سنتعرف هنا وسنُبيّن خطر اللسان وسبب الفلاح؛ هذا بالطَّبع من خلال الاستشهاد بآيات من القرآن الكريم، وتحديدًا من سورتي الهمزة والعصر. وسنقوم —أيضًا— ببيان بعض معاني المفردات في كلا السورتين، التفسير، الفوائد والاستنباطات.. فتابعوا القراءة والاطلاع.
بيان خطر اللسان وسبب الفلاح بالاستشهاد بسورة الهمزة
وسنبدأ الآن ببيان خطر اللسان وسبب الفلاح؛ وذلك من خلال الاستشهاد بسورة الهمزة.
قال ﷻ ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ | الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ | يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ | كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ | وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ | نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ | الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ | إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ | فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ﴾.
معاني الكلمات
- يحسب: يظن.
- العصر: الزمان.
- خسر: نقص.
وتجدون هنا: آيات الله الكونية في سورة النمل
تفسير سورة الهمزة
- ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾:
- ويل: كلمة تهديد ووعيد، والمقصود بؤساً وهلاكاً لكل مغتابٍ طعان في المسلمين والمؤمنين.
- والهمزة: كل مغتاب للمسلمين يعيبهم من خلفهم.
- لمزة: طعان فيهم ينتقصهم في وجوههم.
- ﴿الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ﴾: الذي يجمع المال حباً فيه، ويصبح مشغولاً به عن الطاعة.
- ﴿يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ﴾: يظن أن ماله الذي جمعه يضمن له الخلود.
- ﴿كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ﴾: كلا ليس الأمر كما يظن، لسوف نطرحه في النار.
- ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ﴾: وما أعلمك بحقيقة هذه النار؟ إنها مفزعة بأغلالها.
- ﴿نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ﴾: إنها نار الله التي أوقدها وسعّرها لأعدائه.
- ﴿الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ﴾: فهي من شدة حرارتها وعظيم سعيرها تنفذ من الأجسام إلى القلوب.
- ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ﴾: وهذه النار تُطبق على أصحابها لا يخرجون منها أبدا.
- ﴿فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ﴾: هذه النار لها عمد خلف الأبواب طويلة ممدودة حتى لا يستطيع الخروج منها.
وللمختصون هنا: خطبة عن خطورة اللسان وآفاته
بيان خطر اللسان وسبب الفلاح بالاستشهاد بسورة العصر
قال ﷻ ﴿وَالْعَصْرِ | إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ | إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.
- ﴿وَالْعَصْرِ﴾: أقسم سبحانه بالدهر، وهو وقت لحياة الأجيال والقيام بالأعمال، وهو عمر الدنيا.
- ﴿إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾: هذا جواب القسم، والمقصود أن ابن آدم لفي هلاكٍ ودمار إذا لم يؤمن بالعزيز الغفار.
- ﴿إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾: إلا من آمن بالله واتبع رسوله ﷺ وعمل الأعمال الصالحة المشروعة، وأوصى إخوانه بالحق والصبر عليه وعلى أقدار الله.
الفوائد والاستنباطات
من تلك الفوائد ما يلي:
- من يغتاب الناس ويطعن فيهم، فإن الله لا يحبه هدده بالعقوبة.
- الحذر مما يكون سبباً لدخول النار كالغيبة، والطعن في الناس، وأكل المال بالباطل.
- في الآيات إشارة إلى عِظم آفات اللسان.
- عدد الإيمان باليوم الآخر يدفع الناس لعمل المعاصي المهلكة.
- يقسم الله بما شاء من عباده، وليس لعباده إلا أن يقسموا به.
- الأصل في الإنسان أنه هالك وخاسر إلا من رحمه الله.
- من صفات المؤمنين التواصي بالخير.
- لا يكفي الإيمان للنجاة من الهلاك، بل لا بد معه من العمل الصالح.
وهنا تعرفون بعضًا من الأعمال التي تمحو الخطايا وترفع الدرجات
الخلاصة
ذكرنا أهم المعاني في سورتي الهمزة والعصر، ومنها معنى كلمة يحسب: أي يظن، وذكرنا أيضاً تفسير سورتي الهمزة والعصر.
ووضحنا الفوائد والاستنباطات من السورتين، ومنها:
- أن عدم الإيمان باليوم الآخر يدفع الناس لعمل المعاصي المهلكة.
- يُقسم الله بما شاء من عباده، وليس لعباده إلا أن يُقسموا به.
- والأصل في الإنسان أنه هالك وخاسر إلا من رحمه الله.