تعد ثورة 25 يناير أحد أهم الأحداث التي مرت بها مصر في المرحلة التاريخية المتأخرة، فهي بحق حدث استثنائي على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي، لأنه أحدث تغييرات على كل المستويات، فمن الناحية السياسة استطاعت ثورة يناير أن تحقق إعجاز سياسي بكل المقاييس فأطاحت بحكم ظل مستبدا بعرش مصر لمدة 30 عاما، وعلى المستوي التوعوي والثقافي فقد أعادت صياغة رؤية الشارع المصري كلياً للأحداث والحكم عليها، ومن ثم المشاركة في صناعة القرار.
ولكن على الوجه الآخر فقد ساهمت في خلق صراعات جديدة جراء تعرض الشعب المصري بمختلف أطيافه إلى امتحان (ثورة 25 يناير) أكثر من كونها منحة للمجتمع المصري ولإرادته، وقد أفرزت بعض الظواهر النفسية والاجتماعية الجديدة، كل هذا جعل من ثورة يناير مادة جيدة للدراسة، فتناولها الباحثون من أكثر من جانب، وهنا سنتعرض بشيء من الإيجاز لتلك الدراسات وموضوعها الرئيسي.
دراسات سابقة عن ثورة 25 يناير
1. “اضطراب ما بعد الصدمة وعلاقته بالتوجه للإنجاز – والهناء النفسي الاجتماعي لــدى عينه من مصابي ثورة 25 يناير”
وهذه دراسة مقدمة للحصول على درجة الماجستير، وتدور تلك الدراسة حول التغيرات النفسية والاضطرابات الشعورية التي نتجت عن تعرض عدد كبير من المشاركين في تلك الثورة للصدمات والإصابات الجسدية وما نجم عنها من ضرر نفسي، وترصد تلك الدراسة بشيء من التفصيل المواقف والأحداث التي حدثت أثناء الثورة وكيف تعامل معها الأشخاص وكيف تأثروا بها على المدى القريب والبعيد.
أهداف الدراسة: تهدف الدراسة إلى التعرف على اضطرابات ما بعد الصدمة وكيف تنعكس على الدافعية والهناء النفسي والاجتماعي، كما تهدف إلى تقديم صورة واضحة ومتكاملة عن الأفراد عينة الدراسة، من حيث ما تعرضوا له من صدمات ومدى تأثيرها على حياتهم المستقبلية، وأخيرًا ترصد عدد من الفروق والتباين بين أفراد عينة الدراسة باعتبار عوامل السن والجنس ونوعية الصدمة.
2. شبكات التواصل الاجتماعي بمصر
بديل إعلامي يواجه الاستقطاب، تركز تلك الدراسة على السلوك الاتصالي للفئات الشبابية المصرية وعلاقة تلك الفئات بشبكات التواصل الاجتماعي، والدوافع الكامنة وراء هذه الوسائط، والإشباعات المتحققة بفضلها، بالإضافة إلى القيم التي يفرزها تعامل المستخدمون، ودور كل هذا في صياغة المشهد السياسي عقب ثورة 25 يناير.
3. الأزمة الدستورية في مصر بعد ثورة 25 يناير
دراسة بحثية في تاريخ مصر السياسي المعاصر، تتمركز تلك الدراسة البحثية حول الجدل الذي حدث بين القوى السياسية والحزبية حول صياغة الدستور المصري الجديد، والذي يعكس حرص تلك القوى السياسية على ما يضمن لها حيزاً سياسياً جيداً.
وقد طرحت الدراسة عدة أسئلة من أهمها:
- ما طبيعة الخلاف القانوني الحاصل حول مجلس الشعب؟
- ما أسباب تعثر اللجنة التأسيسية في صياغة الدستور؟
- ما الموقف الذي اتخذه المجلس العسكري من التعديل الدستوري؟
- مواقف الأحزاب من اعلان التعديلات الدستورية في مارس 2011؟
- الأسباب التي جعلت بعض الأحزاب السياسية تعمل على تعطيل اللجنة التأسيسية الأولى في القيام بصياغة الدستور الجديد؟
- ما موقف تيارات الإسلام السياسي من اللجنة المكلفة بصياغة الدستور الجديد؟.
وفي الختام
نكون قد استعرضنا عدة دراسات سابقة عن ثورة 25 يناير، مبينين أهم الجوانب التي تناولتها والمحاور الرئيسة لها، الأمر الذي يؤكد على التأثير الذي أحدثته ثورة 25 يناير على كافة الأصعدة، وانعكاساتها على كل جوانب حياة الشعب المصري ليس على الندى القريب فقط بل على المدى البعيد والمستقبلي أيضاً، ومن الجدير بالذكر أن هذه الدراسات هي مجرد أمثلة يوجد غيرها الكثير مما لا يتسع المقام لذكره.