يتخطّى كثِير من المرضى زيارة الطبيب المُختَص، ويختارون الصّيدلية كبديل ليحصلوا على أدوية لِما يُعانون مِنه، ولكن تناول الدواء بشكل عشوائي وبدون وصفة طبية قد يُسبِّب مُضاعفات صحيّة خطيرة، والتي قد تكون أكثر خطورة من الأمراض التي يسعى المريض لعلاجها في الأصل.
خطورة أخذ الأدوية الطبية بدون وصفة طبية
ذكر الدكتور أكرم أبو ضقن “أخصائي طب طوارئ” أن أكثر الأدوية شيوعاً هي المسكنات التي يعتاد عليها الناس أن يأخذوها بدون وصفة طبية، ومشكلة المسكنات تتمثل في شقين:
- تناول المسكنات أحياناً يغطي الحالة أو يعطينا أماناً كاذباً بتحسن الحالة المرضية للشخص المريض، لأن هذه المسكنات تعمل على تسكين الألم ومن ثم زواله بشكل مؤقت.
- تناول المسكنات المزمن والتي أغلبها من مركبات الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب، وكلاهما له تأثير واضح ومدروس ومؤكد على الكُلى والكبد.
في حال إصابة الشخص بأي مشكلة صحية وأخذ مسكن الألم لمرة أو مرتين، فإن هذا لا يُعد مشكلة كبيرة، ولكن تكمن المشكلة حين يعتاد الشخص عليها ويأخذها بشكل متكرر.
هل يمكن أن تؤثر بعض الأدوية على البعض الآخر بصورة سلبية؟
بالتأكيد قد يكون هنالك تعارض بين نوعين مختلفين من الأدوية، وهذا ما نراه دائماً في النشرات الطبية الموجودة في علب الدواء من حيث التداخلات الدوائية، وهذا في الغالب يُعد جانباً مهملاً من جانب المرضى.
في حال أخذ مريض القلب المميعات اللازمة له، ولكنه شعر بشكل مفاجئ بالصداع فإنه قد يأخذ بعض أدوية مضادات الالتهاب التي حتماً ستتعارض مع أدوية المميعات لأن هذه الأدوية تزيد من احتمالية النزيف.
لذلك نحن الأطباء حين نقوم بوصف وصفة طبية معينة للمريض، نقوم بأخذ القصة السريرية لمعرفة نوعية الأدوية التي يتناولها، وهذه الأدوية جميعها نسجلها ونحدد الأدوية التي تتداخل معها، لذلك نحن نحذر كافة المرضى من أخذ أية أدوية بدون وصفة طبية خاصةً من يعانون من الأمراض المزمنة في الوقت الحالي.
هل تختلف الآثار الجانبية للأدوية من شخص إلى آخر؟
نحن دائماً ننصح المرضى ونقول بأن ما يناسبك قد لا يناسب غيرك من الأدوية بسبب أخذ اعتبارات كثيرة عند أخذ أية أدوية، ومن بين هذه الاعتبارات التي تُراعى:
- اختلاف العمر من شخص لآخر.
- الأمراض المرافقة للمريض.
- الأدوية التي يأخذها المريض.
- وجود اعتبارات أخرى كالحمل عند المرأة الذي يمكن أن يؤثر على تناول دواء معين.
- وجود بعض الأطعمة التي تتداخل مع الأدوية خاصةً من يعانون من أمراض مزمنة ويتناولون لها الأدوية بصفة مستمرة، ومن بين هذه الأغذية grippe fruit ومشتقاتها مثل البوملي واللومي التي تعزز من فعالية أو جرعة الدواء بشكل عالي مما قد يؤدي إلى ضيقة كلوية أو كبدية.
ماذا يُنصح للأطفال من حيث أدوية خفض الحرارة؟
إن ارتفاع حرارة الجسم هي بمثابة منبه أن هنالك التهاب في الجسم، كما أن الحرارة في حد ذاتها هي غير مؤذية إلا تجاوزت حد ال٤٠ درجة أو ٣٩.٥، كما أن هناك بعض الدراسات أن الحرارة أسفل ٣٨.٥ ما يُستحب أن نقوم بخفضها إلا إذا كان هناك أعراض أخرى مرافقة لها.
علاوةً على ذلك، في حال عدم قدرة الأهل على الوصول للطبيب خلال فترة الليل المتأخر، فيمكنهم أن يعطوا لأطفالهم مركبات الباراسيتامول لخفض حرارة الجسم، كما يمكنهم أن يقوموا ببعض الإجراءات التقليدية بأن يغسلوا أطفالهم في درجة حرارة معتدلة أو أخذ حمام دافئ وليس حمام بارد، مع إمكانية إعطاء الطفل بعض السوائل دون أخذ الأسبرين لخفض حرارة جسم الأطفال لأنه يؤدي أحياناً إلى بعض المضاعفات الخطيرة منها ما يُسمى بمتلازمة ري، وهي عبارة عن تفاعل تحسسي شديد بسبب الأسبرين مع الحرارة.
هل هنالك أدوية آمنة في حالة الشعور بأي ألم في الجسم؟
كما سبق الذكر، فإنه يمكننا أخذ بعض الأدوية العلاجية في حالة الشعور بألم بسيط مثل الصداع البسيط والألم العضلي البسيط الذي يمكن علاجه عن طريق أخذ مركبات الباراسيتامول.
إلى جانب ذلك، ليس هناك مشكلة كبرى في أخذ مسكن الألم، ولكن بعد تناوله ومع استمرار الألم وبشكل أكثر خطورة مثل الألم الصدري أو الشعور بصداع شديد، فلابد أخذ المسكن مع ضرورة التوجه للطبيب المعالج دون اللجوء إلى مضاعفة جرعات المركبات الدوائية المسكنة للتخلص من الألم.
فيما يخص الأدوية المنتهية الصلاحية فإن خطورتها تكمن في:
- انخفاض الفعالية العلاجية خاصةً الأدوية التي تحتوي على مركبات عضوية مثل المضادات الحيوية المستخرج أغلبها من الفطور.
- هناك بعض الأدوية المنتهية صلاحيتها تدل على جودة التعليب والتغليف، ومن ثم فإن ذلك قد يتسبب في فساد العلاج أو الدواء.
- بعض الأدوية المنتهية قد تؤذي الجسم لأن الدواء يمر عبر الدم للكُلى والدماغ والكبد، ومن ثم نفضل تجنب تناول الأدوية منتهية الصلاحية.
- يمكن لبعض الأدوية المنتهية أن تتأثر بالحرارة والرطوبة وتتحول إلى مركبات سامة للجسم.
وختاماً، لا يٌنصح بأخذ الأدوية الشعبية أو الأعشاب لأنها تحتوي على ملايين المركبات التي لا نظن انها مدروسة بشكل جيد ليأخذها الشخص المريض.