اللهم صيبا نافعا؛ هكذا كان قول النبي المختار -عليه أْفضل الصلاة وأزكى السلام-؛ لكن يا أخي المؤمن عليك أن تعي وتعرِف بعض الأمور والمسائل المتعلِّقة بالمطر والغيث؛ سوف نسردها لك أدناه في مقال بسيط ومفيد.
متى ينزل المطر؟
بدايةً؛ لا يدري متى يجيء المطر إلا المولى -سبحانه وتعالى- ففي حديث عمر -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه أفضل صلاة وأزكاها-: «مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر» ~ البخاري.
فهذه أول ما يجب أن تعلمه، أن أمر نزول المطر وكل شيء بيد الله العزيز -سبحانه-؛ وقد ذكرنا من قبل الكثير حول الغيث والمطر في خطبة الاستسقاء.
اللهم صيبا نافعا
حسنًا، فإذا نزل المطر، ماذا يقول المسلم حين يراه؟
جاء في حديث السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنه أن نبينا المصطفى -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- كان إذا رأى المطر قال: «اللهم صيبا نافعا».
وقد ذكر الإمام البخاري هذا الحديث الشريف في كتاب الاستسقاء.
ماذا تفعل إذا أصابك المطر؟
فماذا تفعل أو تقول إذا أصابك، أي لمسك أو سقطت عليك قطرات الماء من السماء فلامستك؟
هُنا يُبيِّن لنا الحبيب -عليه أَفضل الصلواتِ وأَكمل التحيات- في حديث شريف ذكره الإمام مسلم في كتابه؛ عن أنس -رضي الله عنه- قال: أصابنا ونحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مطر، قال: فحسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: «لأنه حديث عهد بربه».
ومعنى حسر: أي كشف بعض بدنه.
وقد تنزع البركة بسبب الذنوب، وذلك لما ورد في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- يرفعه: «ليست السنة بأن لا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا، ولا تنبت الأرض شيئا».
وهذا الحديث أخرجه مسلم أيضًا؛ ومعنى السَّنَةُ أي القَحطُ والجَدبُ.
الذكر بعد نزول المطر
فإذا نزل المطر، الحمد لله، ماذا نقول؟
في حديث زيد بن خالد الجهني، في صحيحي البخاري ومسلم -متفق عليه- «مطرنا بفضل الله ورحمته».
وكامل الحديث نصُّه؛ أنه الصحابي زيد بن خالد -رضي الله عنه- قال: صلى بنا رسول الله ﷺ صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي، كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب».
وإذا زادت المياه وخيف منها الضرر يُسَن للمسلم أن يقول: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الظّراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر؛» لأن النبي -عليه أفضلُ الصلاة وأطيب السلام- كان يقول ذلك؛ في حديث متفق عليه.