بالفِعل، يصعب التوقف عن الحديث حول الموت ومدى تأثير ذِكره وموعظته على النفوس والقلوب. وهنا نزيدكم بخطبة عن هادم اللذات هذا، في واحِدة من خطب الجمعة المؤثرة وذات الوقع والأثر الكبير على القلوب؛ حتى يرجع الناس إلى الامتثال لأوامر ربهم ﷻ وسُنَّة نبيهم ﷺ والالتفات للآخرة والعمل لها.
هذه الخطبة مكتوبة وجاهزة؛ ألقاها فضيلة الدكتور الشيخ عمر محيي الدين حوري -جزاه الله خيرا-. ونحن نوفرها لكم هاهُنا -في ملتقى الخطباء وصوت الدعاة- لتتمكنوا من تحميلها على حواسيبكم أو هواتفكم؛ عادية أو pdf أو حتى تتمكنوا من طباعتها وإلقائها من على الورق المطبوع؛ أو حتى تشاركونها من الأصدقاء والزملاء عبر مواقع التواصل الحديثة؛ وهذا كله حتى تعم الفائِدة على الجميع.
مقدمة الخطبة
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدِا عبده ورسوله.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الخطبة الأولى
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله، وأحثكم وإياي على طاعته، واستفتح بالذي هو خير.
يقول الله ﷻ في محكم تنزيله ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
الموت خير الواعظين
معاشر المؤمنين الحديث عن الموت حديث قديم، جديد، دائم، متكرر، وهو حالة نراها كل يوم، الموت الذي قهر الله ﷻ به عباده، ويا -سبحان الله-! على كثرة ما نرى من الموت الذي هو خير الواعظين، كفى بالموت واعظا، ومن لم يتعظ بالموت فبما يتعظ.
على كثرة ما يرى الإنسان في هذه الأيام من كثرة الموت لربما تراه في بعض الأوقات ينسى أنه سيموت.
الموت يا معاشر السادة نقطة بين حياتين، مرحلة بين حياتين، الحياة الأولى هذه التي نعيشها، والتي يعطينا الموت دلالة قاطعة على أنها فانية.
كل من عليها فان
تنتقل فيه، في حالة الموت تنتقل الروح من حياة فانية إلى حياة باقية، فالحق ﷻ أعلمنا بذلك فقال ﴿وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾، وأخبرنا عن هذه الدنيا ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾.
الحديث عن الموت يا أيها الإخوة ليس إلا لنتذكر، ليس إلا لنتفقه، لما نتفقه؟ كلنا يردد ويحفظ الحديث «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»، وأي دين إذا مات المرء وفي ذمته حقوق، إن كان يريد أن يؤديها فإن الله يؤدي عنه، وإن كان قد اعتدى عليها فأي فقه هذا؟ بل أي فقه إذا اعتدى المرء على مال اليتيم؟ أو الفقير؟
وكلنا يعلم أن المعاملات اليومية لا بد أن يحتك فيها الإنسان بكبير وصغير وغني وفقير ولربما ينسى ولربما يعتدي دون أن يقصد فإذا جاءه الموت بغتة، فلا شفيع له إلا ما كان ينويه، من سلامة في الصدر كما أخبر الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام.
وأتحدث عن جزء بسيط من هذه الحقوق «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله».
فالموت يا معاشر السادة حتميٌ، واقعٌ، ليس بحاجة إلى دليل، ما من واحد منا ليس هنا في البشرية عمومًا إلا ويرى الموت أمام عينيه، لأب، لابن، لأخ، لزوج، لزوجة.
ما من أحد إلا ويرى هذه الحالة، هل نتعظ؟ هل نتعظ؟ هذا السؤال مهم، وهذا السؤال -سبحان الله- أجاب فيه رسول الله ﷺ ذلك الرجل الذي أتى يسأل عن الموت، إن كان السؤال في ظاهره عن الساعة.
قال يا رسول الله متى الساعة؟ ماذا يعني متى الساعة؟ يعني متى تقوم القيامة؟ ماذا يعني متى تقوم القيامة؟ يعني حين نفنى على هذه البسيطة؟ وننتقل إلى عالم آخر؟
متى الساعة؟ وكلنا يعرف ويعلم أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أجابه بسؤال مهم قال «وما أعددت لها؟».
الموت حق
نحن اليوم كلنا نرى الموت، ونعلم أن الموت حق، ونعلم أن الموت أتينا لا محالة، لا ندري متى؟ ولا ندري كيف؟ لكن ماذا أعددنا لهذه الساعة؟ ماذا أعددنا للقاء الله ﷻ؟
فنحن بحاجة دائمة لأن نتذكر هذا الموت، استفتحت بهذه الآية، ما أجمل كلام الله وأسأل الله أن يفقهنا في كلامه، وأن يجعلنا من المتدبرين في هذه المعاني العظيمة، سبحان الله يصور لنا صورة واقعية ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ﴾.
مهما فعلت أيها الإنسان ستأتي هذه اللحظة الذي تنتقل فيها من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة، لذلك كن على استعداد للإجابة عن أسئلة سريعة، جاهزة، وأجوبتها معروفة، لكن سبحان الله من يصحبه التوفيق يستطيع أن يجيب، ويجيب إجابة دقيقة.
وهناك أناس لربما يعلمون ويعرفون المعلومة، لكن تخونهم الذاكرة في لحظة معينة فيقعون.
عش ما شئت فإنك ميت
أيها الإنسان مهما جمعت اجمع ﴿جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ | يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ﴾.
وهنا الجواب واضح في الآية ﴿يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ﴾، يعني أن المال لا يخلده.
اجمع ما شئت وكيف شئت، ومن أي طريق شئت، عش ما شئت فإنك ميت.
أنا لا أدعو إلى ذلك لكن هذا حال من يكون في هذه الحالة، تكبر ما شئت، يا سبحان الله! الإنسان حين يتكبر يرى دنوه، ويرى ضعته في مرض يصيبه، مرض صغير، جلطة، تخثر، تراه يقعد، تراه تذهب عنه هذه الحركة، هذا التجبر في الأرض.
رويدك أيها المؤمن، اعلم أنك ستغادر هذه الدنيا عاجلًا أم آجلا.
رضي الله ﷻ عن عمر بن عبد العزيز نحن نسميه الخليفة الراشدي الخامس، هذه التسمية لم تأت هكذا، يعني في السنة أو في أصل شرعي أبدا، لماذا سُمي كذلك؟ لأنه سار على سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-
كان يقرأ في كتاب الله، فوصل إلى الآية الكريمة ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ | لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾.
نعم، حين ينتقل المرء من الدنيا إلى الآخرة عند لحظات الموت، حين ينتقل يقول ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ﴾ ولو للحظة ﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا﴾.
في سورة المنافقون أيضا ﴿فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾، يريد أن يعود إلى الدنيا من أجل أن يتصدق بصدقة صغيرة، حين ينكشف عنه الغطاء ويرى عِظم ثواب وأجر ركعتين ودرهمين وأقل من ذلك.
كان عمر بن عبد العزيز يقرأ هذه الآية ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ | لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾.
كيف نفهم هذه الآية؟ قال: فأعطانا عمر درسًا ولا أبلغ، درسًا واقعيا، قال: فحفر حفرة في غرفته، حفرة قبر، حفر حفرة في غرفته مثل القبر تمامًا ثم صار ينزل فيها كل يوم.
يستلقي يتسجى مثل الميت تماما ثم يقرأ ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ | لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾.
وقبل إن يتم الآية ﴿كَلاَّ﴾ هذا الجواب يوم القيامة، يرفع رأسه ويغادر الحفرة ثم يقول ها قد أرجعوك يا عمر، تفضل واعمل.
هل استعددت للموت؟
أليس هذا حال كل واحد منا؟ ها قد بسط الله لك في العمر، ها قد أيقظك الله من منامك، أليس من السنة أن يقول المرء «الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور».
نعم، نحن كل ليلة نموت، موتا مؤقتا ثم نستيقظ فكيف سيكون حالنا مع الله ﷻ؟ هل سنتعظ؟ هل سنحاسب أنفسنا؟ هل نستعد لهذه الساعة؟ وكلنا رأى أو سمع، كم من فتى نام ولم يستيقظ؟ كم من رجل قام ولم يقعد؟ كم من إنسان قعد ولم يقم؟
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة يا رب العالمين.. سمعت عن رجل صالح من أحد أبنائه: دخل إلى البيت ثم جمع أولاده وقال لهم: يا أولادي أين تحبون أن أضع رأسي؟ ظنوا أنه يريد أن يستلقي القيلولة.
ضحك أبناؤه وبناته قالوا: أينما تريد يا والدنا، ضع رأسك أينما تريد.
واحدة من بناته قالت: ضع رأسك ها هنا، أشارت إلى مكان.
قال لها: أعطني كأسا من الماء، ذهبت جلبت كأس الماء شرب الماء ثم استلقى ومات.
ربما كان يرى منزلته، ما هذا اللقاء مع الله ﷻ؟ وكأن حاله كما يقول الحق ﷻ ﴿وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا﴾، هذه سورة النازعات، تبدأ ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا﴾.
ما معنى والنازعات؟ قال الملائكة، ملائكة العذاب تنزع أرواح المنافقين والكافرين نزعًا من نفوس أصحابها ﴿وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا﴾، قال ملائكة المؤمنين تسحب أرواحهم بخفة ونشاط.
من هم أصدقاؤك يا أخي؟ أي نوع من الملائكة؟ ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ﴾.
موت الفجأة
ماذا أفعل؟ إذا كان الموت سيأتيني الساعة، قبل سنوات كنا نصلي في بعض المساجد أحد علمائنا ومشايخنا أثناء خطبة الجمعة اصطفاه الله ﷻ وهو يصلي.
وكم من إنسان رأيناه كذلك، هل هذه القصص وهذه المحطات وهذه الصور تجعل لنا من أنفسنا واعظًا ورادعًا.
الحديث عن الموت طويل كحديثنا عن أي موضوع لكن هي ذكرى يا أيها الإخوة ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
لعلنا في أيام نرى موت الفجأة؛ إن كان بطلقة أو قذيفة أو شيء من هذا أو جلطة أو حدث ما شئت، ألا يأتي الموت كيفما اتفق؟
حين يأتي أمر الله ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾.
ماذا أفعل؟ انظر إلى حقوقك مع الله ﷻ، حقوق الله ﷻ، وإذا أردت أن تعرف قيمتك ومنزلتك عند الله ﷻ فانظر ما منزلة الله عندك.
إذا أردت أن تعرف إذا قبضت الساعة إلى أين تذهب؟ رضي الله عن سيد الصالحين عبد الله بن المبارك -رضي الله ﷻ عنه- وهو يحتضر صار يكرر أمام سامعيه ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ﴾.
ماذا رأى؟ طبعا كلنا نعلم أن الإنسان في حالة احتضاره يكشف له الغطاء ﴿فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾.
تذكروا الموت
الموت أيها الإخوة حق والحساب حق، والصراط حق والجنة حق والنار حق، فانظر يا أيها المؤمن الكيس العاقل ماذا تقدم بين يديك؟ ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.
كل ذلك يا أيها الإخوة، كل ذلك من مستلزمات الإيمان أن تتذكر الموت هكذا قال لنا حبيبنا محمد ﷺ «اذكروا هادم اللذات».
نعم، كثيرا من الناس لا يحبون ذكر الموت، سخفا في عقولهم، لأنه إذا حضر ذكر الموت وكأن الموت سيأخذهم الساعة لربما، لكن ألن يأخذك الموت؟ سيأخذنا جميعا.
فانظر على أي حال ستكون يا أخي المؤمن.
اللهم أحسن ختامنا يا رب العالمين، اللهم اقبضنا إليك في أحب الأوقات إليك، وفي أحب الأماكن إليك وعلي أحب الأعمال إليك يا رب العالمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.
ونجِد هنا المزيد أيضًا؛ فهذه: خطبة عن سكرات الموت مؤثرة − مكتوبة وافية
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين؛ القائِل في محكم التنزيل ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾. وصلاة وسلامًا على المبعوث رحمة للعالمين؛ ﷺ.
يقول حبيبنا محمد ﷺ، ويكفينا بذلك موعظة وتذكرة في أن نضع برنامج حياتنا يا أيها الإخوة.
أريد من نفسي وأريد منكم أن نغسل قلوبنا، أن نطهر قلوبنا، قال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام «الكيس من دان نفسه»، الكيس يعني: العاقل الذكي، من دان نفسه: أي من حاسبها «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز»، وفي رواية «والأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني».
غدا سأفعل، غدا سأتوب، غدا سأتبرع، غدا سأصلي، غدا سأقرأ القرآن، إلى غير ذلك من الوعود التي لربما يداهمه الموت وهو لا زال يتمناها «وتمنى على الله الأماني».
أختم بما فعله هارون الرشيد، أنت أيها الغني أيها القوي، أيها السلطان، أيها الصحيح في بدنك، أيها المعمر، أيها المخترع، أيها المبدع.
قال في مرض وفاة هارون الرشيد -وكلنا يعلم من هو هارون الرشيد، وما هي مساحة مملكته- أحَسّ بدنوّ أجله فقال لهم: احملوني إلى قبري.
بالطبع دائما المحيطون بالرجل المريض أو من كان في مثل هذه الحالة قالوا له: لا عليك يا أمير المؤمنين تمهل أمد الله في عمرك، أطال الله في صحتك، أدام صحتك إلى غير ذلك.
قال: احملوني إلى قبري.
قال: فلما أوصلوه إلى قبره قال: اروني انظر إليه فنظر إليه، فرفع يديه إلى السماء وقال: يا من ملكه لا يزول ارحم من زال ملكه.
يا من ملكه لا يزول، هل يزول ملك الله؟ ملكنا وماذا نملك؟ ماذا تملك أنت أيها الإنسان؟ مليار، اثنين، ثلاثة، هذا خيال، أكثر، أقل؟
ماذا يشكل في ملكوت السماوات والأرض؟ يا من ملكه لا يزول ارحم من زال ملكه.
يا معاشر السادة تعالوا نتب إلى الله ﷻ ونصلح حالنا ونضع لأنفسنا ذلك البرنامج الذي يقربنا من الله ﷻ.
وإذا رأينا في أنفسنا ابتعادا فلنتذكر أيضا موعظة وعظها البهلول لهارون الرشيد، قال له: يا بهلول عظني، قال: بم أعظك؟ قال: عظني.
قال: بم أعظك؟ هذه قصورهم وهذه قبورهم.
مهما عشت في قصرك فستنزل في ساعة إلى القبر، مهما عشت في ملكوتك ستنزل في ساعة إلى القبر حيث المأوى الأخير.
البيت الحقيقي فاعمل أن يكون قبرك قصرًا منورًا بكتاب الله ﷻ وبالأعمال الصالحة.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وبعد؛ فقد قدمنا لكم أعلاه -أيها الخطباء- خطبة عن هادم اللذات؛ وهذه أيضًا خطبة مكتوبة ومؤثرة، تبكي القلوب قبل العيون؛ بعنوان: الغفلة عن الموت. نسأل الله ﷻ أن ينفعنا وإياكم بكل ما يُقدَّم إليكم من دروس وخطب ومواعظ ومحاضرات هنا في موقع المزيد.