نعم؛ لا تزال طائِفة من الناس بحاجة إلى مزيد أرشاد وتوجيه حول الأمر. وهنا نحن لكم ومعكم؛ نوفر لكم خطبة عن الربا مكتوبة جاهزة. وقد راعينا أن مشكولة الآيات، منوَّعة الاستشهاد من القرآن الكريم والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والسَّلف.
نسعى جاهدين هنا -في ملتقى الخطباء وصوت الدعاة بموقع المزيد- أن يكون ما نقدمه لكل أئِمَّتنا وخطبائنا الأكارِم من خطب مكتوبة، يسيرًا سهلا، ومجاني، حتى يتسنَّى لهم أن يسوقوا ما اطَّلعوا عليه إلى عامَّة المسلمين في المساجد على المنابر، حتى تكون المنفعة قد وصلت للجميع، أو لكل من استطعنا نفعَهم.
مقدمة الخطبة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا | يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.
أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
الخطبة الأولى
حفظ المال من الضروريات الخمس
أما بعد؛ فقد جاءت الشريعة بحفظ ضروراتٍ خمس. أولها هو حِفظ الدين. ثم حفظ النفس. ثم حفظ العقل. ثم حفظ النسل. ثم بعد ذلك حفظ المال.
وكل ضرورةٍ من هذه الضرورات الخمْس. تضافرت الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية على اعتبار حِفظها. وآخر هذه الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة بحفظها هو حِفظ المال.
وقد دلت الأدلة على ذلك باعتبار ما أمرت به من تكثير المال وزيادته، وباعتبار حِفظه من الضياع.
فمن الأول قال الله -عز وجل- في كتابه ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ﴾. فبيَّن الله -عز وجل- في كتابه أن الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، وهم الصفوة من خلقه، وهم المبلغون عنه كتابه. إنهم يمشون في الأسواق. وبيَّنت هذه الآية على اعتبار دين الله -عز وجل- لحفظ المال باعتبار زيادته. إذ جعل الله -عز وجل- ذلك من صنيع الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-؛ وهم الصفوة من خلقه.
وكذا قال الله -عز وجل- في كتابه ﴿وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾. فنهى الله -عز وجل- عن إعطاء المال للسفهاء. وبيَّن الله -سبحانه- في كتابه أن المال تقوم به حياة الناس؛ فقال الله -عز وجل- ﴿أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾.
فكل ذلك من الأدلة الواضِحة والبراهين اللائِحة على أن هذا الدين العظيم جاء بحِفظ المال على وجهه.
ولذا نهى الله -عز وجل- في كتابه عن الإسراف، فقال -سبحانه- ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾. وكذا قال الله -عز وجل- وأمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله ﴿وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا | إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾.
النهي عن الربا
فيتحصَّل من هذه الأدلة الواضحة هو ما ذكرناه من الدعوى في صدر هذا الكلام وهو أن هذه الشريعة جاءت بحفظ المال. ومن وجوه حفظ المال التي جاءت به هذه الشريعة المحمدية؛ النهي عن الربا. فقال الله -عز وجل- في سورة البقرة ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ | يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾.
أنظر إلى هذا المثل العجيب الذي ضربه ربنا -عز وجل- في كتابه لآكِل الربا. فقال -عز وجل-. قال جمهور السلف في تفسير هذه الآية: أن آكِل الربا يقوم من قبره ليلبي نداء ربه يوم القيامة مترنحًا تائها كالذي مسه وضربه الشيطان وتخبطه من المس.
ثم بيَّن الله -عز وجل- انتكاس فِطَرهم وتبديلهم الحق باطلا والباطل حقا. فجعلوا الهدى كالضلال، وجعلوا النور كالظلم، وجعلوا العدل كالظلم، وجعلوا الخير كالشر.
وانظر إلى بلاغة كلام الرب -عز وجل- في وصف حالهم وسقوطهم في هذه الدرجة من الشر. حيث قال الله -عز وجل- أنهم يقولون ﴿إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا﴾. فجعلوا الربا أصلا والبيع هو الفرع الذي يقاس على الربا.
والأصل في الكلام أن يقال: أن الربا مثل البيع. فيكون البيع أصلا والربا فرعا. وإنما كانت مقالتهم ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾.
ثم قال الله -عز وجل- لهم، مُرغبا لهم في التوبة والرجوع إليه والإنابة إليه ﴿فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
ثم بين الرب -عز وجل- حقيقة شرعية واضحة لائحة لا تبصرها كثير من القلوب التي وقع عليها ران الشهوات. فقال الله -عز وجل- ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا﴾. فكل ربا عاقبته ونهايته ومؤداه إلى الزوال وإلى الاضمحلال. كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما طلب أحد الكثرة بالربا إلا كانت عاقبة أمره إلى النقص.
فما يطلب منه العبد الزيادة يكون سببا للمحق والنقص.
أما الصدقة التي ظاهرها النقص وذهاب المال يربيها الرب -عز وجل- ويكثر منها ﴿وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾.
ثم قال الله -عز وجل- بعد ذلك ﴿وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾. فينوّه الرب -عز وجل- أن التعامل بالربا ليس بصنيع المؤمنين، وإنما هو بصنيع الكفار الآثمين.
ثم قال الله -عز وجل- بعد ذلك بآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾. يناديهم الله -عز وجل- بوصف الإيمان. بالوصف المحبوب إلى القلوب. فحيث ما رأيت نداء من الرب -عز وجل- بهذا الوصف، فارعِه سمعك وأسلمه قلبك؛ فإنما هو خير تؤمر به أو شر تنهى عنه.
فانظر إلى هذا الشرط؛ ما أعظمه! أي أن المؤمن الإيمان الواجب الذي يستحق به العبد النجاة من النيران والدخول إلى الجِنان، لا يكون مؤمنا هذا الإيمان الواجب إلا إذا امتثل هذا الأمر.
وانظر إلى أمر الله -عز وجل- كيف يحض حضًا أكيدا ويأمر أمرًا جازِمًا بترك الربا. فلا يأمرهم الرب -عز وجل- بترك التعامل بالربا فيما يُسْتَقبَل من أمرهم، وإنما يأمرهم بإبطال العقود التي عقدوها من قبل على أصلٍ ربوي.
﴿وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا﴾ لا ينهاهم الرب -عز وجل- عن ترك التعامل بالربا فيما يُسْتَقبَل من أمرهم، وإنما يأمرهم بإلغاء العقود التي كانت مبنية على الربا قبل نزول الآية.
أعلن الله الحرب على آكِل الربا
ثم هددهم الله -عز وجل- تهديدًا تكاد تتصدع منه القلوب وتفِر من صدورها. فقال الله -عز وجل- ﴿فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾.
فقل لي بربك؛ يا أيها العبد الضعيف الذليل الفقير؛ هل لك طاقة بأن تخوض حربا ربك هو الذي يحاربك؛ ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي يحاربك؟
﴿وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ﴾. يبين الله -عز وجل- أن أوامر الشرع الكريم هي العدل كلها. وأن مخالفة الشرع الكريم هو الظلم كله. ولذا قال الله -عز وجل- مبينا الفارق بين أوامره -سبحانه- وبين أهواء الشياطين؛ أن أوامر الرب -عز وجل- لا ظلم فيها ولا بخس.
﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾؛ يبين الرب -عز وجل- العلاج الشرعي لمن تورط في الربا. فيأمر الرب -عز وجل- ويُرَغِّب في استيفاء الحقوق التي تكون من رأس المال، بأن يُنْظِر الأخ أخاه إذا كان معسرا.
فأمر الرب -عز وجل- بالإمهال إلى حال اليُسْر أولا.
ثم ذكر الرب -عز وجل- المقام العالي والرفعة السابقة، وهي إسقاط الدَّين كله، فقال -سبحانه وبحمده– ﴿وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
ثم هدد الرب -عز وجل- عباده تارة أخرى. فختم الله -عز وجل- الآيات بقوله ﴿وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾.
فإذا ما استحضر العبد هذا المعنى؛ وهو أنه مهما كدَّس من الأموال ومهما تراخت به السنون والأعوام، فإنه راجعٌ إلى ربٍ عذابه شديد وبأسه شديد. قطع اليد من أجل درهمٍ من المال؛ ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ﴾.
إذا كان هذا الرب الذي قطع اليد في درهمٍ من المال يعلم العبد أنه مقبل عليه مهما تراخت به الأعوام والسنون؛ فكيف تقرُّ له عين؟ وكيف يفرح له قلب بدرهمٍ يكسِبه من الربا؟
نسأل السلامة والعافية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد؛ فإن شريعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاءت ناهية عن الربا، ومُلخصه هو أن كل قرضٍ جر نفعا فهو ربا. فكل قرضٍ يقترضه العبد أو يقرضه غيره يجر عليه نفعا يكون ربا منهيا عنه.
الحكمة من تحريم الربا
ومن مقاصد الشريعة في النهي عن الربا هو ألا يكون المال في يد صنف من الناس وحدهم. وإنما مقصَد الشريعة أن يكون المال متداولا بين أصناف الناس، كما قال الله -عز وجل- ﴿كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ﴾. فالشريعة جاءت بإشاعة المال بين أصناف الناس. والربا صنيعة مخالفة لهذا المقصد العظيم الجليل التي جاءت به هذه الشريعة.
وبيان ذلك؛ أن صاحِب المال إذا ما أقرض غيره مالا، وجَرَّ هذا الإقراض عليه نفعا؛ يكون المال بيد المُقرِض وحده، يؤديه إلى المقترض. فلا يكون في البلد أصناف من التجارات والصناعات والزراعات والمباني ونحوها. وإنما يُسْتثمر المال في هذه الأصناف الربوية.
يؤدي الغني مالا إلى الفقير على أن يؤدي الفقير المال إلى الغني أضعافا مضعَّفة، على أن يمهله زمنا معينا. فيكون أصحاب المال تجاراتهم ومرابحاتهم كلها في هذه الأصناف الربوية. وأما التجارات الحقيقية، والصناعات والزراعات فتضمحل وتنقص في ديار الإسلام. ويبقى هذا الصِنف الواحد.
فتكثر حينئذ البطالة، وتقل الموارد من المباني والزراعة ونحوها. فتقل حينئذ الأشياء التي يحتاج إليها الناس.
فإذا ما قلت بسبب إعراض التجار عن أصناف هذه التجارة المباحة إلى أصناف الربا؛ إذا ما قلت هذه الأصناف وكثر عليها الطلب غَلَت وارتفعت. فيؤدي ذلك إلى نقص الأموال في أيدي الناس، بسبب احتكار الأغنياء للأموال عن طريق التعامل بالربا وتقل الحاجات التي يحتاج إليها الناس من المطاعم والمشارب بسبب أعراض التجار عن التعامل بهذه التجارات المباحة. فيقع الناس حينئذ في أمر مريج.
ولذا؛ كان فقه الصحابة -رضوان الله عليهم- أنهم كانوا يقولون: ما طلب أحدٌ الكثرة بالربا إلا كان عاقبة أمره إلى النقص.
ولذا كان من قول نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم- في أعظم مشهدٍ في أعظم مكان؛ في يوم النحر، في الحديث الذي أخرجه الترمذي في صحيحه- قال «ألا وإن كل ربا في الجاهلية موضوع، لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون غير ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله».
فلما قام ذلك المجتمع على هذا النوع من ترك الربا، وعلى التعامل بالإقراض الحسن وإنفاق الزكوات. وصل به الحال في عهد عمر بن عبد العزيز ألا يجد في المسلمين فقيرا يؤدي إليه زكاة المال.
ولما ضيَّع المسلمين أمرهم وضيعوا كتاب ربهم وسنة نبيهم؛ فصار جمهورهم يتعاملون بالربا، علموا ذلك أم لم يعلموه، أم أرادوا ألا يعلموه. غالب معاملاتهم ربوية.
فتعلموا ذلك، وعلموه الناس، وعلموه من تعرفوه من ورائكم ممن يتورطون في هذه المعاملات. فإن سلفكم -رضي الله عنهم- كانت لهم المقامات الفاضلة في ذلك.
فربما قيل لهم إن فلانا صيرفي -أي يتعامل في بيع الذهب والفضة ونحو ذلك- لم يرتضوا أن يستظلوا بظل بيته. يقولون: لأن هذا الصِنف من الناس يبعُد ألا يتعامل بمعاملة ربوية.
تعلموا دين الله عباد الله، تعلموا سُنَّة نبيه -صلى الله عليه واله وسلم- فإنها فيها ذكركم، وفيها شرفكم، وعزكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كانت هذه خطبة مكتوبة عن الربا، ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور صهيب بن صقر -حفظه الله-.