خولة بنت ثعلبة.. مثال للفصاحة وقوة الإيمان

خولة بنت ثعلبة.. مثال للفصاحة وقوة الإيمان

في قصة الصحابية الجليلة خولة بنت ثعلبة الأنصارية الخزرجية” والملقبة بـ”المجادلة” العبرة والموعظة في الحفاظ على أركان الأسرة وبنائها، فهذه السيدة التي دخلت الإسلام من أوسع أبوابه، وأضاء الإيمان جوانحها وصقل نفسها حتى غدت لا ترى شيئا إلا من منظار الإسلام، فقد ضربت مثالا عظيمًا لدور الزوجة الوفية في المحافظة على ركائز الأسرة وأركانها، حيث كانت متوضئة للصلاة، فطلبها زوجها للفراش، فقالت له: يا أوس إنني على وضوء، وقد أزفت الصلاة، فلا داعي إلى هذا إلا بعد الصلاة، فغضب منها، وقال لها: “أنت على كظهر أمي”، وإذا شبه الإنسان زوجته بأمه فقد وجب التحريم، وبعد أن هدأ أراد أن يجامعها، فقالت له: لا يا أوس.. لا تقربني حتى أسال رسول الله – ﷺ … إنها حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه.

هذا مثال للمرأة المسلمة التي تعلن للدنيا كلها بأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، حيث إن الظهار في الجاهلية يعني الطلاق، فأردت أن تعلم هل أقر الإسلام ذلك ؟ وعندما أنت رسول الله ﷺ قالت: يا رسول الله “إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوبا في فلما كبرت وفات أهلي، ظاهر مني جعلني عليه كامه يا رسول الله.. وإن لي منه صبية صغارًا، إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلى جاعوا”..

كلمات تعبر عن حِرص المرأة على أسرتها والحفاظ على أركانها، وحرصها على عدم انهيار أسرتها؛ فقال لها رسول الله ﷺ يا خولة: “ما أراك إلا وقد حرمت عليه فقالت: يا رسول الله لا تفعل، فإني وحيدة ليس لي أهل سواه، وأخذت تراجعه القول وتجادله، والنبي – ﷺ – يقول لها: يا خولة، “ما أراك إلا وقد حرمت عليه” فأخذت تقول: “اللهم إليك أشكو حالي وفقري”.

إن الأمر لا يعني ذاتها أو زوجها، إنما يعني أولادها، وهذه غريزة بشرية، إن ضمتهم إليها جاعوا؛ لأنها لا تقوى على الضرب في مناكب الأرض، وإن ضمتهم إليه ضاعوا لأنه إما أن يتزوج؛ فتسيء زوجته معاملة الأولاد، وإما أن يعيش أعزب؛ فيكون الشقاء؛ لذلك شكت حالها إلى خالقها.. إنه قلب وحنان الأم، إنه فكر وعقل الأم أن توجهت إلى الله، وينزل الأمين جبريل -عليه السلام- على أمين السموات والأرض ﷺ بآيات من عند الله ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ ~ سورة المجادلة. فقال رسول ﷺ يا خولة أبشري، قالت: خيرا، فقراً عليها الآية فسورة (المجادلة) لا تخلو آية من آياتها من لفظ الجلالة وهو (الله) لأن هذه المجادلة تتعلق بأقدس قضية وبأقوى مسألة وهي (الحياة الزوجية).

أضف تعليق

error: