ما هي فكرة عمل خيوط شد الوجه التجميلية؟
قال “د. بندر العيثان” استشاري جراحة التجميل. تعتبر خيوط شد الوجه التجميلية من الأفكار الجديدة في مجال جراحات التجميل، فلا يتجاوز عمرها الخمس أو الست سنوات فقط. ومن المعلوم أن من أعراض التقدم في العمر ترهل الأنسجة، فكان الحل الأمثل في السابق للقضاء على هذا الترهل هو عمليات شد الوجه، والتي كانت مخيفة بعض الشيء للكثير من الحالات المرضية، نظرًا لما كانت تحتاجه من تخدير كامل، ونظرًا لتوابعها من المضاعفات مثل تورم الوجه، ونظرًا لطول الفترة المطلوبة لبدء ظهور النتائج على الوجه، حيث ينتظر المريض لمدة ثلاثة شهور كاملة لبدء الشعور بنتائج عملية الشد على وجهه، ونظرًا لطول فترة الإستشفاء بعد العملية.
لكن مع التطور الطبي، وسرعة وتيرة الحياة عند الأشخاص، بدأت ظهور تقنيات أحدث وأسرع وأشمل في النتائج، وفي نفس الوقت أقل خطرًا وضررًا وأعراضًا وتوابع صحية. ومن أشهر الأمثلة الشائعة على هذه التقنيات حقن البوتكس والتي أسهمت بشكل فعال في إزالة التجاعيد التعبيرية، والتي كانت تحتاج إلى تدخل جراحي في السابق لإزالتها، فتطور الأمر وأصبح مجرد الحقن لمرة واحدة ولمدة خمس أيام وبدون تخدير كامل (حيث يُستخدم التخدير الموضعي فقط) كفيل بإزالة هذه التجاعيد التعبيرية. ولكي يتضح لنا فكرة عمل خيوط شد الوجه، يجب علينا أولًا فهم ما يحدث للوجه مع التقدم في العمر.
هناك أربعة أعراض رئيسية تُصاحب التقدم في العمر:
ولكل واحد منها علاجه الأنسب، هذه الأربعة أعراض هي:
1 – 2 ظهور التجاعيد، والتي تنقسم بدورها إلى:
التجاعيد التعبيرية: حيث تظهر على الوجه خلال حركاته التعبيرية المصاحبة للكلام والأكل، وتُعالج بحقن البوتكس.
التجاعيد الثابتة: مثل الخطوط الملاصقة للفم، وتعالج مثل هذه التجاعيد بحقن الفيلر (وتسمى المواد المالئة).
3- ضمور الأنسجة، ويُعالج أيضًا بالفيلر.
4- ترهل الأنسجة، وهذه هي التي صُنعت من أجلها خيوط شد الوجه.
وبدأت فكرة خيوط شد الوجه بمحاولة الإستغناء عن النمط القديم الذي يتضمن عمليات جراحية كاملة التخدير يُستخدم فيها الخيوط الجراحية الثابتة، وإستبدال هذا النمط القديم بنمط حديث لا حاجة فيه للتخدير الكامل للجسم، ويُكتفى بالتخدير الموضعي، كذلك لا حاجة فيه لإستخدام خيوط ثابتة، وإستبدالها بخيوط تجميلية ذاتية الذوبان بعد فترة زمنية معروفة (حيث تذوب هذه الخيوط في الجسم خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 6 شهور).
وتتميز خيوط شد الوجه التجميلية الجديدة بتصميمها المتدرج – فهي مليئة بما يشبه أسنان شوك الطعام – وليست ملساء، الأمر الذي يسهل معه توجيهها إلى الإتجاه المطلوب، أو بمعنى آخر يتم إدخالها في المكان المطلوب بالوجه أو الرقبة، ثم شدها في الإتجاه المطلوب، لتأخذ معها الأنسجة المترهلة، وتشدها إلى الإتجاه الذي يحدده الطبيب.
بهذا التفصيل يتضح لنا أن خيوط شد الوجه حل لمشكلة واحدة فقط من المشكلات الأربعة للتقدم في العمر، الأمر الذي يجبر الكثير من أطباء التجميل على القيام بكل الإجراءات العلاجية للمشكلات الأربعة بالتتابع، للوصول إلى شكل الوجه المشدود والخالي من التجاعيد والترهلات في النهاية.
مما تُصنع خيوط شد الوجه التجميلية؟
أوضح “د. العيثان” تصنع الخيوط التجميلية الحديثة من مُركب كيميائي يُسمى حمض البوليجوليك، هذا المستحضر الكيميائي قابل للذوبان التلقائي في مدة تتراوح من ستة أشهر إلى سنة تقريبًا.
وهذه نقطة ضعف عند المقارنة بالعمليات الجراحية القديمة، لأن العلاج الجراحي بالنمط القديم كانت نتائجه تستمر لفترة تتجاوز العشر سنوات وتصل إلى الخمسة عشرة سنة، أما هذا النمط الحديث وبالرغم من سهولته الإجرائية إلا أن نتائجه مؤقتة بعض الشيء.
ونقطة القوة التي ترتكز عليها الخيوط التجميلية، أنها لا تدخل أبدًا تحت بند العمليات الجراحية، حيث لا يستلزم الأمر أكثر من ربع ساعة للإتمام ومغادرة المريضة إلى مسكنها، كما أن فترة الإستشفاء البَعْدية أقصر كثيرًا. لكن لا نغفل أن تأثيرها أقل زمنيًا، لتعاود الترهلات في الظهور مرة أخرى.
هل تؤدي خيوط شد الوجه التجميلية إلى تصلب الوجه؟
عادةً ما ينتج الوجه المتصلب مع البوتكس وليس الخيوط، فخيوط شد الوجه مع أقصى درجات شدها لن تؤدي إلى تصلب الوجه وتخشبه.
ما أكثر المناطق التي نستخدم معها الخيوط؟
تابع “د. العيثان” كما ذكرنا أن الهدف الأساسي لإستخدام الخيوط التجميلية هو القضاء على الترهلات، وبالتالي تصبح أكثر المناطق مثالية لإستخدام هذه الخيوط هي الرقبة، كما تستخدم الخيوط أيضًا في حالات رفع الحواجب وشدها.
ونؤكد على أنه للحصول على مظهر كامل لوجه ورقبة مشدودين وخاليين من الترهلات والتجاعيد، لابد من إستخدام برنامج علاجي يتضمن كل طرق العلاج المخصصة لكل مرض على حده، فالبوتكس مع التجاعيد التعبيرية، والفيلر مع التجاعيد الثابتة وضمور الأنسجة، والخيوط التجميلية للترهلات فقط.
ما هي كيفية تنفيذ عملية شد الوجه بالخيوط التجميلية عمليًا؟
الكيفية التنفيذية للعملية تبدأ بترك مسافة دهنية بمقدار سنتيميتر فوق الخيط، حتى لا تظهر الخيوط للعيان من تحت الجلد، وكذلك حتى لا يتم إدخالها أعمق من ذلك فنصل إلى مناطق الأعصاب، وتتراوح المسافة بين نقطة دخول الخيط وخروجه بين 3 إلى 6 سم، ليقوم الخيط بشد الأنسجة التي يمر عليها.
وعن كيفية دخول الخيط وخروجه تكون بعمل ثلاث فتحات صغيرة، حيث يدخل الخيط من فتحة المنتصف، ويشد الطرف الأول ليخرج من الفتحة القريبة، ويشد الطرف الآخر ليخرج من الفتحة الثالثة البعيدة، مع مراعاة إتجاه أطراف تدريج الخيط (الأسنان)، ثم نقوم بعمل عقدة على طرفي الخيط لإتمام عملية شده، ومنعه من الإرتخاء مستقبلًا.
ما أبرز التطورات التي دخلت على عمليات شد الوجه التقليدية القديمة؟
أبرز ما تم إدخاله على عمليات الشد القديمة هو حقن الدهون كمواد مالئة مع عملية الشد، حيث أن الدراسات أثبتت أن التقدم في العمر عادةً ما يصاحبه إنخفاض الطبقة الدهنية وضمورها وليس الترهلات أو نزول جلد الوجه إلى الداخل فقط، فكانت هذه التقنية الجديدة برفع النازل من الوجه وإعادته لوضعه الطبيعي، مع ملئ ما تحته بالدهون لإستعادة الكتلة الدهنية بالوجه لحجمها الطبيعي.
ما هي المضاعفات والآثار الجانبية المصاحبة لشد الوجه بالخيوط التجميلية؟
نادرًا ما تحدث مضاعفات مع هذا النوع من العمليات، وإن حدثت تكون بسبب عدم كفاءة الطبيب المنفذ لها وقلة خبرته في مثل هذه الجراحات. فتنفيذها بشكل خاطيء كأن يكون الخيط تحت الجلد مباشرة يؤدي إلى ظهور ما يُشبه الكرمشة للجلد، وإن وُضع الخيط على عمق أكبر من اللازم قد نصيب أحد مناطق الأعصاب بالوجه.
من الأجدر بالقيام بعمليات شد الوجه بالخيوط، أطباء التجميل أم أطباء الجلدية؟
بعيدًا عن الدبلوماسية، أطباء التجميل هم الأقدر والأجدر والأكثر كفاءة وخبرة عملية في تنفيذ مثل هذا الإجراء الطبي، كما أنهم أكثر دراية بتشريح الوجه والرقبة.