ثوابت المملكة العربية السعودية معلنة على الدوام، وفي مناسبات عديدة يتم إعادة التأكيد عليها بتصريح واضح لا لبس فيه، سواء من جلالة الملك، أو من ولي عهده أو نائبه الثاني، وأن المملكة هي دولة تقيم شرع الله، دستورها القرآن الكريم وسنة الرسول المصطفى ﷺ، وجهودها في خدمة الدين ونشر الإسلام ومساعدة المسلمين ظاهرة ومعلنة غير خافية، وليست موضع مزايدة أو مطية لتحقيق مصالح أو مكاسب، فالإرادة السياسية أن نكون دولة ذات نهضة حضارية متقدمة، دون التخلي عن ثوابتنا الدينية، فلا نحن نقف متحجرين، ولا ننسلخ مندفعين.
وبالرغم من ذلك، تظهر أصوات تدعي التظلم، والذود عن دين الله «ضدنا»، لنصبح إما فاسقين أو غافلين بنظرهم، ليكون الرفض هو رد الفعل لكل شيء تقريبا، والتظلم والشكوى وتأكيدها بحجج دينية يسوقونها لتعزيز موقفهم وكسب التأييد، فإعلان اليوم عطلة رسمية بمناسبة اليوم الوطني هو بدعة، والاحتفال باليوم الوطني بدعة، لذلك يحشرون كامل عدتهم لمحاربته، بدءا بمواضيع المنتديات والمجموعات البريدية ورسائل الحسبة «النصية والإلكترونية»، مصادرة لفرح مستحق وفخر مستحب، فلا هو انتماء أو ولاء بنظرهم.
كيف يصبح اليوم الوطني تهديدا للإسلام، ولعقيدة «السعودي» المسلم؟
يبدو أن هذا السؤال سيدخل موسوعة العجائب، وسيكون مثار تندر مخجل، أن تساق الاستدلالات من آيات وأحاديث كيفما يرغبون لتظهر ما يريدون أن يظهروه لمجرد إثبات رأيهم، وجميعها باسم الإسلام وكأننا من دين وأرض أخرى كما توحي بعض المواقع الإلكترونية التي تحتكر التحدث باسم الإسلام وتعتبر أن كل من لا يدور في فلكها لا ينتمي لهذا الدين، فهو حق لهم يهبونه من يشاؤون ويحجبونه عمن يشاؤون.
أرهقتنا هذه الجدليات وهذا العبث، وكان الثمن في كل مرة غاليا ندفعه نحن!
مدد: دام عزك يا وطن!
بقلم: نايف أبوصيدة