لم يكن الخمسيني “عبدالله آ”، يخطر في باله أن يحفظ القرآن وهو في هذه السن المتقدمة، خاصة مع انشغالات الحياة، لكن إصابته بالشلل في حادث مروري كانت نقطة تحول اعتبرها مفصلية في حياته، حيث استطاع أن يحفظ كتاب الله خلال عامين وينجح بتفوق في اختبارات جمعية تحفيظ القرآن في جدة، ويسعى حاليا للحصول على الإجازة ودراسة التفسير.
وذكر آدم «53 عاما» لـ «الصحافة» أن الإعاقة هي السبب الأول، بعد الله، وراء حفظه للقرآن، فقد أراد أن يشعر بالراحة النفسية ويتخلص من ضغوط الإعاقة والشلل النصفي الذي أصابه بعد الحادث المروري الذي تعرض له «لم أجد سوى كتاب الله ليعوضني عن صحتي، ويجعلني سعيدا ومتفائلا، فالقرآن أعاد إلي الأمل بعد اليأس، والسعادة بعد الحزن، وأسأل الله أن يثبتني ويعينني على إكمال المسيرة وأن ننال الخيرية التي وعد بها النبي ﷺ في قوله: خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
وقال “آدم” الطالب بمسجد عبدالله بن عباس المسائي التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة إنه استطاع أن يحفظ القرآن خلال عامين بعد أن دعاه الأستاذ عبدالله خميس إلى الالتحاق بحلقات تحفيظ الكبار التي واظب على حضورها حتى أكمل حفظ القرآن. مشيرا إلى أنه تلقى الدعم والتشجيع من الكثيرين حتى أكمل مسيرته، ويخص منهم بالذكر أستاذه محمد عبدالجليل، والجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة التي قدمت الكثير لطلبة العلم الشرعي.
واللافت في الأمر أن آدم لم يكن وحده الذي اجتهد في الحِفظ، بل كذلك أفراد أسرته التي ساعدته كثيرا خاصة زوجته «يسّر الله لأبنائي الخمسة حفظ كتابه العزيز أو أجزاء منه، فعبدالمجيد يحفظ القرآن كاملاً، ومحمد يحفظ خمسة أجزاء في حين يحفظ سلمان ما يقارب ثلاثة أجزاء، وهاشم يحفظ جزءا واحدا، أما ياسر فهو يحفظ قصار السور، وأحلم بأن أراهم جميعاً من حفظة كتاب الله».
وأكد أنه من المهم عدم الاكتفاء بالحفظ، فلا بد من المراجعة اليومية لأنها العمود الفقري للحفظ، فمن أهملها تفلت منه الحفظ، مشيرا إلى أنه يراجع حفظه بمعدل جزأين إلى ثلاثة أجزاء يوميا «أسعى حاليا لدراسة تفسير القرآن والتعمق في العلوم الشرعية والانضمام إلى معهد الإمام الشاطبي».
بقلم: سلطان العقيلي