مرحبا أصدقائي الطلاب، هل تعلمون لماذا البحر أزرق اللون؟ على الرغم من أن الماء شفاف وليس له ألوان لكن ظهور اللون الأزرق للمياه له تفسيرٌ علمي يرتبط بالضوء الساقط على الماء. ولكن أتعلمون السماء أكثر زُرقةً من البحر. والجبل أكثر ارتفاعًا من الهضبة. وهذه المقدمة تُسيقنا إلى درسٍ هام من دروس النحو العربي ألا وهو اسم التفضيل، لنتعرف عليه وعلى أهم شروطه وحالاته.
اسم التفضيل
اسم التفضيل هو اسم مشتق مصوغ على وزن (أفعل) للمذكر، (فُعلى) للمؤنث، للدلالة على شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة، مثل:
- الحوت أطول من القرش ← أي الحوت أكثر طولاً من القرش.
- والدتي أعلى أو / عليا النساء قدراً ← أي أكثر علوًا في قدرها منزلتها على غيرها من النساء.
طريقة صوغ اسم التفضيل وشروطه
أي يُصاغ اسم التفضيل على وزن أفعل من الفعل مباشرة إذا كان الفعل مستوفيًا إلى الشروط السبعة الآتية:
- أولاً: أن يكون ثلاثيًا، مثل؛ رحم – كبر – فضّل.
- ثانيًا: ألا يكون الفعل مما يدل على لونٍ أو عيب فلا يُبنى منه، مثل؛ حمر – عور. لأن الصفة المشبهة منه على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء؛ أحمر ← حمراء، أعور ← عوراء.
في حالة فقد هذين الشرطين أي؛ كون الفعل ثلاثيًا وليس الوصف منه على أفعل الذي مؤنثه فعلاء فإننا نأتي باسم تفضيل من فعلٍ مناسبٍ مستوفٍ للشروط، ونذكر بعده المصدر الصريح للفعل الأصلي، ويكون منصوبًا على أنه تمييز، مثل؛ وقت الذروة أكثر ازدحاماً من باقي اليوم.
- ثالثا: مبنيًا للمعلوم، فلا يُصاغ من المبني للمجهول، مثل؛ شُغل – فُهم.
- رابعًا: مثبتًا، فلا يصاغ من المنفي، مثل؛ ما صعُب – لم يعلم.
في حالة فقد هذان الشرطان، أي كون الفعل مبنيٌ للمعلوم ومثبت، فإننا نأتي باسم تفضيلٍ من فعلٍ مناسبٍ مستوفٍ للشروط، ونذكر بعده المصدر المؤول للفعل الأصلي، مثل؛ العالم أحق أن يُكرّم.
- خامسًا: قابلاً للتفاؤل، أي انه يقبل الزيادة والنقصان، وأما الفعل غير القابل للتفاوض كـ؛ مات – فني – هلك فلا يأتي منه اسم تفضيل.
- سادساً: تاماً، أي ألا يكون من الأفعال الناقصة كـ؛ كان وأخواتها، والأفعال الناقصة لا يأتي منها اسم تفضيل.
- سابعًا: متصرفًا، أي يأتي منه المضارع والأمر، لأن الأفعال الجامدة مثل؛ بئس – نعم – عسى لا يأتي منه اسم تفضيل.
وهنا -كذلك- نجِد: شرح درس النعت وأشكاله.. مع الأمثلة وشرحها
حالات اسم التفضيل
لاسم التفضيل حالات عدة:
- أولاً: مجردًا من (ال) والإضافة، مثل؛ أنشط: يلزم الإفراد والتذكير والتنكير ويذكر المفضل عليه بعده مجرورًا بـ (من) سواء أكان المفضل مذكرًا أو مؤنثاً أو مثنى أو جمع، مثل؛ المتفوق أنشط من غيره.
- ثانيًا: مقترن بـ (ال)، مثل؛ الأفضل يطابق المفضل في الإفرادِ والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والتعريف، ولا يتذكر المفضل عليه في الكلام، مثل؛ هذان هما الطالبان الأفضلان – هاتان هما الطالبات الفُضليات.
- ثالثا: مضافٌ إلى نكرة، مثل؛ أحسنُ عاملات: يلزم الإفراد والتذكير والتنكير، وأن يكون المفضل عليه المضاف إليه مطابقًا للمفضل في النوع والعدد، مثل؛ المجتهدات أحسن عاملات – المجتهدتانِ أحسن عاملتين.
- رابعًا: مضاف إلى معرفة، مثل؛ أعلى أو عليا النساء: يجوز أن يلزم اسم التفضيل الإفراد والتذكير والتنكير، أو أن يكون مطابقاً للمفضل، مثل؛ والدتي أعلى النساء قدرًا – والدتي عليا النساء قدراً.
وأخيرًا وردت في اللغة كلمات تدل على التفضيل وليست على صيغة (ما أفعل)، وهي؛ خير – شر – أحب. مثل؛
- خير الأصدقاء من يقف مع صديقه عند الشدة.
- شر الأصدقاء ما يستغل صديقه.
- أحب شيء إلى الطفل الحلوى.
وإلى هنا نصل إلى نهاية درس اسم التفضيل، وإلى اللقاء في دروسٍ وموضوعات أخرى من موضوعات النحو العربي.
ويُمكنكم أيضًا مراجعة درس: صيغتي أسلوب التعجب وإعرابهما «شرح.. بالأمثلة»