني شعور الأمومة يا كريم.
- اللهم انّي أشهدك أني أخذ بالأسباب وأعلم يقينا أنك رب الأسباب ومسببها وبيدك وحدك جدواها ونفعها، فوفق سعيي وهب لي من لدنك ما أرجوا واكرمني وزوجتي بالولد الصّالِح الذي يسعد أوقاتنا ويهون علينا مشقة رحلتنا، ونرجو صحبته في شبابنا ونرجو عونه عند تقدم أعمارنا ولا تذرنا وحيدين يا ربنا.
- اللهم إنك خير الوارثين وأوسع من يعطي وأكرم من يمن على عباده، لا يصعب عليك أمر ولا يعجزك شيء، فاجعل لنا من ظهورنا ذرية تؤنسنا وتجبر بها خواطرنا، فأنت ولينا.
اللهم ارزق كل محروم بالذرية الصالحة
قدمنا لكم باقة من الأدعية التي تناسب من لم يُرزق بعد بالذرية الصالحة ومن يتمناها ويحلم بها، ويلح في طلبها، سائلين الله الاستجابة عاجلاً غير آجل.
وانتقينا لك لتقرأُ: استعينوا على همومكم بسنة نبيكم
يقول الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة الكهف:
“الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)”
فهذا لعمري تقرير إلهي عظيم؛ اللهم ارزق كل محتاج بالذرية الصالحة.