ذلك شهر يغفل الناس عنه؛ هكذا وصف نبينا المجتبى ﷺ شهر شعبان. وبهذا نبدأ ما في جُعبتنا -أو قُل صفحتنا- من عِظات وإرشادات. مُتمثّلة في خطبة جمعة تنتظر المغتنمون.
ألقى هذه المنبريَّة الشيخ سالم الجزائري، لعلَّكم تعرفونه جيدًا! وقد عملنا على توفيرها لكم هنا مكتوبة؛ حتى يسهل عليكم الاطلاع عليها، أو حفظها، أو طباعتها. الغاية أن يتحقَّق النَّفع..
مقدمة الخطبة
الحمد لله على إمداد أعمارنا، وعلى أمان ديارنا، وعلى العز في إسلامنا، وعلى الرضا والقناعة في قلوبنا، وعلى غيث أرضنا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المنَّان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله للإنس والجان، صلى الله وسلم عليه ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعد.. فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أَيُّها المؤمنون؛ اتَّقوا الله حق التقوى، وأحسنوا إنَّ الله يحب المحسنين.
الخطبة الأولى
قال طلق بن حبيب –رحمة الله–: التقوى أن تعمل بطاعة الله على نورٍ من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخافُ عقاب الله.
عباد الرحمن، إنَّ النفوس تحتاج إلى ترويض وتهيئة وتمهيد لتقوم بما أمرها الله ﷻ؛ من فرض الصلاة وفرض الزكاة وفرض الصيام وفرض الحج، وهي أركان وأصول تُبنى عليها الشَّريعة، فكان على المؤمن أن ينظر إلى تلك الشَّرائع والأركان نظرة إجلال وتقدير وتعظيم، فلذلك يجب على المؤمن أن يتهيأ للعبادات للقيام بها على أكمل وجه..
فمن حكمة الله ﷻ أن جعل من التهيئة لهذه الصلوات الخمس المفروضة التي هي صلة بين العبد وربه = سننا سابقة لها نصليها كتحية المسجد والرواتب السابقة لها؛ وذلك لتهيئة القلب وحضوره الحضور التام للفريضة، ثم شرع له بعد ذلك من النوافل ما يكمل به النقص الحاصل.. وهكذا في سائر العبادات.
فقد فرض الله ﷻ صوم رمضان، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة]، ومما يكون تهيئة لصوم رمضان صوم شعبان، جاء في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ –رضي الله عنها–، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ.
هكذا كان النبي ﷺ يمرن نفسه ويهيئها للصيام، فإذا جاء الصيام الفرض كانت النفس قد تهيأت واستعدت.
وقد كان سلف الأمة الصالح يعقلون هذا ويدركونه، فينشطون للعبادات وقراءة القرآن في شهر شعبان حتى تتمرن النفوس وتتعود؛ ولذلك سُمِّي هذا الشهر –شهر شعبان– في كلام كثير من السلف شهر القرآن، ولذلك كانوا يُقبلون على قراءة القرآن فيه استعدادًا للقراءة التي تكون في رمضان. وأما حال كثير من الناس اليوم فإنّهم عكسوا الأمر فهم يستعدون لرمضان؛ لكنهم يستعدون له بالأطعمة وادخار أنواع القوت الذي يُشغل كثيرا عن طاعة الله ﷻ، ويشغل النساء بالإعداد والتهيئة، ويملأ البطون بما هو خلاف مقصود الصيام؛ فإن مقصود الصيام أن يذوق الإنسان الجوع فيتخفّف بذلك من شهوة النفس وحظها فيُقبل على طاعة رب العزة والجلال والقيام بحقه.
وعندما سأل أسامة بن زيد –رضي الله عنه– نبينا المصطفى ﷺ؛ وقال له: يا رسول الله! لم ارك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان؟! قال ﷺ «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».
أيها المؤمنون إن شهر شعبان شهر مبارك فيه هذه الشعيرة العظيمة التي كان رسول الله ﷺ يخصه بها وهو صوم النفل والتطوع، تهيئة لرمضان، فهيئوا قلوبكم لاستقبال الشهر بالطاعة والإحسان، وهيئوا قلوبكم حتى إذا جاء شهر رمضان تكون أجسامكم تعودت وألسنتكم قد تذللت بقراءة القرآن والقيام بفرائض الله ﷻ وشرائعه.
أما إن بقي يوم أو يومين من شعبان فقد كره الصيام إلا لمن كان له عادة بصيام أيامٍ معتادة لحديث الشيخين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه– اللهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمٍ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا، فَلْيَصُمْهُ».
أما حديث أبي هريرة عند أصحاب السنن: «إذا انتصف شعبان فلا تصوموا»، فهذا الحديث قد استنكره جماعةٌ من الحفّاظ الكبار كأحمد ابن حنبل وأبي زرعة الرازي وأبي داود السجستاني، فالحديث ضعيف لا يصح، فلا يُكره الصيام بعد منتصف شعبان.
أيها المؤمنون؛ أما ليلة النصف من شهر شعبان فلم يثبت في فضيلتها حديث، فليست محلا للقيام كما أنّ يومها لا يخصّ بصوم خاص؛ بل من صامه في جملة صيام شعبان أو صامه لأنه من الأيام البيض كان موافقا للسنة؛ لكن من صامه تخصيصا له بأنه هو اليوم الذي تُقضى فيه الأقدار أو اليوم الذي يطلع الله فيه على أعمال الخلق فيغفر لمن شاء إلا المشرك والمشاحن، فلا دليل صحيح عليه، «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى».
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكُم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حق حمده، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، نشهد أنّه بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه اليقين صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد؛ فأوصيكم عباد الله بتقوى الله.
أيها المؤمنون القرآن كلام الله، تكلم به حقيقة، فالفرق بين كلام الرب ﷻ وكلام المخلوقين كالفرق بين الخالق والمخلوقين، فلنملأ أوقاتنا بقراءته؛ فقراءته تجارة مع الله ﷻ؛ قال ﷻ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾ [فاطر].
والقرآن يأتي شفيعا يوم القيامة لمن يقرؤه؛ ففي صحيح مسلم عَنْ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ»، «اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا»، «اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَهُ». قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ: السَّحَرَةُ.
ولقراءة القرآن آداب:
- مِنْهَا أَنْ يَتَعَوَّذَ القَارِئُ قَبْلَ القِرَاءَةِ، وأكمل المأثور [أعوذ بالله من الشيطان الرجيم]، وَأَنْ يَكُونَ عَلَى طَهَارَةٍ كَامِلَةٍ، وَذَلِكَ وَاجِبٌ إِنْ حَمَلَ المُصْحَفَ عند الجمهور ونُقل إجماعًا، وَمَنْدُوبٌ إِنْ قَرَأَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ.
- وَمِنْهَا أَنْ يَكُونَ حَاضِرَ القَلْبِ، يَتَدَبَّرُ مَعَانِي مَا يَقْرَؤُهُ لِيَحْصُلَ لَهُ بِهِ كَمَالُ الْاتَّعَاظِ، وَزِيَادَةُ الفَهْمِ، وَمُضَاعَفَةُ الأَجْرِ وَالثَّوَابِ، وَمَنْ لَمْ يَفْهَمِ الْمَعَانِيَ –بَلْ يَقْرَأُ مُجَرَّدَ تِلَاوَةِ– فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ وَيُثَابُ ؛ لأَنَّ القُرْآنَ الْكَرِيمَ مُتَعَبَّدٌ بِتِلَاوَتِهِ، فَمُجَرَّدُ تِلَاوَتِهِ عِبَادَةٌ يُتَابُ عَلَيْهَا، وَفَهُمُ المَعَانِي وَالتَّدَبَّرُ أَمْرُ آخَرُ يُثَابُ عَلَيْهِ ثَوَابًا زَائِدًا على ثَوَابِ التَّلَاوَةِ.
- وَمِنْهَا أَنْ يَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ إِنْ أَمْكَنَهُ.
- وَمِنْهَا أَنْ يَكُونَ جَالِسًا إِنْ أَمْكَنَهُ لتعظيم القرآن الكريم.
- وَمِنْهَا التَّرْتِيلُ فِي القِرَاءَةِ، حَتَّى تَكُونَ القِرَاءَةُ مُفَسَّرَةٌ حَرْفًا حَرْفًا. والترتيل الكيفية التي أُمر النبي ﷺ أن يقرأ القرآن بها.
- وَمِنْهَا أَنْ يَقْرَأَ فِي المُصْحَفِ، وَلَوْ كَانَ يَحْفَظُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِ؛ لَعَمَل السَّلَفِ بذلك، فعمل الصحابة والتابعين فمن بعدهم على أن القراءة بالمصحف أفضل.
- وَمِنْهَا أَنْ يَكُونَ فِي مَحَلَّ طَاهِرٍ لائِقِ بِحُرْمَةِ القُرْآنِ الكَرِيمِ، بَعِيدًا عَنِ الرَّوَائِحِ الكَرِيهِةِ، وَعَنِ المَوَاضِعِ الخَسِيسَةِ.
- وَمِنْهَا أَنْ يَسْتَحضر آدَابَهُ وَأَخْلَاقَهُ الَّتِي تَمُرُّ بِهِ عِنْدَ التلاوة، وَيَنْوِيَ التَّخَلُقَ بِهَا حَتَّى يَكُونَ مُقْتَدِيًا بِرَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَدْ كَانَ خُلُقَهُ القُرْآنُ كَمَا فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ.
- وَمِنْهَا أَلَّا تَمُرَّ بِهِ آيَةُ رَحْمَةٍ إِلَّا سَأَلَ اللهُ الرَّحْمَةَ، وَلَا آيَةً عَذَابٍ إِلَّا اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ مِنَ العَذَابِ، ولا آية تسبيح إلا سبح الله وعظمه.
- وَمِنْهَا أَنْ يَتَجَنَّبَ التَّكَلُّفَ فِي الصَّوْتِ حَالَ القِرَاءَةِ.
واعلموا –رحمني الله وإياكم– أنَّ الله ﷻ أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنّى بملائكته، فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب].
فاللَّهُمَّ صَلِّ وسلم عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
الدُّعـاء
- اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين.
- اللهم بلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام إيمانًا واحتسابًا.
- اللهم بلغنا رمضان، وارزقنا فيه ما تحب وترضى يا رب الأرض والسماء.
- اللهم بلغنا رمضان، ورازقنا فيه صالح الأعمال، يا أكرم الأكرمين.
- اللهم اجعلنا من المحبين لكتابك، المتأثرين بكلامك يا أرحم الراحمين.
- اللهم إنا نسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى.
- اللهم نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.
- اللهم نعوذ بك أن نَضل أو نضل، أو نَزل أو نُزل، أو نظلم أو تُظلم، أو نَجهل أو يُجهل علينا.
- اللهم فرج كرب المكروبين، ونفّس هموم المهمومين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين.
- اللهم نسألك صلاحًا في أنفسنا، وصلاحًا في أهلينا، وصلاحًا في أولادنا، وصلاحًا في علمائنا، وصلاحًا في ولاتنا، أنت أرحم الرّاحمين.
- اللهم تقبل توبتنا، وثبت حُجّتنا، واغسل حوبتنا، واغفر زلتنا، وأقل عثرتنا يا ذا الجلال والإكرام.
عباد الرحمن ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النَّحل]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه يزدكم، ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
المزيد من خطب الجمعة عن شهر شعبان
لا يزال عقلك وفؤادك، وأوراقك بحاجة للمزيد من الخُطَب؟ حسنًا، لا تقلق يا رفيق الكِفاح؛ فلديّ هنا بعض الخطب المنبرية، المكتوبة، حول شهر شعبان. فما رأيك أن تشاركني الاطلاع!
- ↵ خطبة عن فضل شهر شعبان «الصحيح والضعيف»
- ↵ خطبة جميلة عن شهر شعبان وليلة النصف من شعبان
- ↵ خطبة قصيرة عن شهر شعبان… هدي النبي قبل رمضان
والله وليّ التوفيق.. ونلقاكم في مزيد من الخُطب، حول رمضان؛ وما أدراك ما رمضان!