عناصر الخطبة
- أهمية ذكر الله وثمراته في حياة المسلمين.
- دور ذكر الله في هداية الناس وارتباط الأنبياء والأولياء والعلماء به.
- تأثير الغفلة عن ذكر الله وعواقبها الدنيوية والدينية.
- ذكر الله ﷻ الحصن الحصين للمؤمن.
- أفضلية الذكر وأثره في تحسين حياة الأمة ومواجهة التحديات.
- مزايا الذكر وسهولة أدائه وتأثيره في الحياة اليومية.
- الثواب والجزاء المترتب على ذكر الله واجتماع الصالحين لذلك.
مقدمة الخطبة
الحمدُ للهِ الذي جَعَلَ ذكرَهُ ميسورًا، وأجزَلَ للذاكرينَ الثوابَ، فجعلَ جزاءَهُم مَوفورًا؛ (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)[الْفُرْقَانِ:62].
وأشهدُ أَنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ اللهُ للناسِ بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إليه بإذنِهِ وسِراجًا مُنيرًا، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه، وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ ومَنْ تبعَهُمْ بإحسانٍ، وأعدَّ لهمْ يومَ القيامةِ أجرًا كبيرًا.
الخطبة الأولى
إن من أجلّ العبادات وأحبها إلى الله ﷻ أن يداوم المسلم على ذكر الله ﷻ. مستحضراً عظمة الله ﷻ وهيبته وجلاله، في كل حركاته وسكناته. وأن يبقى لسانه رطباً بذكره ﷻ من تسبيحٍ وتنزيهٍ، وحمدٍ وثناءٍ على الرحمن، ووصفه بصفات الجلال والكمال، فبذلك تتحقق فيه صفات المؤمنين الذين مدحهم الله ﷻ بقوله: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ الأحزاب: 35.
فمن كان ذكر الله ﷻ طبعه فإن ثمرة عمله ستكون طاعة لله ﷻ والتزاماً بأحكام شريعته. وسيظهر أثر ذلك في سلوك العبد وممارساته العملية في المجتمع خُلقاً طيباً، وطبعاً ليناً، وصلاحاً في الحال، وثواباً وجنةً عرضها السموات والأرض في المآل، فالذكر فيه طمأنينة القلب وراحة البال وسكينة النفس، لأنه يربط المؤمن بخالقه سبحانه. يقول الله ﷻ: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ الرعد: 28.
ومن عظيم مكانة الذكر وفضله أنه ارتبط بأغلب أركان الإسلام. ففي ركن الصلاة يقول الله ﷻ ﴿فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله﴾ النساء: 103. وفي ركن الصيام يقول الله ﷻ: ﴿ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون﴾ البقرة: 185. وفي ركن الحج يقول الله ﷻ: ﴿فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله﴾ البقرة:200.
وما أرسل الله ﷻ الأنبياء، إلا لهداية الناس إلى الله ﷻ وتذكيرهم فيه ﷻ. وما اصطفى سبحانه الأولياء إلا بمداومتهم على ذكر الله. ولا انتجب العلماء إلا بإرشادهم الناس إلى ذكر الله، فالمقصود هو الله ﷻ، والأنبياء والأولياء والعلماء طرق موصلة إليه، لأجل ذلك يقول الله ﷻ في عظيم مكانة الذكر: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ العنكبوت:45. قال ابن عباس رضي الله عنهما: “ذكر الله أكبر مما سواه”.
كما أخبرنا النبي ﷺ بأن الذكر هو خير أعمال الجوارح. فقال النبي ﷺ: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا: بلى، قال : ذكر الله» سنن الترمذي، وعن أبي ذر رضي الله عنهُ قال: قال لي رسول الله ﷺ: «ألا أُخبرك بأحبِّ الكلام إلى الله؟ إن أحبَّ الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده» صحيح مسلم.
وما كان هذا الفضل العظيم لذكر الله ﷻ إلا لأنه الحصن الحصين، والسور المنيع، لإيمان المسلم. وهو الذي يخرج الإنسان من ظلمات الجاهلية إلى نور الإيمان واليقين بالله ﷻ. يقول الله ﷻ: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ الأحزاب: 41-43. وقال ﷺ: «وآمركم أن تذكروا الله، فإنَّ مثل ذلك كمثل رجلٍ خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى على حصنٍ حصين فأحرز نفسهُ منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله ﷻ» سنن الترمذي.
ونحن في هذه الأيام أحوج ما نكون إلى الارتباط بالله ﷻ. وأن نترجم معاني الذكر وثمراته على ذواتنا، لأنّ الغفلة عن ذِكر الله ﷻ أمرٌ شديد الخطورة يؤدي إلى استحواذ الشيطان على فكر الإنسان وعمله. يقول الله ﷻ: ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ الزخرف: 36. لا بل إن العقاب الدنيويّ للغفلة عن ذكر الله تتجلى بضنك العيش وتسلط الأعداء والشعور بالهم والغم والحزن. يقول ﷻ: ﴿ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ طه124-126.
فذكر الله ﷻ والاجتماع عليه له الدور الكبير في تقويم حياة الأمة وإعادة توازنها وخروجها من كل مأزق، ونجاتها من كل عدو متربص، فانظروا إلى قول النبي ﷺ عن أثر الاستغفار على العباد. قال ﷺ: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب» سنن أبي داود، وكذلك قوله ﷺ للصحابي الذي جعل كل ذكره في الصلاة على رسول الله ﷺ قال له: «إذن تكفى همك ويغفر ذنبك» سنن الترمذي.
وإن أفضل الذكر ما كان فيه اجتماع للصحبة الطيبة الصالحة في مجالس تجتمع فيها القلوب على محبة الله ﷻ. وتعظيم الخالق ﷻ والصلاة على النبي ﷺ، من خلال العبادة السهلة الهينة بالأداء، عظيمة القدر والمكانة. يقول الله ﷻ: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ الكهف: 28. ويقول النبي ﷺ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ» متفق عليه.
فذكر الله ﷻ طاعة وعبادة من العبادات، ليس بحاجة لسفر ولا لجهد بحيث لا يقدر عليه إلا الشباب، بل هو عبادة بمقدور الجميع الإتيان بها، الكبير والصغير المسافر والمقيم المريض والمعافى وفي جميع الهيئات. يقول الله ﷻ ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 191].
فذكر الله ﷻ أيسر عبادة يقوم المسلم بها ، فعلينا أن نكثر من هذا الخير، فهي تجارة رابحة لا يعمر سوقها إلا المخلصون وإنَّ ذكرك لله ﷻ سبب لذكر الله لك. يقول ﷻ: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ البقرة: 152.
وهنا المراد أن الله يثني عليك في الملأ الأعلى. ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي ﷺ: «يقول الله ﷻ: أنا عند ظنّ عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منه وإن تقرب إليّ بشبر تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إليَّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» متفق عليه.
وفي تفسير قول الله ﷻ: يقول الله ﷻ في عظيم مكانة الذكر: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ العنكبوت: 45. يقول ابن عباس رضي الله عنهما: “ذِكْرُ اللَّهِ إِيَّاكُمْ أَكْبَرُ مِنْ ذِكْرِكُمْ إِيَّاهُ”.
وأيُّ كرامةٍ أكبر من أن يذكرك الله. أما سمعت ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ لأُبيّ رضي الله عنه: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن» قال أُبيّ: الله سماني لك قال: «الله سماك لي»، فجعل أُبيّ يبكي” متفق عليه.
فاجعلوا ألسنتكم رطبةً بذكر الله فذكرُ الله ﷻ تطّمئنّ لهُ القلوب وهي بحاجةٍ ماسّة في هذهِ الأيام إلى أن تكون معلّقة بِخالِقها. لِقولِه ﷻ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ الأحزاب: 41-43.
اللهم إنا نتوجه اليك في أهل غزة والضفة وأهل فلسطين أن تنصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين. وارحم شهداءهم وتقبلهم في الصالحين. وخصَّ برحمتك أولئك الذين قضوا تحت الأنقاض ولم يتمكن أحد من الوصول اليهم أو الصلاة عليهم أو العثور عليهم من حجم الدمار وتطاير الأشلاء. اللهم وأنزل عليهم السكينة والطمأنينة، وشافي الجرحى والمصابين والمكلومين منهم. وخفف عنهم واربط على قلوبهم يا رب. ونذكّر أن الصلاة على الغائب من الشهداء والذين هم تحت الأنقاض بعد الصلاة والاذكار والسنة البعدية للجمعة.
كذلك؛ هنا ⇐ ولذكر الله أكبر.. خطبة عن أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ سورة آل عمران: 102.
واعلموا عباد الله ان الله قد أمركم بأمر عظيم بدأ به بنفسه وثنى بملائكة قدسه، فيقول الله ﷻ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ سورة الأحزاب: الآية 56، عن أُبي بن كعب رضي الله عنه: «أنّ من واظبَ عليها يكفى همه ويُغفر ذنبه»، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»، وصلاة الله على المؤمن تخرجه من الظلمات الى النور، يقول الله ﷻ: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ سورة الأحزاب: الآية 43، وهذا يتطلب التخلق بأخلاقه ﷺ ونقتدي بسنته في البأساء والضراء وحين البأس.
واعلموا أن من دعا بدعاء سيدنا يونس عليه السلام: ﴿أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ استجاب الله له، ومن قالها أربعين مرة فإن كان في مرض فمات منه فهو شهيد وإن برأ برأ وغفر له جميع ذنوبه، ومن قال: «سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زَبَد البحر».
وفي المصائب والكرب والشدة أوصى الرسول ﷺ بدعاء الكرب وهو: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم» رَوَاه الْبُخَارِيّ. فندعو به في شدائدنا وشدائد أهل غزة وفلسطين، واعلموا أن هذا الدعاء يناجي الله ﷻ في اسمه العظيم تذللاً لعظمة الله، والحليم رجاءً لحِلم الله، وربّ السموات والأرض ربّ العرش العظيم يقيناً بأن الأمر كله بيد الله، وأكثروا عند تكالب الأعداء علينا من قول (حسبنا الله ونعم الوكيل)، لأنّ الله ﷻ يقول: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ آل عمران: 173، 174
والحمد لله ربّ العالمين…