لعل من أخس الحيوانات والكائنات: “الضبع”؛ لما فيه من الطباع اللئيمة!
ومن أخس ما فيه مما في الحيوانات المتوحشة، أنه يبدأ أكل طريدته أو صيده قبل أن يقتله، وقبل أن يموت، أي: ينهشه ويقضمه حيا يتوجع ويصيح!
وهذا شيء مما تأباه الطباع، وتستنكره العقول والنفوس، وحتى بقية الوحوش المفترسة تكره هذا الفعل؛ فتجد الذئب أو الأسد -مثلا- يمسك الفريسة من حلقومها ليسرع في قتلها، ولا يبدأ في التهامها حتى يتأكد من موتها وإزهاق روحها! فسبحان الرحيم الرحمن.
وإن تستنكر -أخي الكريم- أو تعجب من حيوان متوحش طبيعته “النهش والافتراس”، فأعجب ممن كرمه الله ورزقه العقل والفهم، ثم أنعم عليه بنعمة الاسلام، ثم جعله من أمة خير الأنام، محمد، عليه الصلاة والسلام، ثم تراه لا يكاد يفتر عن “نهش وأكل لحوم إخوانه” من بني جنسه، أحياء وأمواتا!
فلا شك أن هذا أنذل وأشد حقارة من تلك الضباع المتوحشة!
تاب الله علينا وعلى جميع المسلمين.
وقد نبه الله، ﷻ، عباده على فظاعة وشناعة هذا الفعل والصفة الذميمة “الغيبة والنميمة“، فقال: {وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ..}. الحجرات.
أي: -والله أعلم-: نفوسكم وطباعكم وعقولكم السليمة تكره هذا -أكل لحم أخيك ميتا- وتنفر منه أشد النفور، فكيف لكم ان تأكلوا لحوم إخوانكم وتنهشونهم وهم أحياء؟!
الأصل ألا يفعل هذا انسان فيه مسكة من عقل!
لأن هذا الفعل من أخس الأفعال والصفات، وأشدها دناءة في أخس وأنذل حيوان متوحش مفترس (الضبع)!
فهل تريدون ان تكونوا (أنذل وأشد لؤما من هذا الحيوان المتوحش)؟!
أخي المسلم: هل هناك نهي أو إرشاد، أو تنفير وزجر أعظم وأشد من هذا حتى ندع هذا الفعل القبيح والداء العضال؟!!
نسأل الله أن يتوب علينا وعلى جميع المسلمين.
بقلم: عبد الحفيظ جحيش