دائمًا يقولون بان الخالة الأم الثانية، فهي تشبه في حنانها حنان أختها ألا وهي الأم، لكن بنظرة تختلف عن نظرة الأم لأولادها، فالأم تكون أكثر حرصًا عليهم، لذلك تكثر الممنوعات، ولكن الخالة تعوض غريزة الأمومة بأبناء أختها مع اختلاف بسيط، حيث يكون الحرص أقل قليلاً فهي تغدق عليهم بالهدايا وما لذّ وطاب، متجاهلة أن هذا سيجعل الأطفال يعتادون على هذا الدلال، ولكن بنظري وخاصة أنا اتحدث عن نفسي كوني خالة منذ زمن، هذا شيء جميل يُدخل البهجة والسرور على قلوبهم، فهذه خالتي كان تعاملنا بالمثل تغدق علينا ما لذ وطاب ولم نعتد على هذا الدلال.
خاصّةً: خواطر عن الخالة
- الخالة الحنان من نوع آخر وقد تكون أكثر حناناً من الأم نفسها، الحنان الذي لا يوجد فيها الكثير من الممنوعات بدرجة مقبولة بحيث لا ضرر ولا ضرار.
- من قال إن الخالة الجانب المفسد ؟ على العكس تماماً فأنتم إذا قمتم بالحكم عليها حكماً مطلقا فقد ظلمتم الكثير منهن ونسيتم أن شخصية كل شخص هي من تتحكم.
- الخالة هي الأمل ونبع الراحة والملجأ إذا تعرضنا لأي مشكلة.
- الخالة هي المرافقة لمولدنا وطفولتنا وصبانا ومشيبنا، تسعد لسعادتنا وتحزن لحزننا وترافقنا في نجاحنا ولحظات فشلنا.
- ترافقنا في ساعات لهونا وجدنا وفي ساعات غضبنا.
- الخالة التي وعينا عليها غير متزوجة، أعتقد هي من أتحدث عنها تكون لها معنا ذكريات أكثر من الخالة المتزوجة وإن تزوجت قد نشعر بالحزن خوفاً من أن نفقد حنانها المتدفق.
- نحزن عند زواجها ليس كرهاً لها بل خوفاً من حياة سوف تتغير.
- وربما عندما نراها بدلاً من أن نسعد، نحزن لحياة ذهبت عشناها معا.
- لكن أعلم انها فترة حزن مؤقتة بعدها سوف نرد الجميل لأولادها، وسوف نكبر ونحبهم كما أحبتنا، سوف نغدق عليهم الحب ليس فقط رداً للجميل بل حباً بهم.
- صحيح إنها ستصب إهتمامها على أبنائها ولكن تبقى لها معنا ذكريات لن تنسى ابداً.
- إنه من المحزن يا خالتي أن تصبح أيامنا مجرد ذكريات، أيعقل كل ما مرّ معنا في قائمة الذكريات؟
- ولكن نبقى أن نقول إنه من غير المنطقي في هذه الحياة أن نبقى نتحسر على أيام مرت، فسُنّة الحياة أن نولد ونصغر ونكبر ونشيب فهذه هي مواساتنا الوحيدة.
- الخالة مخزن الذكريات، فعند أي مجلس تلقاها تتفاعل معنا في جلسة “أُسميها بوح الذكريات” هي وحدها من سوف تتذكر وتضحك جميعهم سوف يتسمرون ويتساءلون: متى هذا كان هي وحدها من ستقفز فرحاً وتكمل مواقفنا، هي وحدها من ستبوح بأسرارنا البريئة ونحن نقول لها لا تتحدثي وهي عناداً سوف تتحدث لنطلق ضحكات هستيرية على سذاجتنا الجميلة.
- في جلسة البوح هذه نستحضر ذلك الزمن الجميل لدرجة يخيل إلي أني اصبحت طفلة وخالتي رجعت شباباً.
- سوف تتسمر أمي مُتعجبة وتستمع فقط ومن ثم تبتسم سوف يتسمر والدي ويبتسم أيضًا إلا نحن يا خالتي سوف نضحك ضحكة هستيرية تنتشر في أرجاء الجلسة.
- كيف يمكن لتلك الذكريات أن تصبح مجرد ذكرى؟ أمِن العدل هذا؟
- ولكن لا تزال تلك الذكريات تحوم في أرجاء البيت، كل لحظه صحيح إنها تباعدت في الظهور ولكن لولا ذاكرتنا لما كنا بشر.
- وفي نهاية هذا البوح لا يسعني إلا أن اتمنى لكل خالات العالم بالخير والسعادة، يا نسخة من امهاتنا يا نبعا من الحنان والأمل، شكراً لوجودك خالتي معنا وفي حياتنا وفي حزننا وفرحنا ونجاحنا وفشلنا وغضبنا وهدوئنا ونعيمنا.