ونحن في وداع شهر رجب، وفي استقبال الذي يليه؛ نسوق إليكم خطبة جمعة مكتوبة وجاهزة عن فضل شهر شعبان؛ ما كان صحيحًا وبيانه، وما كان ضعيفًا وبيانه. ثم ستطرَّق الخطبة للحديث حول ما ورد بشأن ليلة النصف من شعبان، من حيث ما ورد في فضلها وبيان صحته أو ضعفه.
مقدمة الخطبة
إن الحمد لله نحمده؛ ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله؛ خير نبيّ أرسله. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين، وآل كل وصحب كل أجمعين. وأحسن الله ختامي وختامكم وختام المسلمين. وحشر الجميع تحت لواء سيد المرسلين.
أما بعد؛ فيا عباد الله ﴿اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ | وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
البر لا يبلى، والذنب لا يُنسى، والديان لا يموت. اعمل ما شئت، كما تدين تدان.
تموت النفوس بأوصابها — ولم يدرِ عوادها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي — أذاها إلى غير أحبابها
الخطبة الأولى
يا معشر الإخوة؛ يقول مولانا ﷻ في محكم تنزيله ﴿مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ﴾. فمن أراد أن يكفر فالكفر عليه، والوِزر عليه، وليتحمل مصيره، وعاقبة فعله. ومن عملوا صالحا فلأنفسهم -لا لغيرها- يمهدون. يمهدون مضاجعهم في قبورهم، ويمهدون مساكنهم في جنات عدن، ويمهدون طريقهم التي يسلكونها إلى الله ﷻ.
يمهدون كما يمهد الإنسان فراشه، وكما يوطئ مضجعه إذا كان فيه شيء مما يؤذيه ويؤذي جنبه ويوجع ظهره. هذا هو حال المؤمنين؛ يمهدون لأنفسهم، أي يعملون للآخرة.
قال مجاهد بن جبر -أحد المفسرين من التابعين- معنى قول الله -ﷻ- ﴿فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ﴾ أي يسوون مضاجعهم في قبورهم، حتى تكون مريحة؛ ولن تكون مريحة إلا برحمة الله ﷻ، وبما ينعم الله ﷻ على عبده من التوفيق والعمل الصالح الذي يوسع له في قبره، ويعلي فيه درجته عند الله.
يا معشر الإخوة؛ ومن الأعمال الصالحات التي تمهد للأنفس أن يغتنم الإنسان فعل الصالحات في أوقات الغفلات. ومن أوقات الغفلات شهر شعبان الذي نستقبله.
وكان السلف الصالح إذا أقبل شعبان، كانوا ينكبون على مصاحفهم، وكانوا يؤدون زكاة أموالهم حتى لا ينشغلوا في شهر رمضان، وحتى يفرغوا للعبادة والطاعة في شهر رمضان المبارك. هكذا كانوا يفعلون.
ومن أحسن ما يعمل الناس -أو بعض الناس اليوم- أنهم يفرغون من حاجاتهم التي يحتاجونها للعيد من زينة وملابس وغير ذلك، أنهم يفرغون منها في هذه الأيام في شهر شعبان. لا يفعلون كما يفعل كثيرٌ من الناس، الذين يضيعون الأوقات المباركة، لا سيما في العشر الأواخر من شهر رمضان، يضيعونها في الذهاب والإياب إلى الأسواق وفي شراء الملابس والحاجات وغير ذلك.
عدة الشهور عند الله
يا معشر الإخوة؛ هذا الشهر الكريم، شهر شعبان، من شهور الله. حيث أن ﴿عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾.
وسمي شعبان بشعبان لأن العرب كانت تتشعب فيه وتتفرق بعد شهر الله المحرم شهر رجب، فهو من الأشهر الحرم -أعني شهر رجب- ويجمع على شعابين. وسمي شهر رمضان برمضان لما فيه من الحر والحرارة والرمضاء. وذو القعدة بفتح القاف وكسرها لأنهم كانوا يقعدون عن الحرب. وذو الحجة بفتح الحاء وكسرها لأنهم كانوا يحجون في هذا الشهر. ومحرم، لأن الله ﷻ حرم فيه القتال. وصفر لأن بيوتهم كانت تخلو من وجودهم إذ كانوا ينتشرون للحرب بعد شهر الله المحرم. وربيع لأنهم كانوا يربعون أن يقيمون في هذا الشهر في زمن الربيع. وجُمادى لأن الماء كان يجمد في هذين الشهرين. ورجب مأخوذٌ من الترجيب وهو التعظيم.
والعرب ما كانت تضع اسما من الأسماء إلا لمعنى من المعاني.
فضل شهر شعبان
هذا الشهر، شهر شعبان للناس فيه اعتقادات كثيرة؛ منها ما هو صحيح، ومنها ما هو باطل. فما الذي ورد في ذلك؟ ما الذي جاء في فضل هذا الشهر؟ وهل له فضلٌ خاص على غيره من الأشهر؟ وهل صح ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان؟ وهل يستحب تخصيص ليلتها بقيام أو نهارها بصيام؟ وهل يجوز للإنسان أن يشرع في الصوم حينما ينتصف شهر شعبان؟ وهل الأعمال الصالحات في هذا الشهر فيها فضل زائد؟ هذا ما سنجيب عليه أو عنه باختصار.
اعلموا أن الأحاديث الواردة في فضل شعبان أكثرها لا يصح. وقد صَحّ أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يصوم هذا الشهر. وجاء في حديث عائشة أنه كان يصومه كله. وفي صحيح مسلم أنه كان يصومه إلا قليلا. وهذا هو الصحيح. كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان.
فهذا الشهر مقدمة وتوطئة وتمهيد لشهر رمضان، ولتعويد النفس على الطاعة والعبادة. وسُئل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كما ورد ذلك في مسند أحمد، بسند جيد، سُئل عن صومه في هذا الشهر -في شهر شعبان- فقال -عليه الصلاة والسلام- ويا لروعة ما قال! أجاب عليه الصلاة والسلام إجابة عجيبة. قال «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».
إذا فهذا شهر يغفل الناس عنه. ولنأخذ من هذا أن العبادة في أوقات الغفلة فيها أجر عظيم. ألم تروا إلى أن الإنسان إذا صلى في وقت السَّحر حين يغفل الناس وحينما يكونون نائمين يكون لذلك فضل زائِد! وهكذا عبادة الناس في آخر الزمان حينما يكثر الهرج، وتكثر الفِتن، ويكون في الناس العباد ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّه﴾. هم المفلحون حقا. ﴿لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ﴾. لا يلهيهم شيء، ولا تضرهم الفتن.
وأخبر النبي ﷺ أن الأعمال تُرفَع في هذا الشهر. وهي تُرفَع في كل يوم ولكن الرفع ها هنا سنوي. ويحب عليه الصلاة والسلام أن تُرفَع عمله وهو صائم.
فضل ليلة النصف من شعبان
أما الأحاديث الواردة في ليلة النصف من شعبان فإنها تنقسم إلى قسمين. هنالك أحاديث في تخصيص هذه الليلة بقيام، وتخصيص نهارها بصيام. قال العلماء: الأحاديث الواردة في ذلك كلها باطلة. وقال الإمام الشوكاني: الأحاديث الواردة في ذلك كلها موضوعة. فليست صحيحة ولا مرفوعة.
فلا يجوز للإنسان أن يخص ليلة من الليالي ولو كانت الليلة فاضلة. لا يجوز له أن يخصها بقيام أو بعبادة من العبادات، كما ورد عن النبي ﷺ في ليلة الجمعة وفي نهارها. فقال -كما ثبت عنه في الصحيح- «لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم».
هذا؛ مع أنها ليلة فاضلة، ومع أن نهارها نهار فاضل.
وأما في فضل تلك الليلة -ليلة النصف من شعبان- فقد ورد فيها أحاديث، أصحها أو الذي حسَّنه بعض أهل الحديث، أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل واحد إلا مشركا أو رجلا في قلبه شحناء». والمشاحن هو من كان في نفسه عداوة أو بغضاء، فهذا يرجئه إلى حين يصطلح مع من شاحنة وعاداه.
وورد حديث آخر وهو «إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب». كلب: قبيلة مشهورة بالغنم، كانت لهم أغنامٌ كثيرة.
فإذا كان الله ﷻ يغفر بهذا العدد؛ فإن ذلك العدد الذي هو عدد شعر تلك الأغنام هو بعدد الخليقة وزيادة. وكرم الله واسع. إلا أن الحديث مختلف في صحته.
والحديث الأول هو المعوَّل عليه. فالله ﷻ يغفر للناس في هذا الليلة.
وأما الصيام في منتصف شعبان؛ فقد جاء في ذلك حديث صحيح، أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال «إذا انتصف شعبان فلا تصوموا». واختلف العلماء بعد ذلك في معناه، لأنه معارضٌ لذلك الحديث الذي يخبر أن النبي ﷺ كان يصوم شعبان إلا قليلا. وجمعوا بينهما بأن هذا فيمن تعمَّد الصيام ابتداء من منتصف شعبان، ولم يكن من شغله، ولا من طريقته ومنهجه في صيامه أن يصوم ما اتفق له في هذا الشهر أو أن يصوم أكثره. ولكنه يتعمد ها هنا أن يصوم من منتصف شعبان.
ومن العلماء من قال: إن المراد هو تخصيص منتصف شعبان، وهو اليوم الرابع عشر أو الخامس عشر أو السادس عشر.
وعلى كل حال؛ ليس للإنسان أن يتعمَّد هذا اليوم، فيصومه. وباب الصوم في هذا الشهر مفتوح من غير تعمد ولا تقصد.
نسأل الله ﷻ أن يوفقنا لمتابعة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في كل شيء. وإن يلهمنا طاعته في الغفلات، وأن يلهمنا عمل الصالحات، وأكل الحلال من الطيبات، وأن يعيننا على إقام الصلاة وأداء الزكاة وفِعل الخيرات؛ والمسابقة إليها والمسارعة إليها؛ إنه سميع قريب مجيب الدعوات.
هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، إنه هو الغفور.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله. أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا؛ صلى الله عليه وعلى آله السادة الغُرر ما اتصلت عين بنظر وسمعت أذن بخبر.
يا معشر الإخوة؛ ثبت عن جماعةٍ من العلماء من السلف والخلف أن ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي فيها يفرق كل أمر حكيم. وهي التي يُقَدِّر الله ﷻ فيها المقادير. ولكن جمهور العلماء على أن ذلك في ليلة القدر في شهر رمضان وليس في هذه الليلة. وهذه الآية التي جاءت في سورة الدخان التي قال الله ﷻ ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم﴾. هي في الليلة المباركة التي أنزل الله ﷻ فيها القرآن، كما يدل على ذلك السياق. ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾.
والليلة التي أنزلت فيها الآيات المباركات إنما هي ليلة القدر. وليلة القدر في شهر رمضان، بدليل قول الله ﷻ في سورة البقرة ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآن﴾. أُنزِل في تلك الليلة، وهي التي يفرق فيها كل أمر حكيم. وهي التي يقدر فيها مقادير الخلائق. وإن الرجل ليكتب بأنه من الموتى في العام المقبل وهو يذهب ويجيء ويستجيش، ويمشي في الأسواق ويشتري ويبيع، ويتزوج ويطلق، وهو في ضمن الموتى. مسجل عند الله ﷻ من الموتى في ذلك بالحكيم.
يا معشر الإخوة؛ من كان عليه صيام لرمضانات قد مضت، فعليه أن يتدارك وأن يقضي هذه الأيام في هذه الأيام. وف، هذا الشهر. حتى لا تجتمع عليه أيام كثيرة. لأن كثيرا من الناس يتكاسلون في هذه المسألة، فإذا اجتمعت وتراكمت بعد ذلك أيامٌ كثيرة، تبلغ شهرا أو أكثر، فإنه ربما يتكاسل عن أداء ما وجب عليه. فهذا دين عليك أيها المسلم، عليك أن تحرص عليه، وعليك أن تعلم نساءك، لا سيما أنهن قد ابتلين بالفطر في رمضان بسبب الحمل أو بسبب العادة الشهرية، ويبقى عليهن صيام أيام معدودات. فعلى الإنسان يكون راعيا ومسؤولا عن رعيته؛ راعيا لنفسه وراعيا لرعيته حق رعايتها.
فإذا قُدِّر أن الإنسان كان عليه صيام أيام، وجاء هذا الشهر ولم يقضها، فإنه يقضيها بعد ذلك؛ وعلى الصحيح ليس عليه إلا القضاء، وليس عليه إطعام؛ والله أعلم.
الدعاء
أسأل الله ﷻ أن يوفقنا جميعا لأداء فرائضه، وأن يرزق محبة طاعته، وأن يجعلنا من الموفقين الطائعين. اللهم يا موفق الطائعين وفقنا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكَره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا فيما جرت به المقادير إنك على كل شيء قدير.
اللهم وفق أبنائنا وبناتنا في حياتهم وفي دراساتهم وأنجِح مساعيهم يا رب العالمين، واشرح صدورهم ويسر أمورهم ووفقهم جميعا إلى ما تحبه وترضاه؛ برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم انصر المستضعفين من المسلمين في كل مكان.
اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين؛ يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين.
اللهم آمِنا في أوطاننا ووفق أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل هذه البلاد آمنة مطمئنة غنية ناصرة منصورة يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك رِضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار؛ ربنا وتقبل دعاء.
ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.
أكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله محمد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.
كانت هذه خطبة مكتوبة عن فضل شهر شعبان. ألقاها فضية الشيخ عبد العزيز الحربي؛ فجزاه الله كل خير.
إذا أردتم الخطبة مكتوبة PDF فما عليكم إلا طلبها من خلال التعليقات، وسنعمال -بعون الله وحوله- على توفيرها لكم.
بارك الله في المجهود واسئل الله العطيم ان بوفقكم لما يحب ويرضى.