يا رب سترك، حقا يا رب سترك، أردد ما سبق بجرعة فوق المعتاد هذه الأيام، تخيلوا فقط أن يزورنا زائر من أي أقطار الأرض كان، وبعد أن يتناول قهوة الصباح في بهو الفندق سيطلب من ترجمانه أن يقرأ له أخبار الصحف المحلية هنا، ولكم أن تتفطنوا بعد نهاية مهمة الترجمان أي نوع من الاستفهامات سيحلق فوق رأس زائرنا الكريم، وأي أسئلة سيحاصر بها ترجمانه، أما أنا فأظنه سيقاطعه في نصف المهمة ليسأله: «كم راتب «الكاشيرة» عندكم؟ ثم تتوالى أسئلته تباعا: لماذا «الكاشيرة» بالذات؟ كم نسبة العاطلات عن العمل هنا؟
ولكم أيضا أن تتخيلوا كل علامات التلعثم والخجل والـ «لا أدري» التي سترتسم على محيا الترجمان الذي لو كنت مكانه لقمت بعملية تزوير كبرى في تحويل اللغة، فدرء الفضائح مقدم على جلب الترجمة!
وما دام الترجمان أصبح معنيا بالأسئلة هنا فدعوني أحملّه بعضا منها: لماذا نبدأ بدرجات السلم الدنيا عندما يتعلق الأمر بـالـ «سعودة» فـ «خضرجي» ثم «سائق أجرة» فـ «كاشير»؟ وفي الناحية الأخرى نبدأ بـ «خادمة « ثم «طباخة « فـ» بائعة»! مع كامل احترامي لهذه المهن.
هل قامت شركاتنا ومؤسساتنا الخاصة بدورها كاملا في سعودة وظائف الشباب أولا؟ ماذا عن أغلب رواتب القطاع الخاص؟ هل يعتد بها لفتح منزل ثم لجلب زوجة؟ هل نستطيع أن نطلق على 2500 ريال تمُنها بعض الشركات هنا نهاية كل شهر «راتبا» يضمن لصاحبه حد الكفاف؟ ثم أيها الترجمان لماذا توقفنا كثيرا عند وظيفة «كاشيرة» بينما مررنا معصوبي الأعين يوم كان الأمر متعلقا بـ «كاشير»؟
أيها الترجمان «وين راح ضيفك»؟
بقلم: ماجد بن رائف