نعم؛ إن الشّغل الشاغل هو ذاك. وها نحن بدورنا نسوق إليكم خطبة عن شبابنا والمخدرات. نُبيّن من خلالها أهمية حفظ الضروريات الخمس؛ ومنها نعمة العقل. ثم نُرَكِّز على بيان خطورة هذه المخدرات والمسكرات بشتّى أنواعها. كما ونُحَذّر من التستر على مهربيها ومروجيها ومتعاطيها؛ بل ونُنَبّه إلى ضرورة الإبلاغ عن هؤلاء. ثُم نُبرِز دور المجتمع ورجال الأمن والجمارك في مكافحة هذه الآفة الخطيرة والتصدي لها.
مقدمة الخطبة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا | يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.
أما بعد، عباد الله؛ فإن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهَدي هدي نبينا محمد ﷺ. وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الخطبة الأولى
أما بعد، أيها الإخوة المسلمون؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- أنزل لنا خير الكتب. وشرع لنا أحسن التشريع. وأرسل إلينا أفضل الرسل، هو محمد ﷺ. فكانت هذه الشريعة شريعة اليُسر والسّماحة والرَّحمة. ليس فيها التشديد، وليس فيها الأغلال والآصار التي كانت على من كانوا قبلنا.
لذلك؛ فالمؤمن يفرح بهذه الشريعة، ويفرح بهذا الدين، ويفرح بهذا النبي، ويفرح بربه ﷻ ﴿فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾.
عباد الله؛ إن ما من خير إلا دلنا الله -سبحانه وتعالى- عليه. وما من شر إلا حذرنا منه. وما من شيء يقربنا إلى الله إلا نبهنا وحثنا وأمرنا به نبينا محمد ﷺ. وما من شيء يباعدنا عن الله إلا حذرنا ونبهنا عنه ﷺ. لذلك، كان من يطبق شريعة الله في نفسه أولا يعيش في سعادة عظيمة. والمجتمع الذي يطبق شرع الله، والأمة التي تحكم بما أنزل الله، لا شك في أن نصيبها من السعادة أوفر النصيب.
أهمية حفظ الضروريات الخمس
عباد الله، إن الله ﷻ جعل الضروريات الخمس لا يستطيع الإنسان أن يتعداها أو يتعدى عليها أو أن يفرط فيها. جعل الله العقوبات لمن تعدى على هذه الضروريات الخمس: الدين والعقل والنفس والمال والعِرض. لا يجوز لأي إنسان أن يتعدى على ضرورياته فضلا عن ضروريات غيره.
لا أن قتل نفسه ولا أن يقتل غيره. لا أن يتعدى على مال نفسه بالإسراف والتبذير، ولا أن يذهب إلى مال غيره فيسرقه أو يغشه أو يزور أو يأخذه غصبا. ولا يتعدى على عرضه، ولا عرض غيره. وهكذا… شريعة الإسلام جادة في هذه الأمور.
نعمة العقل
ألا وإن من الأمور العظيمة التي قد تهاون بها بعض الناس وهي التعدي على العقل. فإن العقل منَاط التكليف. لا تصح الصلاة إلا بعقل. فالمجنون ليس عليه صلاة. ومن تعدى على عقله فغيبه أو أتلفه فإن الله له بالمرصاد.
يقول الله -تبارك وتعالى- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. علَّق الفلاح باجتناب هذه الأشياء.
ثم ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾.
الله أكبر؛ هذا الشيطان يريد بالخمر أن يُذهِب عقولنا؛ فننتهي عن الصلاة، وننتهي عن ذكر الله، ويحصل بيننا عداوة وبغضاء؛ وذلك بسبب تغييب العقل. فإذا ذهب العقل كان الإنسان كالبهيمة. الحلال عنده حرام، والحرام عنده حلال؛ لا يبالي بما يفعل، لأنه مجنون.
أي بشر يكون ذلك الذي لا يذكر ربه! أي مخلوق ذلك الذي ابتعد عن ذكر الله! يعيش في ظلمة، يعيش في وحشة. بهيمة تمشي على الأرض. لأنه لا يعرف الله ﷻ. والسبب في ذلك الخمر.
يقول الشاعر:
واهجُرِ الخمرةَ إنْ كنتَ فتىً — كيفَ يسعى في جُنونٍ مَنْ عَقَلْ
لعن رسول الله ﷺ في الخمر عشرة. ففي الحديث الشريف «لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، و مبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها». فعشرة ملعونون بسبب الخمر، لأنها أم الخبائث. فهي تُذهب العقل، فيصبح الإنسان كالبهيمة؛ لا يدري ماذا يفعل! يرتكب الفواحش، ويأتي المنكرات. لكن الله له بالمرصاد.
فهذا الإنسان الذي غيّب عقله بفعله لا يكون الفلاح نصيبه والعياذ بالله.
لذلك؛ كان علينا أن نهتم -أيها الإخوة- بأنفسنا، وحتى لا نقع بمثل ذلك الأمر الذي حذرنا الله تعالى منه.
التوعية بخطر المخدرات على الفرد والمجتمع
هذه هي الخمر أم الخبائث؛ فكيف وقد علمنا بانتشار المخدرات والمسكرات التي تأخذ حكم الخمر؛ بل وزيادة! لأن الخمر فيه تغييب للعقل. وأما المخدرات ففيها إتلاف للعقل.
السكران قد يصحو اليوم أو غدا. لكن المتعاطي للمخدرات قد يتلف عقله بنفسه. وقد انتشرت بأنواع كثيرة.
عباد الله؛ أن من أسباب انتشار المخدرات، الصحبة السيئة. وذلك لأن الصاحب ساحب. والنبي ﷺ يقول «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».
إذا خالل وصاحَب صاحب شر وسوء وفساد، كان مثله. يصحبه ويأخذ من عاداته ومن أفعاله المشينة. عند ذلك يكون هذا الإنسان مثل صاحبه في السوء.
والأمر الثاني أن يكون عند الإنسان مشكلات وهموم. ولما كان بعيدا عن ذكر الله ﷻ. فإنه لا يدري أين يذهب، يريد أن يغيب عن هذا المجتمع، عن هذه الدنيا. يريد أن يبحر بعيدا عن مشكلاته وهمومه. فما يجد وسيلة -في نظره- أفضل من أن يغيب عقله بالمخدرات والمسكرات.
فإذا جاءته الصحوة بعد ذلك، رجع همومه وغمومه. ولو أنه ذكر الله ﷻ لأزال الله عنه الهموم، وبدد عنه الغموم ﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾؛ يلازمه هذا الشيطان. لماذا؟ لأنه ليس ذاكرا لله، ولا متبعا لسنة رسول الله ﷺ. فيأمره بكل سوء، ويأمره بكل شر، ويأمره بالمنكرات والفواحش. فيصبح وقودا -والعياذ بالله- لجهنم، لأنه ابتعد عن الله ﷻ.
عباد الله؛ إن المؤمن ليس له إلا الله، يلجأ إليه، ويتوكل عليه، ويستعين به. سبحانه وتعالى هو الذي يقول للشيء كن فيكون. من فقد الله، فماذا وجد؟ ومن وجد الله، فماذا فقد؟
إن وجد الله؛ وجد الغنى، وجد السعادة، وجد التوفيق، وجد القوة، وجد الأمن، وجد الأمان. لأنها كلها بيد الله ﷻ. فالجأ لله -سبحانه وتعالى- في تبديد الهموم والغموم. فإن الله -سبحانه وتعالى- أمرك بالرجوع إليه ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾.
الله أكبر يا عباد الله. هذا المهموم المسكين الذي ما وجد من يدله على الطريق؛ والقرآن كله دلالة على الله، ودلالة إلى الهدى؛ لكنه بعيد عن ذكر الله ﷻ.
ومن الأسباب أيضا -أيها الإخوة- في انتشار المخدرات والمسكرات؛ التفرق الأسري. أن يتفرق الزوج والزوجة، فيطلقها. ونحن نعلم أن الطلاق مشروع، وليس بممنوع، وليس عيبا؛ لأن الحياة قد لا تستمر ولا تستقر إلا بالتفريق بين الزوج وزوجته. وعلى هذا؛ فإن الإنسان لو طلَّق لا ينتقم من زوجته بترك أولاده يهيمون في الشوارع. ولا تنتقم المرأة من زوجها بأن تترك الولد لا حسيب ولا رقيب. فإنهما -أي الزوجان- محاسبون يوم القيامة.
واقرأ قول الحق -تبارك وتعالى- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.
نعم. انظروا إلى هذا الوصف المَهيب من الجبار ﷻ لهذه النار. وصف النار ووصف عظمتها. وقد حذَّر قبل ذلك بترك الأولاد.
﴿قُوا أَنفُسَكُمْ﴾ فعل أمر من الوقاية. يعني قِ نفسك وزوجك وأولادك. ثم قد يتهاون الإنسان بهذه النار؛ فوصفها الله -جل ﷻ- بأن هذه النار تذيب الصلدة العظيمة. فكيف لا تذيب الأجساد؟
كيف وقد كانت جهنم -والعياذ بالله- ضوعِفت بأكثر من سبعين جزءا من نار الدنيا. والله لو كانت نار الدنيا لكانت كافية. فكيف وقد ضاعفها الله بتسعة وستين جزءا. لا تحسب أنك تفلت من عقوبة الله لو فرطت.
﴿عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ﴾ ما عندهم محاباة، ولا يسمعون لأحد؛ وإنما يمتثلون أمر الله.
ابنك مسئوليتك. كنت متزوجا بأمه أو مطلقا لها. الله ﷻ يحاسبنا أجمعين عن هذه الذرية.
أسأل الله ﷻ أن يصلح ذرياتنا وذريات المسلمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، يا عباد الله. فإن من المسكرات التي انتشرت أخيرا مادة صناعية من المخدرات. ليست هي نبتة ينتظر ذلك الزارع المجرم حتى تنبت بعد أشهر. ولكنها تُصْنَع في الحال. ولقد جاء في التقرير لما جاء لما دخل المهربون إلى بلاد المملكة العربية السعودية، حماها الله ونصرها الله وأعزها الله، اسأل الله ﷻ أن يحميها بالتوحيد وأن يعزها بالسنة.
هذه البلاد التي تآمر عليها المجرمون، كما تآمروا على بلادنا وغيرها من بلدان المسلمين. لما أدخلوا كميات رهيبة بأطنان كبيرة وكثيرة يريدون أن يُهلِكوا شباب المسلمين وشباب التوحيد وشباب السنة. لما قبضوا عليهم وصادروا تلك الأطنان جاء الأمر فورا من المصنع أن تُعمَل كمية من الأولى.
إذًا العملية ليست مكلفة، بل هي بسيطة؛ لكنها تتلف الأعصاب، تتلف العقول. من رأى آثارها علم أنها شيء يسير حقير؛ لكنها تفعل الكثير والعياذ بالله. ما يسمى الشبو، أو يسمى الكريستال، أو الميث أو الآيس الثلج أو غير ذلك من المسميات. هذا قد انتشر. ربما يباع بدينارين أو ثلاثة في البلاد الإسلامية.
وهنا كثير؛ ولا نغط رؤوسنا ولا ندفنها في الرمال كالنعامة، بل نقول كثير. يشتكي كثير من الآباء وأولياء الأمور من انتشار ذلك.
وذلك على الرغم من الجهود المبذولة من رجال الأمن والجمارك في مكافحة المخدرات بأنواعها والتصدي لهذه الآفة الخطيرة.
إنني لن أطيل في التحذير من هذه المادة، يكفي أنها تغيب العقل وتتلفه. يكفي أنها تسبب الجلطة، وتسبب كثيرا من الأمراض. يكفي أنها سببٌ رئيس في الوسواس القهري الذي يصبح الإنسان بسببه خائفا من كل شيء. فيعيش في قلق ويعيّش أهله في قلق بالغ.
وجوب الإبلاغ عن مهربيها ومروجيها ومتعاطيها
والآن نقول ما العلاج؟ العلاج أولا بتنبيه أولادنا، وأن نقول لهم: انتبهوا من تلك الأشياء، من تلك المادة البيضاء؛ التي يسمونها الثلج أو الكريستال أو غير ذلك.
ومن تعامل بذلك فاهرب عنه وابتعد وحذر الناس منه. لأننا لا بد من أن نحذر الناس. وإذا ابتلي واحدٌ من ذرياتنا -أسأل الله أن يحفظنا أجمعين- لا بد علينا أن نعالجه. وإن كان من أهل الترويج والبيع لا بد أن نُبَلّغ رجال الأمن والجمارك والشرطة في ذلك.
وإذا ما بلَّغ ولي الأمر فهو مجرم معه. تستَّر على ابنه ليحافظ على ذلك التاجر المُجرم، ويفتك في عقول شباب المسلمين. فهذا والله مجرم، والله ملعون. لأن النبي لعن عشرة في الخمر. فكيف بالمتستر على ابنه في بيته! وهو يعلم علم اليقين أن ابنه من المروجين. يفتك بشباب الأمة وبجيرانه وبإخوانه وبني عمومته؛ ولا يُبلّغ عنه لأجل فلذة كبده. وما يعلم أنه ملعون في السماء، مبغوض في قلوب العباد. فليتق الله؛ ولنبلغ عليه. والله إن التبليغ عليه من أوجب الواجبات.
إذا كان هو لا يتق الله ﷻ ولم يفعل شيئا تجاه ابنه؛ فإننا يجب علينا أن نتصدى له. وإن كان من كان؛ لو كان أخا لنا أو زميلا أو جارا. نقول له اتق الله، فإن أبناءنا لو تدنَّسوا بمثل هذه النجاسات، صار كالبهيمة؛ ربما رَكِب أخته أو أمه. هذا أمر معلوم، لا يقوله المتشائمون، بل يقوله الأطباء وأهل الداخلية ويقوله كل عاقل؛ يعلم ما تفعله هذه المخدرات وهذه المسكرات.
فلنتق الله ﷻ ولا تأخذنا في الله لومة لائم.
كم من إنسان أبْلَغ عن ولده، فأخذوه إلى المستشفى، وعالجوه، ونظفوا بدنه، ثم عاد رجلا صالحا في المجتمع. فكان محل ثناء عند المجتمع وعند الناس.
ما يضرك أن يكون فلذة كبدك صالحا، نظيفا، شريفا، عفيفا. لكن تريد أن تجعله على علاته، على عجره وبجره. تريد أن يبقى أمام ناظريك في البيت وهو عضو سوء في المجتمع! كيف لك أن تقابل الله ﷻ؟ ما تفعل في هذه النار التي توعّدها الله لكل من فرَّط في تربية أولاده!
لنتق الله ﷻ؛ فإنه والله آثام المسلمين في رقبة المروجين والبائعين والغاشّين وأصحاب السوء، والآباء الذين لم يحذروا ولم ينبهوا ولم يعالجوا ولم يبلغوا. ذلك لأنه أساؤوا في حق المجتمع. ولن يسمح لهم التاريخ بأن تتسطر سيرتهم في كتب التاريخ بالصلاح والعِفة. فيقال فلان لا وفقه الله، فلان لا غفر الله له. فلان لا رحمه الله؛ كان يعلم بالسوء الذي في بيته ولا يخبر ولا يُصلِح.
عباد الله؛ لنتقي الله ﷻ فإن الله -سبحانه وتعالى- بيده أَزِمَّةٌ الأمور، وهو المصلح وهو الهادي.
الدعاء
اللهم اهد ضال المسلمين.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وقنا واصرف عنا برحمتك شر ما قضيت.
اللهم وفق رجال الأمن والجمارك في التصدي لهذه الآفة الخطيرة.
اللهم سدد خطاهم ورميهم، وأعنهم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم صل على محمد وآل محمد في الأولين والآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
وأقِم الصلاة.
خطبة: شبابنا والمخدرات
ألقها فضيلة الشيخ فرحان بن عبيد الشمري؛ جزاه الله كل خير.
أفاض وأطنب فضيلته في بيان مخاطر المخدرات والمسكرات، ودورنا كمجتمع بجانب دور رجال الأمن والشرطة والجمارك في التصدي لهذه المهلكات الخطيرة، والتبليغ عمَّن يروّجون لها أو يتعاطونها؛ حتى نسْعَد بمجتمع صالح نقي يسير على النهج القويم.