الأم هي الركن الركين والسند القوي الداعم لأبنائها، هي من تمنحهم حنانها منذ اللحظات الأولى من قدومهم إلى الحياة، وتظل على عطائها بلا كلل أو ملل أو مَن، ولا ترجوا من ذلك مقابلًا ولا تنتظر ثمنًا.
قد نعتاد على وجود الأم في حياتنا، ونفقد الشعور بقيمتها كما نعتاد على كل النعم ولا ندرك قيمتها، إلا حين نفقدها، هنا نعرف قدرها ويصير مكانها الخالي دليلا على ما قدمته لنا، هنا تجيش بالنفس المشاعر وتجول بها الخواطر، وتأكلها الحسرات على التفريط في تلك النعمة، فتنزف الأقلام بالخواطر والعبرات متذكرة الأم وفضلها ومكانتها، وتلك الحياة التي صارت خواءً بعدها، ومن يعتبر من مشاهدة غيره ويفطن إلى قيمة الكنز الذي بين يديده قبل أن يفقده، تجده يبث أوراقه محبته واعتزازه بأمه. وهنا سنكتب أجمل الخواطر عن الأم، وأجمل الكلمات في حقها.
إقرأ أيضا عن: موضوع تعبير عن عيد الأم
أجمل الخواطر عن الأمهات
- وحين يعن لنا الحديث عن الأم تخوننا الكلمات، وتستعصي على التعبير الصياغة، وتعجز عن الوفاء بالمعنى المفردات، فلا شبيه لحبها ولا منافس لحنانها، ولا قلب يمكن أن تجود به الحياة كقلبها، فالأم هي مجامع الحب والعطاء وطيبة القلب والنقاء، وهي البذل الذي لا يعرف الحدود ولا ينتظر المقابل.
- وحين يفقد القلب الأم يصير العمر خواء والظهر بلا سند، والقلب وحيدًا، يسارع النبض فقط لاستمرار الحياة، وحين تزل القدم أو تدير الدنيا وجهها عن المرء يعظم مصابه في فقد الأم، ويشق عليه فراقها أضعافًا مضاعفة، لأنه يوقن ساعتها أن لا أحد سيقبله بضعفه وانكساراته ويجبر خاطره ويستر عيبه كما كانت تفعل هي، فهي التي كانت تقسم الهم بينها وبينه، بل تحمل عنه كل همه وتفديه بسعادتها لو استطاعت، ولا تجف دموعها حتى ينصلح أمره، ويستقيم حاله.
- في قمة الفرحة والنجاح يتألم القلب الذي فقد الأم، لأن الفرحة معها تصير فرحتين، والنجاح الذي يسعد قلبها وتقر به عينها يصير نجاحين، نظرة الرضا والاعتزاز التي ترى في عين الأم عندما يبلغ الابن أمله أو يحقق حلمه، تشعره أنه ملك الدنيا وما فيها وأنه أغنى أهل الأرض قاطبة،، فالأم هي التي تزيد الفرح وتجعله يطرح أفراحًا أخرى، وغيابها هو ما يجعل الفرحة مبتورة، ناقصة.
- ابتسامة السعادة على وجه الام تكفي لبث السعادة في أنحاء الحياة بأسرها، وتكفى لإضاءة جنباتها بالبهجة والنور والسرور، وتقطيبة وجهها أو لمحة الحزن حين تختلط بمحياها وتعلو ملامحها تكفي لعصر القلوب وجعًا وضيقًا وحزنًا، فوجود الأم يعني الكثير، يعني الحب الحقيقي والحياة الصاخبة الممتلئة بالتفاصيل والمعاني، النابضة بالأمل، بينما غيابها يعنى السكون الموحش والفراغ البغيض حين ينشر في جانب الحياة عتمته ووحشته.
- أمي الحبيبة، لك أدين بالفضل وأقر بالجميل، فأنت من عانى لأجلي وسهر على راحتي وآثر سعادتي على سعادته، وأنت من تحمل مر الحياة لنذوق نحن حلاوتها، وحرم نفسه المتع لنحرزها نحن ونسعد بها، وشقي لأجل تحقيق راحتنا،، لا أستطيع الوفاء بفضلك يا أكرم الخلق وأنبل الناس،، فإليك يا أمي كل معاني التقدير والإعزاز والعرفان، امتن جدًا لفضلك علي، فلا حرمني الله من وجودك وفضلك ومساندتك.
- ماذا أقول عن أمي، وقلب أمي وحضن أمي، وبسمة أمي حين أقبل من بعيد، ولهفة أمي حين أغيب عن ناظريها، وقلق أمي ورعشة أمي وارتجاف كفيها، حين يلم بي خطر، أو يهددني مكروه، ودمعة أمي التي تحرق وجنتيها إذا خاب ظني، وتعثرت خطواتي وضللت الطريق إلى أحلامي، وفرحة أمي حين تعانقني السعادة وترض عني الأقدار وتصالحني الأمنيات، ماذا أقول؟ وهل تصف الأقوال عوالم أمي؟ لا أقول غير أنها فريدة مثل أمي، عميقة مثل أمي، كريمة مثل أيادي أمي، فلا أحد يشبه أمي ولا عالمٌ يسعنا كما يسعنا عالمها.
- مهما تكن ملامح الأم متواضعة وبسيطة، ومهما تكن خبراتها محدودة أو مستوى تعليمها بسيطًا،، فإن هناك ما يشبه قرون الاستشعار، تعلمها كيف تحمي أبنائها من المخاطر، وتأخذهم إلى بر الأمان، هناك بوصلة داخلية تدلها على ما يسعدهم وما يؤلمهم، فتفعل كل ما تستطيع لتزيد سعادتهم وتقلل من أحزانهم، بل إنها لو استطاعت تأخذها وتحملها عنهم وتمنحهم بدلًا منها الفرحة والرضا والأمان، فتحية تقدير لكل أم أينما كانت وكيفما كانت.