من أجمل الخُطَب القصيرة التي معنا؛ خطبة عن محبة الله ﷻ؛ وما أجمله من موضوع رائِع لخطبة الجمعة القادمة.. إذا كنت لازِلت تسعى لتحضير خطبة متميّزة.
الخطبة بين يديكم الآن؛ نسوقها إليكم عبر قِسم ملتقى الخطباء وصوت الدعاة بموقع المزيد؛ والله ﷻ نسأل أن ينفعنا وإياكم، والمسلمون جميعًا بما جاء فيها.
مقدمة الخطبة
الحمد لله الذي أكرم عباده فأحبوه وشكروه، فاللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، فإنها من أسباب محبته جل في علاه، قال ﷻ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾.
الخطبة الأولى
أيها المؤمنون: كان من دعاء رسول الله ﷺ: «اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقرب إلى حبك». فمحبة الله ﷻ غذاء الأرواح، ونعيم القلوب، وهي مطلب الأنبياء والمرسلين، ومقصد المؤمنين، إليها يسارعون، وعليها يحرصون، قال ﷻ: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّه﴾.
وكيف لا نحب ربنا، وقد تحبب إلينا بنعمه، وتودد إلينا بجوده وكرمه، وأغدق علينا من لطفه وبره، ورزقنا من فضله وخيره، قال ﷻ: ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾.
فحق علينا أن نعزز محبته في قلوبنا، بإدامة ذكره، والإكثار من تلاوة كتابه، وتدبر معاني آياته، فلا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم، فهو لذة قلوبهم، وغاية مطلوبهم.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله ﷻ؛ فليعرض نفسه على القرآن، فإن أحب القرآن فهو يحب الله ﷻ، فإنما القرآن كلام الله ﷻ.
ويرسخ المحبون محبة الله ﷻ في قلوبهم؛ بحسن أخلاقهم، وجميل أفعالهم، قال النبي ﷺ: «من سره أن يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله؛ فليصدق حديثه إذا حدث، وليؤد أمانته إذا ائتمن، وليحسن جوار من جاوره».
فاللهم ارزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يقرب إلى حبك، ووفقنا لطاعتك أجمعين، وطاعة رسولك محمد ﷺ، وطاعة من أمرتنا بطاعته عملا بقولك: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾.
﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ | وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ | وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وهنا كذلك: خطبة عن صلاة الفجر.. فضلها وأهميتها، وحال المتهاونين فيها
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي ملأت محبته قلوب المؤمنين، فأعد لهم جنات النعيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
أيها المحبون لله: إن المؤمنين يجدون حلاوة الإيمان في قلوبهم، بما استقر فيها من محبة ربهم، قال رسول الله ﷺ: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان -وذكر أولها- أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما». فمحبة الله سبب كل سعادة، والفوز بجنة الخلد وزيادة.
فعن أنس رضي الله عنه: أن رجلا سأل النبي ﷺ فقال: متى الساعة؟ أي: متى يوم القيامة- قال: «وماذا أعددت لها؟». قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال ﷺ: «أنت مع من أحببت». فاللهم حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا.
هذا وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله: اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وأقم الصلاة.
وختامًا؛ وبعد أن قدمنا لكم أعلاه خطبة قصيرة عن محبة الله ﷻ؛ نترككم مع آخر مقترحاتنا مع هذه الخطبة؛ وهي: خطبة عن خطورة الفتوى بغير علم.
وبالله ﷻ وحده التوفيق.