داء الزلاقي وأسبابه
تقول الاستشارية في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد الدكتورة “ميسم عكروش”: أن داء الزلاقي “داء الجلوتين” أو “Celiac disease”، هو عبارة عن مرض مناعي؛ حيث يقوم جسم المريض بتكوين اجسام مضادة ضد مادة الجلوتين، الموجودة في القمح، والشعير، وأحياناً الشوفان، وتقوم هذه الأجسام المضادة بتدمير الخلايا الداخلية المبطنة للأمعاء، وبالتالي تصبح غير قادرة على الامتصاص؛ حيث تصبح خملات الأمعاء المسؤولة عن الامتصاص ملساء، وتالفة وغير قادرة على الامتصاص، وهو ما يُعرف باسم “Intestinal villous atrophy”، وبالتالي يحدث سوء امتصاص المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم، ولا ترتبط الإصابة بهذا المرض بعمر معين، فقد يصيب الأطفال، الشباب، وكبار السن أيضاً.
ويرجع سبب حدوث داء الزلاقي إلى العوامل الوراثية الجينية في المقام الأول، وغالباً ما يكون مرتبط ببعض الأمراض المناعية الاخرى، مثل:
- أمراض الغدة الدرقية.
- أمراض السكري.
- أمراض الرئة المناعية.
- أمراض الكبد المناعي.
- أمراض الروماتيزم.
- البهاق.
وهناك نوعاً من الحساسية للجلوتين يكون غير مرتبط بالمناعة، والذي يُعرف باسم “Gluten intolerance”؛ حيث يكون الجسم غير قادر على امتصاص الجلوتين كما وضحت الدكتورة “ميسم”، والذي يعود سببه للجهاز الهضمي، وليس المناعي كما يحدث في حالة “Celiac disease”.
أعراض داء الزلاقي
يمكن أن تكون أعراض داء الزلاقي خاصة بالجهاز الهضمي، أو قد لا تشمل أعراض مرضية في الجهاز الهضمي، وغالباً ما تبدأ الأعراض بالإعياء، والإسهال، والإمساك أحياناً، مع الشعور بالألم في البطن، والانتفاخ، وتتشابه هذه الأعراض مع العديد من الأمراض الأخرى التي تصيب الجهاز الهضمي، مثل عسر الهضم، ومتلازمة القولون العصبي، وأمراض نقص الدم، وسوء الامتصاص بكافة الفيتامينات، والمواد الغذائية الاخرى، وقد تشمل الأعراض المرضية أعراضاً لا تضم الجهاز الهضمي كما أكدت الدكتورة “عكروش”، مثل:
- الشعور بالألم في المفاصل.
- التعب العام والارهاق بسبب سوء الامتصاص.
- طفح جلدي، على شكل فقاعات صغيرة، مع وجود حكة، وتسبق هذه الأعراض غالباً المرض نفسه بسنوات.
- سوء امتصاص الكالسيوم، والذي قد يؤدي إلى الإصابة بالكساح عند الأطفال إذا تأخر التشخيص.
- فقر الدم، نتيجة نقص امتصاص فيتامين ب ١٢.
- قلة معدلات نمو الطفل.
- تأثر ذكاء واستيعاب الطفل.
- تشويش التفكير.
ونظراً لتشابه أعراض الداء الزلاقي مع العديد من الأمراض الاخرى، فغالباً ما يتم التشخيص من خلال ارتباط ظهور الأعراض، مع تناول المريض لأطعمة تحتوي على القمح، والشعير، والشوفان، مثل الخبز، المعكرونة، والبسكويت، والكيك، وتتكرر هذه الأعراض مع تناول نفس الاطعمة، ولا يمكن أن نتغاضى عن أن معظم الأطعمة تقريباً تحتوي على مادة الجلوتين، لذلك قد تظهر الأعراض بشكل يومي، ذلك بالإضافة إلى أهمية إجراء فحوصات مخبرية للأجسام المضادة لمادة الجلوتين في الدم، ويعتمد التشخيص النهائي على أخذ عينة من الامعاء من خلال المنظار.
علاج داء الزلاقي
وبالحديث عن العلاج، فأكدت الدكتورة “ميسم” أن العلاج يعتمد بالدرجة الأولى على الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تحتوي على مادة الجلوتين، مع تعويض الجسم بالفيتامينات والمعادن المهمة التي فقدها أثناء المرض.
وأحياناً قد يتم اللجوء إلى الطرق العلاجية الأخرى لتثبيط المناعة مثل علاج الكورتيزون لفترة مؤقتة حتى يتحسن الجهاز المناعي.