طريقة انتقال داء الجرب
بدأ “د. نزار باهيري” استشاري الأمراض المعدية. حديثه عن داء الجرب فقد ظهر في الإعلام في مكة وجدة كثيراً هذه الأيام. وقال أن الجرب هو مرض ينتقل عن طريق الطفيليات وهي أحياء صغيرة دقيقة تدخل عن طريق الجلد والانتقال يتم عن طريق احتكاك جلد بجلد وليس اللمس السريع أو احتكاك الجلد بالملابس أو الأقمشة أو شيء موجود عليه هذه الطفيليات من شخص مصاب لذلك نجده ينتشر بين الاطفال حينما يلعبون مع بعض أو الأشخاص الذين يعيشون مع بعض في منزل واحد وهناك نوع واحد من أنواع هذه الطفيليات ينتقل باللمس السريع ولكنه موجود في أماكن قليلة جداً في العالم .
وقال “د. باهيري ” أن داء الجرب إذا دخل داخل الجلد يقوم بعمل حفرة أو خندق وتترك بيضها لفترات طويلة والمشكلة أن هذه الطفيليات عندما تدخل الجلد لأول مرة أعراضها لا تظهر إلا بعد اسبوعين إلى شهرين أما إذا كان الشخص أصيب بالجرب من قبل فالأعراض تظهر خلال أيام والطفيليات تدخل عادة ما بين الأصابع ويمكن تحت الإبط أو منطقة تحت العانة أو حول الصدر أو تحت الصدر أو بين الأفخاذ و أحياناً تكون من فتحة الشرج وعند الأطفال يمكن أن تأتيهم في فروة الرأس لكن الحكة الناتجة عن داء الجرب شديدة جداً .
وذكر أن داء الجرب يتعالج بإذن الله والكثير يعرف علاجه وأول مراحل العلاج هو اللوشن ويوضع من 8 إلى 16 ساعة ثم يغسل جيداً والمهم أن يوضع في جميع الأماكن وبدقة ويجب لبس قفازات أثناء وضعه وهناك أيضاً بعض الأدوية لعلاج الجراب تؤخذ عن طريق الفم تقضي على الطفيليات بإذن الله و المرحلة الثالثة أخذ أدوية لمنع الحكة وأحياناً عندما تكون الحكة شديدة جداً نضطر لإعطاء جرعة صغيرة من الكورتيزون للتخلص من الحكة الزائدة. والجرب يعالج بسهولة لكن تكمن مشكلته في الحكة الشديدة والتي تستلزم أخذ أدوية الحساسية لمدة أسابيع حتى بعد الشفاء من الجرب
ماذا نفعل في فراش ومناشف وملابس للمصاب بالجرب؟
قال “د. باهيري” أنه بكل بساطة أن الطفيليات التي تسبب داء الجرب لا تعيش خارج الجلد أكثر من 24- 36 ساعة وفي الأماكن الباردة يمكن أن يزيد عن هذه المدة لكن ليس كثيراً ولهذا يجب أخذ الملابس والمناشف وتُغسل في ماء حار وتُترك في الشمس لمدة يوم أو يومين وهذا كفيل بالقضاء تماماً على داء الجرب وبالنسبة للحاف و المخدة و البطانية توضع في أكياس مغلقة وتترك لمدة يومين حتى تموت الطفيليات فالحر و الشمس والحرارة قادرة على التغلب على طفيليات الجراب تماماً .
عندما يصاب أحد أفراد الأسرة بالجرب هل نحن بحاجة لمعالجة جميع من في المنزل؟
قال “د. نزار” أنه ليس بالضرورة ولكن الأفضل علاج كل من يتعامل مع المصاب لأنه كما ظهرنا ليس شرط ظهور الأعراض في بداية داء الجرب لمن يصاب به لأول مرة وبالتالي الأفضل علاج جميع الموجودون بالمنزل باللوشن أو أخذ دواء الطفيليات ويجب أن تُكتب هذه العلاجات على يد طبيب مختص ولا يمكن أخذها بدون استشارة الطبيب لأخذ التعليمات الصحيحة.
ماذا يفعل الأهل إذا كانت الحالات منتشرة في مدارس أولادهم؟
قال أنه في الواقع أحياناً يمكن أن تكون العدوى انتقلت إلى الطفل قبل أن تظهر الأعراض على باقي الأولاد ولذلك يجب على إدارة المدرسة باتخاذ قرار مع مختص إذا كانوا بحاجة لتعليق الدراسة لمدة أيام أم لا. ويجب أيضاً على إدارة المدرسة تنظيف كل الأماكن بشكل صحيح و تعريض كل الطاولات و الأشياء للشمس والحرارة لقتل كل الطفيليات الموجودة في فصل المصاب.
هل ما يشاع على مواقع التواصل الاجتماعي كالواتس آب وغيرها بوضع كحول أو ما شابه على الملابس لحماية أنفسنا من داء الجرب؟
نفى “د. نزار ” هذه المعلومات تماماً وقال أنها غير صحيحة بالمرة وغير مطلوبة وأن داء الجرب لا ينتقل باللمس السريع فلذا نضع كحول على الملابس. وقال أن الاهتمام بالنظافة الشخصية والاستحمام بشكل دائم كافيين للحماية بإذن الله من داء الجرب وأن الموضوع لا يستدعي كل هذا الخوف والهلع من الإصابة به. وأشار أن استخدام ماء البحر في الاستحمام بعد وضع اللوشن الخاص بالجرب أفاد كثير من المرضى وخصوصاً في منطقة فروة الرأس وذكر أنه لا توجد دراسات مؤكدة لهذا لكن بتجربة ماء البحر في الالتهابات الجلدية الناتجة عن البكتيريا والطفيليات ثبت أنها مفيدة جداً.