غدر الصديق، هذه الكلمة التي لطالما عانينا منها في أغلب مراحل أعمارنا، فنادرًا ما تجد شخصًا لم يعاني يومًا من غدر أحد أصدقاءه. وهنا لدينا لكم خواطر بهذا الشأن.
أجمل الخواطر عن غدر الصديق
- لا يا صديقي، لا تقل: يكفيك أهلك و القدر، لِم تتركني و تنسحب؟ و تتهمني أني السبب، لم أرغدرا كغدرك أنت، لا أراه سهلا، بل هو لا يحتمل، أحلمت على هدايا الدهر؟ أم ظننت أنك تستطيع أن تصمد لدواهي القدر؟ تحتاجني، قلها ولا تغتر، لا تغدر بصداقتنا و تترركني في مفترق الطرق و الصحر، حبي لك أن أذكرك فقط، لكن لن أنتظر رجوعك عن قرارك و السفر، فبمجرد رحيلك و اختفاء ظلك، أنا راحل لا مفر.
- أنسيت وعودنا أنا و أنت، أنسيت حياة بنيناه بالأمس، لم أنس أنا إن كنت أنت للذكريات أهملت، كيف تتركهم يقطعو حبل الوصال و الأُنس، بيني وبينك الأوقات عاشت تفرح و تتراقص، لم قررت أن تغدر و تأخذ صف الناقص، عرفتك حكيم العقل متزن، لم أعلم أنك بك هواجس، لم أشك يوما أنك ستتركني و تسير في طريق آخر، فالصدمة وحدها سرّعت من نسياني لك بالدور، و رحيلي عن مكاننا و حقا.. إني آسف.
- لا أتصور كيف يواجه إنسانا العالم بمفرده، فكما لا يعوض الأخ أو الزوج ، فالصديق هو حلوى تحتاج أن تحلي لك أيامك على مسار الطريق، عهدي لا أغدر به و لا أخون أبدا الرفيق، الأمانة هي عنواني، و من ائتمن هو بطلٌ، فالناس تغدر في أوهن المصاعب، لكن الصديق لا يمل، “انصر أخاك ظالما أو مظلوما” دوما لنا هي شعار الأمل، صداقتنا نثبت بها للعالم أن من يكتئب أو يأول به الأمر إلى الاستسلام، هو حتما ليس لديه صديق.
- أين صديق الطفولة؟ غادر و تركني وحدي، اغتر بعمره وطوله ظن أني أهزي، اعتبر الماضي كأن لم يكن أو أنه كان مجن، صنع لنفسه قالب جديد لطيف أنيق ذو شعبية و سعيد، سقاني طعم الغدر و راح يردد كم كنا ساذجين و أنه مختلف فريد لم يعرني اهتماما بل كان مضطر و أني كنت طائش، يا له من مغتر حكيم هو، و سفيه كنت أنا، عالم واعي ذو رأي طغا.
- أخنت العهد و هان عليك الهوا، أحببتك صديقي و لكن طال علي الأمد في جفاك، لم أعي بعد هل غدرت بي أم أني استعجل رجوعك؟ أم أنت منذ باديء الأمر لا تهمك صداقتنا، غدر الصديق مرير أليم، وجع و سقم، شعور منتقم، سوء و نقم، يدوم و يحتمي مع الدهر في خضم.
- لم يبق في ظهري مكان لم تضع به مسمار لجروحك بي، حطمت داخلي، شوهت حاضري، آلمت ماضييَ، وأنا ما زلت أنتظر الفرج، حقا، لا أعلم كيف لا تدرك ، كم أنا منهك، و كم أنت ظالم، فصدَق من قال أنه لا يعي الظالم ظلمه إلا بعد أن يعصيه أصحاب المظالم، و لا يشعر الآمر بثقل تكاليفه إلا عندما يمتنع الفاعل عن فعل المهالك، ما يفوق الوسع يقتل، يذبح في حب الضحايا لل”حبايب”.
- صديقي، وإن فات الزمان و مرت الايام، لا يمضي علي شمس إلا أسأل أنا، كيف أصبح و كيف كان؟؟ حاله، أهو بخير أم “مرضان”؟ أهو سليم أم “تعبان”؟ و لا اترك لنفسي يوم أتسائل فيه كيف جرى الموقف و كيف آل المآل لما له آل، لا لم أكن هناك. كان ظلي هناك. كان جسدي هناك.
- لكن روحي و أنفاسي توقفت آنذاك. عقلي امتنع عن تسجيل ذلك الموقف في الذكريات، رفض أن يكتب كلمة غدر في سجل الملفات. حار و لم يرض أن يحدد أهو صديق أم غدار و ضميره مات ما زلت ألتمس العذر و أتظلم له في محكمة العلاقات، أقول: كلا، هو صديقي، أعرفه، لا يفعل أبدا ما يؤذيني، فهو لي هو الذات، وجوده يعني أني ما زلت على قيد الحياة، و فناؤه يعني أني و إن دامت أنفاسي لكن قلبي قد ما، ما زلت أذكر سكناته و حركاته، كأنه هو أنا و حياته عندي محفورة بحبر لا يمحى أو يبهت مع الأوقات، لا أعترف بغدر أو خيانات هو صديقي حتى إن لم يعد يهتم لأمري، حتى إن لم يتصل بعد مرور السنوات، حتى إن لم يرسل مرسالا أو سلاما مع شخصا يوما إلى عتبة الباب، و أبحث له عن كل الحجج و أفكر أن ليس كل صديق لصديقه آت.
وهنا تجد أيضًا خواطر عن المطر.