إن من واجِب الإمام والخطيب والواعِظ توعية المجتمع بما يشيع من مظاهر سلبية. وهنا نوفِّر خطبة جمعة مكتوبة عن مسألة الناس وظاهرة التسول التي راجت وشاعت في المجتمعات والبلدان العربيَّة؛ مما تسبَّب في أضرار اجتماعية واقتصادية وأمنية.
هنا؛ وكعادتنا في ملتقى الخطباء وصوت الدعاة بموقع المزيد، نوفر لكم هذه الخطبة كمزيد عون للخطباء لإعداد خطبة قويَّة لهذا الموضوع. ولا عجب أن في بلداننا العربيَّة: السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت، عمان، قطر، اليمن، الأردن، سوريا، لبنان، فلسطين، العراق، مصر، المغرب، ليبيا، تونس، الجزائر، السودان، موريتانيا.. نجِد هذه الظاهرة -للأسف- متفشية، وتحتاج لتوجيه الوعي بها.
مقدمة الخطبة
الحمد لله، نحمدك ربي ونستعينك ونستغفرك ونستهديك. ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله. نشكرك اللهم ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يكفرك.
اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد. نرجوا رحمتك ونخشى عذابك فقنا عذابك يوم تبعث عبادك.
وأشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله. أشهد أنه قد بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح لهذه الأمة. حتى كشف الله به الغُمة. فتركنا على البيضاء؛ ليلها ونهارها سواء. لا يزيغ عنها إلا هالك. فصلوات ربي وتسليماته عليه.
ومما زادني شرفاً وتيهاً — وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي — وأن صيَّرت أحمد لي نبيا
اللهم اجزه عنا خير ما جزيت رسولا عن رسالته. اللهم أجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته. اللهم أجزه عنا خير ما جزيت داعية عن دعوته.
ثم أما بعد.
يا من يرى ما في الضمير ويسمع — أنت المعدّ لكل ما يتوقع
يا من يرجّى للشدائد كلها — يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول كن — امنن فإن الخير عندك أجمع
ما لي سوى فقري اليك وسيلة — وبالافتقار إليك فقري أدفع
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة — فلئن طردت فأي باب أقرع
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه — إن كان فضلك عن فقير يمنع
حاشا لمجدك أن تقنِّط عاصيا — الفضل أجزل و المواهب أوسع
نظرة الإسلام للفقر
الإخوة والأحبة في الله. إن هذا الدين اعتنى بالإنسان اعتناء عظيما. وقد شَرَعَ له شرائِع عديدة يمُر بها في مراحل حياته. وقد علِمت الشريعة أن الإنسان ربما غني أو افتقر. أي تمُر به لحظات من حياته فيكون غنيًا، وللغنى كذلك ضوابط وله أمور يعتني بها أهل المال. وكذلك الفقر؛ إذا نزل بسوح القوم فإن العبد له شريعة ودين ينضبط بها.
ولك أن تعلَم بأن الفقر والعَوز أمر غير مطلوب في شريعتنا. إذ أن الإسلام حثّ العبد على العمل والكسب حتى لا يكون عَالة على غيره. لم تكن في ديننا الرهبانية؛ أن يترهَّب العبد في مصلاه يسأل ربه ولا يكسب الرزق الحلال؛ أبدا. وإنما كان الرسول ﷺ يعمل بكسب يده، حتى يطعم عياله الطعام الحلال.
وهذا هو قائد هذه الأمة؛ علَّمنا ذلك، بل كان يستعيذ من الفقر. وقرن استعاذته بالكفر مع استعاذته بالكفر. كان يقول «اللهم إن أعوذ بك من الكفر والفقر». لأن الفقر والعوز أمر من الأمور الصعبة التي يصعب على الإنسان أن يتحملها.
فمن الناس من إذا افتقر أجْرَم -أي صار مجرما- يأكل أموال الناس، بل ويخيف السبيل ويقطع الطريق. وكان دافعه الفقر؛ فالفقر أفسده.
لذلك الكسب الحلال هو طريقُ العبد لأن يُغني نفسه من الناس ومن العوز ومما يتعرضه العبد إذا افتقر.
وكان من وصايا لقمان الحكيم لابنه؛ يقول: يا بني استعن بالكسب الحلال على الفقر، فإنه ما افتقر عبد إلا وأصيب بثلاث خصال: رِقة في دينه، وخفة في عقله، وضياع مروءته.
إذا أصاب الإنسان الفقر فإنه لا ينجو من هذه الثلاث خصال.
ومن عجيب ما وجدت في مناهج أطفالنا وهُم يُدرسون في مادة الفقه والعقيدة هو خطأ في تعريف الفقر. عندما عرفوا الفقير عرفوه بتعريف المسكين. وعندما عرفوا المسكين عرفوه بتعريف الفقير. فقالوا في المنهج بأن الفقير هو الذي لا يملك قوت عامِه. وأن المسكين الذي لا يملك قوت يومه. والتعريف معكوس. بل بالعكس؛ الفقير هو الذي لا يملك قوت يومه، والمسكين هو الذي لا يملك قوت عامه.
وما كان النبي يسأل ربه الفقر؛ بل استعاذ منه. لأن الفقر والعوز أمر صعب.
ظاهرة التسول
لذلك؛ من مُخرجات الفقر ما يظهر الآن في مجتمعاتنا من جرائم وجرائر وسرقات. من مخرجات الفقر ما يظهر الآن في مجتمعاتنا من تسول الذي أصبح -للأسف- ظاهِرة تضرب هذا المجتمع. هذا المجتمع الذي عُرِف بالنسيج الاجتماعي القوي الذي أخذوه من كتاب الله ومن سنة رسول الله ﷺ.
إذا ظهر التسوّل ظاهرة في قوم فهذا ينذر بخِفة في الرابط الاجتماعي. كيف يحتاج الناس وبينهم الخوال والأعمام والإخوان، وفيهم الموسر الذي له مال ربما يعجز عن عده! كيف يحتاج الناس ويصابون ببعض العوز وهنالك الأسر الممتدة!
لذلك ظاهرة التسول ظاهرة تُعْجِز الناس في الدراسة والتمحيص. إذا أنَّ منهم من أخرجه الفقر، وأخرجته الحاجة. فهو في الأصل كريم لا يمُد يده إلى الناس. ولكن عندما غُلِّقت في وجهه الأبواب وأوصدت أمامه الطرق لم يجد الطريق إلا أن يسأل إخوانه المسلمين. يمُد يده إليهم وهو في كامِل حزنه وحيائه منهم. ولكن دُفِع للحاجة. الحاجة مرة؛ بل من أعظم أنواع الحاجة مرارة هي التي تكون من العيال. إذا مرض الابن ولم يستطع الوالد أن يجمع ثمن الدواء ربما تعرض لما تعرض من أسباب الامتهان والإذلال والاحتقار. حتى يُحَصّل المال الذي يطبب به هذا الغلام.
قصة إبراهيم بن أدهم مع الفقر
عندما ألمَّت بإبراهيم بن أدهم الحاجة. وكان لا يسأل الناس؛ رجلٌ عالم من علماء السلف. ابتلاه الله بنقص الزاد والطعام في بيته ذات يوم. كان يتودد له الأمراء، ويتودد له السَّاسة والتجار. ألك حاجة؟ فيقول: ليس لي حاجة. ألك حاجة فنقضيها لك؟ هكذا يتوددون له وهو يستغني عنهم بالله ﷻ.
وفي يوم قد بلغ بهم الجوع مبلغا. وكانت البنت الصغيرة تتلوّى في البيت من شِدة الجوع، وهي تبكي، تقول: الطعام يا أبتي.. الطعام.
فبكى، وخرج من على بيته وهو يرى حوجة الأهل وما بهم وما عليهم.
قال: وخرجت أقصد تاجرا من التجار. كان كثيرا ما يتودَّد إليّ ويسألني قضاء حاجتي.. فقد أتت الحاجة.
قال: وفي طريقي، مررت ببيت الله ﷻ. فتركت مشواري الذي ذهبت إليه. فدخلت وتوضَّأت وصليت لله ركعتين وسألته أن يغنيني. ثم اضطجعت. فنِمت. فسمعت منادٍ يناديني في نومي، يقول: يا إبراهيم أتدل الناس على الله وتنساه؟ يا إبراهيم أتدل الناس على الله وتنساه؟
قال: ففزعت وقلت والله لا أسألنّ غير الله.
فبكى في حضرة الله، وتذلل في جناب ربه. وهذا هو عين العِز.
قال: فعدت إلى داري من غير أن أذهب إلى المكان الذي أردت. فلما فتحت الدار، فإذا بالدار ملأت بالطعام. فسألت الأهل: من أين أتى ذلك؟ قالوا: هذا فلان -هو نفسه التاجر الذي أراد أن يذهب إليه-.
ساقه المولى ﷻ من غير سؤالٍ فيه مذلّة له وللعلم الذي حمله.
قالوا: وقد أقسم عليك ألا ترُد منها شيئا.
فسؤال الله ﷻ هو عين العز. وسؤال غير الله ﷻ هو عين الذل. هذا للذي يسأل الناس فيما يستطيعونه. كالذي افتقر وذهب إلى غنيّ. أو مريض وذهب إلى طبيب، أو غير ذلك. فما بالك بالذي يسأل الأموات؟ يذهب إلى الأضرحة والبيانات ويسأل الميت الذي تحتها طعاما أو شرابا أو صحة وعافية؛ هذا أضل من ذلك. إذا أنه وقع في شركٍ أكبر مُخرج من الملة.
سؤال غير الله ﷻ فيما لا يستطيعه إلا الله. هذا أمرٌ من الصعوبة بمكان. هو شرك بالله ﷻ.
لذلك؛ يفرز الفقر هذه الأشياء. يخرج الناس من كرائم البيوت إلى سوح السآلة وسوح التسول. بل من الأمر العجيب أن تجد من بينهم كبار للسن، طاعنين. أين أبناؤهم؟ أين أحفادهم؟ إن كان الأمر فيه عوز وحاجة. لماذا لا يخرج أولئك ويخرج هذا الطاعن كبير السن؟ وتجد من بينهم نساء منهن في مقتبل العمر. أي يمكن لضعاف النفوس أن يستغلونهم الاستغلال السيء.
ولذلك؛ انظر إلى حديث الذين آواهم المبيت إلى الغار. أن رجل قال: كانت لي ابنة عمٍ، وكنت لها محب. فألمت بها حاجة. هذه الحاجة أحبابي الأفاضل ربما لأجلها تُهتك الستور، حتى تُشْبَع هذه الحاجات. قال: فاتتني، فقلت: والله لا أعطيكِ حتى تمكنيني من نفسك. حتى جلست منها مجلس الرجل من زوجته؛ فقالت: يا هذا اتق الله. ولا تفض الخاتم إلا بحقه.
قال: فقمت منها، والله ما قمت إلا خوفا من الله. اللهم إن كنت فعلت ذلك خوفًا منك ورجاء لثوابك ففرج ما نحن فيه.
شاهِدنا من الحديث أن الذي أخرج هذه الفتاة وهي في مقتبل العمر؛ الحاجة، الفقر، العوز. هو الذي أخرجها.
لذلك إذا كان في المجتمع ضِعاف نفوس يستغلون أمثال أولئك لصار الشر أعم. لذلك -يا أحبابي الأفاضل- هذا أمر جد خطير؛ أن يصير التسول سُنَّة في مجتمعات المسلمين. وأتعجَّب إلى وزراء ورؤساء تشبع بطونهم بالطعام الدسم ويركبون السيارات الفارهة، وفي من يعولون من لا يجد طعاما ولا شرابا.
كان عمر عندما يوزع الطعام على أهل المدينة لا يأكل يأكل آخر طفل من أطفال المدينة. تُغرغر بطن أمير المؤمنين؛ يقول: غرغوري كيف شئتِ فوالله لن تشبعي حتى يأكل آخر طفل من أطفال المدينة. حتى يأكلوا جميعا. ثم يأكل أمير المؤمنين.
أما الآن في زمنٍ صار يتسلَّط على المسلمين ضِعاف النفوس وأخِفَّاء الدين مما لا يرعون للمسلمين إلا ولا ذمة. يشبعون هُم ويطيعون المواطن، ويعرضونه إلى تكفف الناس. ووزارات تُعنى بمثل هذا كوزارة الرعاية الاجتماعية وكهيئة الزكاة. إذا ذهب إليهم المحتاج أذلّوه في صفوف طويلات وذهاب وإياب حتى يعطوه حِفنة يسيرة من حوجته.
إذا جار الأمير وحاجباه — وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل — لقاضي الأرض من قاضي السماء
أين يذهب أولئك؟ أين يذهب أولئك من الله عَز وجل؟ وقد اضطروا أبناء المسلمين -أغلبهم- إلى الهجرة وترْك البلاد؛ في بلد له كثير كثير من الكنوز التي بها يمكن أن يصعدوا إلى مصَاف الدول المتقدمة. وأبناؤه يسألون في الطرقات. يتسوَّلون؛ ونهت الشريعة عن هذا الأمر.
كيف حارب الإسلام التسول
لذلك -يا أحباب- قال النبي ﷺ «لا يزال العبد يسأل الناس، حتى يأتي الله عز وجل يوم القيامة وما على وجهه مزعة لحم». أي أن الشريعة نهت عن السؤال وعن مسألة الناس وعن التسوّل. وكان في مجتمع المدينة فقراء؛ كأبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- وغيره من أصحاب الصُّفّة. أهل الصفة الذين يسكنون المسجد لم يكن لهم طعام ولا زاد. لكنهم لم يكونوا يسألون الناس أبدا.
إذ إن مجتمع المدينة مجتمع مترابط. يسأل الغني فيه عن الفقير. مدينة رسول الله ﷺ. فإذا لم يسأل عنهم الناس، ولم يعرفوا حاجتهم؛ تعرَّف عليها نبينا عليه أفضل صلاة وأتم سلام.
ودونكم حديث أبي هريرة -حديث اللبن- عِندما قال: خرجت ألتمس الطعام، فذهبت إلى عمر أسأله الآية؛ وما الآية أريد. لماذا لا يسأل مباشرة الطعام؟ لأن حكى عنهم ﴿لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾. لا يسألون الناس؛ لم تكن هذه صفتهم.
قال أبو هريرة: كنت أُصرع في عهد رسول الله ﷺ. وما يصرعني إلا الجوع.. يقع مغشيا عليه من شدة الجوع.
لكن انظر إلى ذلك المجتمع؛ عندما جاء الصحابة عند حفر الخندق يشكون للنبي ﷺ الجوع. قالوا: يا رسول الله نربط الحجر في بطوننا من شِدة الجوع. فكشف النبي ﷺ عن بطنه وهو يربط بدل الحجر حجرين.
هكذا كان نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم السلام. لا يشبع هو ويذر الناس. لذلك عندما جاء اللبن في حضرة أبي هريرة قال النبي لأبي هريرة: «يا أبا هريرة؛ أكل أهل الصفة؟».. بِضع وثلاثون رجل! يسأل عنهم النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما حضر عنده الطعام، وهو يعلم أولئك الفقراء. قال: ما أكلوا يا رسول الله؟ قال «اذهب وادعهم». قال: يا رسول الله؛ ألهذا الإناء؟ قال «نعم». فهذا الإناء كانت فيه بركة رسول الله ﷺ.
وكذلك أهل الخندق عندما دعاهم صحابي دعا النبي وبعض الناس فصَاح النبي في أهل الخندق أن هلم إلى الطعام؛ فأكلوا جميعا ببركة رسول الله ﷺ.
بل تحذر الشريعة من عدم تفقد الجيران. يقول رسول الله ﷺ «ما آمن بي من بات شبعانَ و جارُه جائعٌ إلى جنبِه و هو يعلم به». لا يُمكن أن يحتاج الجار وتُملأ بطوننا بالطعام. بل نفاياتنا مليئة بالطعام. النفايات مليئة بالطعام الذي فاض عن حاجتنا، والنبي علَّمنا «من كان له فضل من زاد ، فليعد به على من لا زاد له».
فمن كان له فضل زادٍ؛ وفضل الزاد موجود، والفقراء موجودون، أهل العوز موجودين؛ كل أولئك. ولكن ما كلفنا أنفسنا أن نبحث عنهم وأن نتفقدهم؛ ثم إذا جاءوا وسألونا؛ البعض يتمعَّر.. أفي كل يوم أناس يسألون؟ ماذا فعلت أنت لتخفف عن وطأة أولئك؛ هل تعلم حالهم؟ اطلعت على أحوالهم؟
إذا لا خير عندك تهديه ولا مال؛ فليُسِعد النطق إن لم يسعد الحال.. هذا في حقهم. أما في حقك أنت؛ مهما ألمَّت بك الملمات، ونزلت بسوحك المعضلات. إياك أن تُعَرض نفسك إلى سؤال الناس مهما كان.
قال النبي ﷺ «ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة يسأل الناس إلا فتح الله عليه باب فقر». أي أن سؤال الناس هو طريقك إلى الفقر.
سل الله ﷻ. قال المولى ﷻ ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا | وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾. فإذا نزل بالإنسان شيء فإنه يقول: ربما تُفرج من هذا الجانب، أو من هذا الجانب. فيُعدد طرق الفرج، فعندما يأتي الفرج لهذا الذي اتقى ربه من غير هذه الطرق التي عدها بطريق لم يحسب له حساب. لأنه من رب الأرباب. من الله ﷻ.
لذلك يا عباد الله؛ التسول أفرزه هذا الوضع الاقتصادي المؤلِم. وفي كل يوم نجد سؤالا ثم سؤالا ثم سؤال. مرضى من الأفضل أن يكونوا في الأسِرَّة البيضاء؛ لم في تلك الأسرة، ولم يتنعموا بالرعاية الطبية لارتفاع سعر الدواء، ولكثير من الأمور؛ ذهبوا ليسألوا الناس حتى يُطَببوا أنفسهم. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أحبائي؛ مُجتَمع المسلمين من المفترض أن يكون مجتمع الجسد الواحد «مثل المؤمنين في توادهم ، وتراحمهم وتواصلهم بمنزلة الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
أسأل الله العلي القدير بمَنه وفضله وكرمه أن يعيننا على الخير. وأن يبعدنا من الشر أنه جواد كريم.
أقول ما تسمعون؛ وأستغفر الله لي ولكم ولسائِر المسلمين من كل ذنب فيا فوز المستغفرين.
كانت هذه خطبة جمعة مكتوبة جاهزة عن موضوع: مسألة الناس وظاهرة التسول. ألقاها فضيلة الشيخ ابراهيم محمد ابراهيم؛ حفظه الله وجزاه خيرا.
قدَّمنا أيضًا من قَبل: خطبة عن التسول.. مكتوبة ومعززة بالآيات والأحاديث والمواعظ الحسنة
نأمل أن تنتفعوا بكل ما نوفِّره لكم من خطب مكتوبة، وألا تنسونا من صالح الدعاء.