“أشارت إحصائيات جديدة إلى أن 28% من الأشخاص يرفضون زيارة عيادة الأسنان ويتعاطون المسكنات بدلًا من ذلك، نظرًا إلى خوفهم من آلات الحفر التقليدية وإبر التخدير، إلا أن طب الأسنان شهد في الفترة الأخيرة طفرة حديثة وواكب دخول أجهزة وعلاجات جديدة، ومنها الليزر المائي والذي تسبب في ثورة في عالم الأسنان، إذ تستخدم أجهزة طاقة الليزر والمياه معًا كوسيلة لمعالجة الأسنان”.
هل صار من الضروري تحلي الفرد بإبتسامة جميلة مع أسنان سليمة؟
بدأت “الدكتورة/ رولا كيلاني – أخصائي في أمراض وجراحة اللثة” حديثها قائلة أن الإنطباع الأول عن الأشخاص نابع من إبتسامتهم، ولذلك انتشر مفهوم أن الأسنان الجميلة تعكس شخصية جميلة، ودور أطباء الأسنان رسم أسنان مناسبة لشخصية المريض، وتتناسب مع معايير دقيقة مثل عمره وملامح وجهه ومهنته ولون بشرته.
ويجدر الإشارة إلى أن معنى كلمة أسنان سليمة هو الأسنان واللثة الصحية لخلوهما من الأمراض، إلى جانب تناسق شكل الأسنان الجمالي عند الإبتسام، ومن هنا يأتي الدور المحوري للمتابعة الدورية لأطباء الأسنان.
هل الخوف من أطباء الأسنان وإجراءات علاج الأسنان من الخوف المبرر؟
قالت “د. رولا” أنه مما لا شك فيه أن الكثيرين يخافون من طبيب الأسنان، إلا أنه مع التطور الطبي الحاصل في الوقت الحالي أصبح من غير المبرر الخوف من طبيب الأسنان، حيث سهلت الكثير من الأجهزة والمعدات من إجراءات معالجة الأسنان، كما خففت هذه الأجهزة من المجهود المبذول من الطبيب، فأصبح الآن من الممكن الحصول على النتائج المرجوة بأقل مجهود علاجي من الطبيب والمريض أيضًا، مما ساهم كثيرًا في زوال الخوف من المرضى.
وإن كان الخوف أغلبه نفسي وغير مبرر وينحصر كله في إبرة التخدير، أصبح بين أيدينا الآن التخدير الإلكتروني الذي لا يحتاج إلى إستخدام حقنة حديدية لتخدير المريض، فما عاد الإجراء التخديري مؤلمًا للمرضى كما السابق.
ما هو الليزر المائي؟
أجابت “د. كيلاني” أن دخول الليزر المائي في مجال طب الأسنان أتاح القيام بالعديد من المعالجات الفموية والسِنية بشكل أكثر دقة وأسرع في وقت التنفيذ المطلوب وأكثر راحة للمريض.
والليزر المائي بشكل مبسط هو عبارة عن خلط لطاقة الليزر مع الهواء والماء، أي يتم التبريد بالماء أثناء العمل، وبالتالي عدم رفع درجة حرارة الأنسجة للدرجة التي تضر بها أو تُشعر المريض بالألم، كما يتم التركيز بالليزر على المنطقة المطلوب العمل فيها فقط دون الإمتداد لغيرها من مناطق الفم. بذلك كله يمكننا القول بأن الليزر المائي هو التقنية الأحدث والأكثر أمانًا والأسرع في الحصول على النتائج العلاجية.
ما هي الحالات المرضية التي تتطلب العلاج بالليزر المائي؟
يستخدم الليزر المائي على مستوى الأسنان وعلى مستوى النُسج المحيطة بالأسنان والمقصود بها اللثة والعظام.
وبالنسبة للأسنان فيستخدم في:
• إزالة حساسية الأسنان، حيث يُغلق القنيات العاجية المسئولة عن وصول المنبة الحراري سواء البارد أو الساخن إلى العصب.
• حفر الأسنان لوضع الحشوات سواء للأطفال أو البالغين، وبالتالي إزالة الخوف من صوت جهاز الحفر التقليدي، مع تفادي شعور المريض بالألم، مع عدم الحاجة إلى التخدير.
• يستخدم في سحب العصب لما له من دور في جعل الأقنية الجذرية عقيمة قبل القيام بمراحل الحشو.
وعند الحديث عن إستخداماته مع الأنسجة الرخوة واللثة:
• فهو يستخدم لعلاج الإبتسامة اللثوية (أي ظهور أجزاء من اللثة على الأسنان عند الإبتسام)، ففي الماضي كان لابد من إستخدام المشرط لقطع اللثة بما يسبب النزف والألم، أما بالليزر فحتى ولو حدث النزيف فسيتوقف سريعًا لأنه يُخثر الأوعية الدموية.
• يستخدم أيضًا في توريد اللثة لمن يعانون من اللثة الداكنة اللون وبالتالي هو بديل عن التقنيات الجراحية القديمة في هذا الجانب، حيث يقوم بتقشير وكشط طبقات من البشرة وبالتالي الوصول إلى الطبقات العميقة وإزالة الكميات الزائدة من صبغة الميلانين الموجودة.
و بالنسبة لعلاج الحساسية بالليزر المائي قد يحتاج المريض جلسة واحدة، وبالنسبة لحفر الأسنان فقد اختصر إستخدام أجهزة الليزر وقت كبير في إتمام عمليات الحفر وبالتالي تقليل مدة الجلسة العلاجية.
ونشير هنا إلى أن فترة التعافي والنقاهة بعد الإجراءات التقليدية كانت تحتاج أسابيع، أما مع الليزر أصبحت فترات التعافي البعدية أقل زمنيًا بكثير.
هل يستخدم الليزر المائي في الحصول على Hollywood smile؟
الليزر المائي لا يستخدم في الحصول على إبتسامة هوليود فهي تتم بإستخدام الفينير واللومنير وما شابه من القشور الخزفية، لكنه يُستخدم في إزالة عدسات هذه القشور الخزفية من على الأسنان بدون تكسير أو ضرر بالأسنان الأساسية وفي وقت زمني قصير عند الحاجة لذلك، وهو الإجراء الذي كان يتطلب العمل لفترات زمنية طويلة نظرًا لقوة المادة اللاصقة للقشور الخزفية على الأسنان، الأمر الذي اختصر كثيرًا من وقت وجهد الطبيب والمريض، وحال بين المريض والألم خلال تنفيذ الجلسة العلاجية. ونشير إلى عدم إمكانية إستخدام الليزر المائي في إزالة تركيبات القشور الخزفية المغلفة للأسنان بالكامل.
كيف يتم توريد الشفاه بالليزر المائي؟
أنهت ” د. رولا كيلاني” حديثها أن توريد الشفاه في شرح مبسط هو عبارة عن تقشير للشفاه، حيث يتم إزالة الطبقات الظاهرة من البشرة حتى الوصول إلى الطبقات العميقة القاعدية التي توجد فيها خلايا الميلانين، ويتم التقشير على عدة جلسات علاجية حتى يتم الحصول على لون الشفاه الأصلي، أي أن مبدأ توريد الشفاه هو إزالة التصبغات التي أصابت الشفاه. وهذا الإجراء مفيد جدًا للمدخنين من الرجال والنساء وكذلك الذين يتعرضون إلى الشمس بشكل مكثف.
ونشير هنا إلى أن توريد الشفاه من الإجراءات الآمنة، والغير مصحوبة بآلام، ولا يحتاج إلى تخدير، ولا تحتاج الجلسة العلاجية إلا لعشر دقائق فقط، وأسعار التنفيذ مقبولة جدًا لدى الجميع.