نُلاحظ أن أبنائنا الطلاب يظهر عليهم التوتر عندما تُصبح الاختبارات النهائية على الأبواب. كما أنهم يواجهون صعوبة في أحد مواضيع مادة اللغة العربية. وخاصة موضوع علامات الإعراب الظاهرة وعلامات الإعراب المقدرة وصعوبة التفرقة بينهم.
لذلك قررنا أن نقوم بشرح درس علامات الإعراب المقدرة حتى نُفيد الجميع من خلال شرح الفرق بين علامات الإعراب.
تعريف مصطلح الإعراب
هو تغيير أحوالِ أواخر الكلمة تبعاً لتغير العوامل الداخلية عليها. ويتمثل في العلامة التي تقع في آخر الكلمة.
علامات الإعراب الأصلية
هنالِك 4 علامات أصلية للإعراب:
- أول هذه العلامات الضمة: وهي علامة الرفع مثل عندما نقول: جاءَ محمدٌ.
- ثاني علامة هي الفتحة: وهي علامة النصب مثل: شكر المعلم التلميذَ.
- وثالث علامة هي الكسرة: فهي علامة جر مثل: مررتُ بالرجلِ.
- وأخيرا رابع علامة السكون: وهي علامة الجزم فنقول: محمدٌ لم يكتبْ.
ولكن يا طُلابي هناك كلماتِ لا تظهر عليها تلك العلامات ولا يرجع عدم ظهور العلامات إلى أن هذه الكلمة مبنية أو أن علامة الإعراب فرعية بل إلى أسباب أخرى. وهذا النوع من الإعراب نسميه الإعراب بالعلامات المقدرة.
ولكي يسهُل عليكم فهم هذا الموضوع عليكم يا أبنائي أن تعرفوا أن للأعرابِ أشكال مختلفة.
وهنا: إعراب أسلوب الشرط.. أركانه، وأدواته الجازمة وغير الجازمة.. بالأمثلة
الإعراب الظاهر
وهو الذي تظهر فيه علامة الإعراب ولا يمنع مانع من التلفظ بها.
مواضع الإعراب الظاهر
- الكلمة صحيحة الآخر؛ نحو: يفوزُ المجتهدُ.
- الكلمة المختومة بواو أو ياءٍ متحركة؛ نحو: عفوٌ، ظبيٌ.
الإعراب المقدر
وهو الذي لا تظهر علاماته في آخر الكلمة وأسبابه هي:
- الثقل: وهو صعوبة النطق بالحركة وذلك يكون على الياء والواو.
- التعذر: وهو استحالة النطق بالحركة وذلك يكون على الألف.
مواضع الإعراب المقدر
أما بالنسبة لمواضيع الإعراب المقدر فهي كما يلي:
أولاً الاسم المقصور:
وهو الاسم المعرّب الذي في آخره ألف لازمة ولتوضيح هذه الفكرة سنضرب لكم الأمثلة التالية:
- جاء فتىً في العاشرة من عمره ← فتىً: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
- رأيت الفتى في الحديقة البارحة ← الفتى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
- مررتُ بفتىً في العاشرة من عمره ← فتىً: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
نُلاحظ في الأمثلة السابقة بأنه تقدر على الاسم المقصور الحركات الثلاث لأن الألف لا تقبل الحركة مطلقاً ولذلك نعربه بحركة مقدرة منع من ظهورها التعذر (أي استحالة وجود الحركة مع الألف).
ثانياً الاسم المنقوص:
وهو الاسم المعرب الذي آخره ياء لازمة، غير مشددة، قبلها كسرة، ويمكن تقسيم الاسم المنقوص إلى نوعين هما:
الاسم المنقوص المعرف بـ (ال) فنقول مثلاً:
- حكم القاضي بالعدل ← القاضي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
- مررتُ بالقاضي العادل ← القاضي: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
- رأيت القاضي العادل ← القاضيَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
نُلاحظ أن: هذا الاسم تقدّر عليه حركتانِ فقط هما (الضمة والكسرة) وذلك لأن؛ الياء الممدودة يناسبها كسر ما قبلها. والضمة حركة ثقيلة فيُعذر الانتقال من كسر إلى ضم.
أما الفتحة فهي أخف الحركات، ولذلك تظهر على الياء.
النوع الثاني الاسم المنقوص النكرة:
- جاء قاضٍ ← قاضٍ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.
- مررتُ بقاضٍ ← قاضٍ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.
- رأيت قاضياً ← قاضياً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
نُلاحظ أنه: إذا كان الاسم المنقوص نكرة حذفت ياؤه وعوض عنها بتنوين يسمى (تنوين العِوض) وذلك في حالتي الرفع والجر فقط أما في حالة النصب فيضاف إليه ألف تنوين النصب.
ثالثاً الفعل المعتل الآخر بالألف:
وهذه بعض الأمثلة للتوضيح:
- يَخشى الطموحُ الفشلَ ← يخشى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
- علينا أن نسعى إلى الرزق ← نسعى: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
إذاً تقدرُ حركتا الضمة والفتحة على الفعل المعتل الآخر بالألف بسبب في استحالة نُطقهما؛ أي المانع من ظهورها هنا التعذر.
رابعاً الفعل المعتل الآخر بالواو أو الياء:
وهذه بعض الأمثلة:
- بالعلم والأخلاق تسمو الأمم ← تسمو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل.
- يرمي الطفل الكرة ← يرمي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
إذاً تُقدّر حركة الضمة على الفعل المعتل الآخر بالواو أو الياء بسبب ثقل نُطقها، أي المانع من ظهورها هُنا الثقل.
أما الفتحة فتظهر على الياء والواو.
خامساً: الاسم المُضاف إلى ياء المُتكلم:
صديقي من يُقاسمني همومي ← صديقي: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء. وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
حيث أنه يتعذر علينا قول: جدٌي (بالضم)، أو رأيت أخَي (بالفتح)، ورغم أنه لا يتعذر لفظ الكسرة في قول: التقيتُ بأمي؛ لكن هُنا الكسرة مُقدرة أيضاً، لأن سببها هو مناسبة ياء المتكلم وليست كسرة ظاهرة. ولذلك يُعرب بحركات مُقدرة على ما قبل الياء، وعندما نُعربه نقول في إعرابه: منع من ظهورها اشتغال آخر الاسم بالحركة المناسبة للياء.
سادساً: الاسم المجرور بحرف جر زائد:
بعض الأمثلة للتوضيح:
ما حضر من أحدٍ ← من: حرف جر زائد. أحدٍ: فاعل مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنه فاعل.
إذاً عندما يكون الاسم مجروراً بحرف جر زائد تكون الحركة مُقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحلِ بحركة حرف الجر الزائد.
سابعاً وأخيراً الاسم المجرور بحرف جر شبيه بالزائد:
نحو: رُب أخٍ لكَ لم تلده أُمّكَ ← رُب: حرف جر شبيه بالزائد. أخٍ: اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنه مبتدأ.
إذاً عندما يكون الاسم مجروراً بحرف جر شبيه بالزائد تكون الحركة مُقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحلِ بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.
وهنا أيضًا: الاسم المنسوب وصياغته ودلالاته
تلخيص درس علامات الإعراب المُقدرة
- الإعراب المقدر: هو الذي لا تظهر علاماته في آخر الكلمة.
- الاسم المقصور: تقدر عليه الحركات الثلاث للتعذر.
- الاسم المنقوص: تقدر عليه الضمة والكسرة للثقل.
- الفعل المضارع المعتل الآخر بالألف: تقدر عليه الضمة والفتحة للتعذر.
- الفعل المضارع المعتل الآخر بالواو أو بالياء: تقدر عليه الضمة فقط للثقل.
والآن أصبح الفرق بين نوعي علامات الإعراب واضحاً وسهلاً. نراكم على خير في درسٍ جديد من دروس النحو العربي. ونتمنى أن تكونوا استمتعتم في هذا الدرس المُشوق.
وفي الختام؛ نوصيك بالاطلاع على شرح درس: صياغة العدد على اسم فاعل وإعرابه