ومع هذه الأيام العصيبة التي يمُر بها وطننا العربي والمسلمون، نضع بين يدي أئمتنا وخطائنا الأجلاء خطبة مكتوبة عن الغش والاحتكار واستغلال حاجة الناس في أوقات الأزمات الذي يُار فيها ارتفاع الأسعار وما يكتوي به المسلم من غلاء المعيشة.
نعم، فما نراه هذه الفترة من احتيال على المسلمين وخداع وتدليس في البضائِع والسلع الضرورية، وخاصة الغذائيَّة منها يدعونا لوقفة حاسمة مع كل هذا.
ومن المؤلم أننا نجِد من أبناء جلدتنا من تلاعب بتلك الأسعار واستغل موجة الغلاء هذه، بل وقد نجد منهم من كان النصب أحد سُبله في تحصيل الرزق -إلا ما رحم ربي- والعياذ بالله.
مقدمة الخطبة
الحمد لله؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين؛ فقال ﷻ ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾. وقال ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾.
وقد ذكر ﷺ «الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!».
وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وتاج رؤوسنا محمدا ﷺ، عبد ورسوله. جاءنا بالنور، جاءنا بسراج منير، جاءنا بقرآنٍ كالشمس في ضحاها، وبسنة كالقمر إذا تلاها. فمن عمل بهما عاش في ضوء النهار إذا جلاها. ومن أعرض عنهما عاش في ظلمة الليل إذا يغشاها.
اللهم صل وسلم وزِد وبارك على سيدنا محمد؛ النبي الهادي البشير النذير، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وعنا معهم بعفوك ومَنك وكرمك يا أرحم الراحمين.
الخطبة الأولى
أما بعد، فيا أيها الأحبة الغوالي؛ أن ديننا الحنيف شَرَعَ للناس وسائِل مُباحة للكسب. ومن هذه الوسائل المشروعة لكسب المال الحلال: البيع والشراء. قال ﷻ في سورة البقرة ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾. فجَعَل الله البيع والشراء بين الناس حلالا لتستقيم حركة حياتهم، ليرزق الله هذا من ذاك، وهو الغني عن الجميع ﷻ.
التاجر الصادق
أيها المؤمنون؛ لقد وَعَد الإسلام البائع الصادق بوعد حسن عظيم. قال المعصوم ﷺ «التاجر مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة». وقال سيد الخلق ﷺ في الحديث الذي رواه عبد الله بن الحارث عن حكيم بن حزام قال: قال رسول الله ﷺ «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا». يعني هُما في خيار؛ أن يختار يشتري أو لا، ما داما في مجلس واحد. «فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما»؛ والحديث في صحيح الإمام البخاري.
ولذلك؛ فإن الصدق في البيع والشراء -وإن كان الصدق في كل شيء مطلوب- ولكن في البيع والشراء أحرى أن يصدق الإنسان فيبارك ﷻ له في رزقه.
وقد سُئِل عبد الرحمن بن عوف “رضي الله عنه” كيف تيسرت أمورك بعد الضيق؟ أصبحت من أغنى أغنياء التجار وقد كنت مهاجرًا من مكة إلى المدينة ولا مال معك! قال بأمرين: ما رددت ربحا قط، وما كتمت عيبا قط.
حاجتين في التجارة لا بد منهما.
معنى ما رددت ربحا قط: يعني أي سلعة يأتيني مشتري -ومثلا- يساومني في سعرها، وأرى نفسي ربحت ولو شيء يسير؛ أُعجّل بالبيع. لا أتمسك بها.
وسبحان الله؛ تجد من يفعل هذا النظام هم أنجح التجار. الذي يرضى بالربح القليل، والذي لا يرُد رِبحًا مهما قلّ.
ومعني ما كتمت عيبا قط: أي ما في مرة بِعت سلعة فيها عيب إلا وضحته للناس وأظهرته لهم.
هكذا التاجر الصادق.
أحبتي في الله؛ من آفات ومفسدات هذه المعاملة -معاملة البيع والشراء- يفسدها أمور، هي موضوع حديثنا اليوم. من هذه المفسدات لهذا التعامل أولا جريمة كبرى يقوم بها بعض التجار وهي احتكار سلع الناس.
تجار الاحتكار
كلمة الاحتكار معناها أن يأتي تاجر فيشتري السلع التي في السوق كلها، فيكتمها عنده أو يدخرها أو يجعل الناس في حاجة شديدة إليها. ثم يعرضها بأغلى من ثمنها. أو أن يُنتج سلعة لا غناء للناس عنها، فينفرد هو بإنتاجها ولا يعطيها إلا بالسعر الذي يوافق هواه؛ فيضاعف من سعرها، ويُغلي فيه. ولا يجد إنسان البسيط المسكين بُدا من شرائها على أية حال من الأحوال. فيشتريها بأي ثمن بدافع الحاجة والضرورة. هذا يسمى احتكار.
ما عقوبة المُحْتَكِر؟
حسنًا، فلنسأل الآن: ما عقوبة المحتكر في الشريعة؟ اسمع يا أخي هداني الله وإياك. إن سيدنا المصطفى ﷺ بيَّن عقوبة تكون رادعة لكل ذي عقل وذي لُب. قال ﷺ «من احتكر حكرة ، يريد أن يغلي بها على المسلمين ، فهو خاطئ». يعني مرتكب خطيئة كبيرة. وفي رواية «وقد برئت منه ذمة الله». وفي رواية أُخرى «ولن يدخل الجنة».
هذا الذي احتكر سلعة فغلّى على الناس أقواتهم، وتاجر بطريقٍ غير مشروعة. فأغلى على الناس ثمنها، وأعلاها عليهم، وعرّضهم للفقر والفاقة والحاجة والعَوز.
أنا أقول هذا لأن للأسف الشديد الكثير من الناس يفعل هذا الفعل الشنيع. فيكون سببا في تضييق معايش الناس. فإذا ضاقت معايشهم ساءت أخلاقهم، وقلّت ضمائرهم، وضاعت مع الله علاقاتهم؛ ويكون المتسبب في ذلك قد باء بهذا الإثم كله.
وفي حديث «المحتكر ملعون»، وفي رواية أُخْرى «الجالب مرزوق والمحتكر ملعون». أرأيتم مدى شناعة وجُرم هذا الفِعل.
آفة الغش
ومن هذه الآفات آفة الغش. الغش في البيع وفي الشراء وفي غيره. ومن وسائل هذا الغش أن يجعل الرديء من الشيء مع الجيد منه فيبيعه جميعا على أنه جيد.
وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة “رضي الله عنه” أن سيدنا المصطفى ﷺ وضع في يده في صبرة طعام -يعني إناء-، وكلمة الطعام هنا المقصود بها التمر. شخص يبيع تمر في السوق، فحضرة النبي ﷺ -بنور الله الذي يرى به بقلبه- علِم أن ثمّة شيء. فمد يده من تحت. فأخرج الطعام مبتلا بالماء. فصاحب الطعام جعله من أسفل. كما نرى الآن الكثير من البائعين يجعل ظاهر بضاعته طيب، وباطنها فيه الدود. سبحان الله! كأنها أصبحت عربات تجارتهم أشبه بالقبور، خارجها الورود وداخلها يرتع الدود. إلا ما رحم الله.
سيدنا النبي مد يده الشريفة فأخرج طعاما مبتلا. قال «ما هذا يا صاحب الطعام؟». قال: أصابته السماء يا رسول الله. قال «فهلا جعلته من فوق حتى يراه الناس، من غش فليس منا». سبحان الله! والرواية المشهورة عندنا «من غشنا فليس منا». لكن الرواية الأصح «من غش».
وقد نجد شخصًا يقول: وما الفرق؟ لأن الفرق كبير. فلفظ «من غشنا» قد تكون مقصورة على المسلمين. إنما «من غش» فتكون بمعنى من غش مسلما أو غير مسلم أو إي أحد.
سبحان الله! وقد لا يغُش غيره فقط، بل قد يغش نفسه. فلفظ «من غش» عند حضرة النبي يشمل أن الإنسان نفسه أو غيره. هل هناك إنسان ممكن يغش نفسه؟ نعم. الطالب الذي يجلس في الامتحان ويغش من غيره. هذا غشّ نفسه، وغش أمته، وضحك على نفسه، ودارى سوء فهمه وسوء تقديره وعدم أخذه بالأسباب.
فمن وسائل الكسب الحرام الغش، والغش له صور -كما ذكرنا- إما أن يكون بخلط الجيد بالرديء وبيعه جميعا على أنه جيد، أو أن يكون بالتطفيف. ومعنى التطفيف: ألا يوفّي الحق. ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ | الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ | وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾.
والله أهلك أُمَّة ببخس الميزان. قوم شعيب “عليه السلام”. قال الله ﷻ ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ﴾. وكانت العاقبة أن الله أخذهم جميعا بهلاك، لأنهم كانوا لا يوفون الكيل والميزان. فيطففون؛ عندما يشتري يوفي لنفسه، وعندما يبيع يبخس ممن باع له. هذه صورة أيضا من صور الغش.
من صور الغش -أحبابي في الله- أن يبيع الإنسان سلعة وهو يرى بها شيئا أو أنها لا تنفع للغرض الذي يشتريها المشتري لأجله، ولا يبين له ذلك.
ومن صور الغش كذلك -بعض الناس لا يعلمها- إن يكتب أن ثمة أوكازيون -مثلا- أو تخفيض، أو من اشترى بكذا فله كذا، أو من اشترى كذا فسوف يدخل سحبا على جوائز كذا.. ولا يفعل. هذا غش وحرام وغلول. وهذا من الصور الشنيعة التي حرمها الشرع.
والذي بالغش هذا يكسب مالا أو يعود عليه بنفعٍ مؤقت، نفع دنيوي زائل؛ فليُبشَّر -وبئست البشارة- بقول النبي ﷺ «لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به».
هكذا أحبتي في الله. فمن أكل شيئا من هذا الغش وذاك الهراء، فقد أكل حرامًا. نسأل الله ﷻ السلامة والعافية. اللهم ارزقنا الحلال وبارك لنا فيه وإن كان قليلا، وباعد بيننا وبين الحرام كما باعدت بين المشرق والمغرب.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم وسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصابرين. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله الصادق الوعد الأمين. اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك يا أرحم الراحمين.
منهج الإسلام في محاربة تلك الظواهر والتصدي لها
يبقى لنا الآن كيف نعالج تلك الظواهر؟ كيف نتصدى لها؟ ظاهرة الاحتكار والغش وخلافه.
إن ثمة نموذج رائِع في الشَّرع الحنيف. جاء في حديث أبي موسى الأشعري -عند البخاري- قول النبي ﷺ عن الأشعريين.
من الأشعريين؟ هذا مكان في اليمن. منهم أبو موسى الأشعري “رضي الله عنه”. يتمتعون بطيبة قلب وسجية سليمة وفطرة سوية.
قال عنهم النبي ﷺ «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم».
يعني لما يجدوا الأمور أصبحت صعبة، وهناك غلاء في المعيشة لا يحتملها الكثير. أخرج كل إنسان ما عنده. فجعلوه في ثوب. فيُجمع الطعام كله، ثم يأتي رئيسهم أو زعيمهم أو كبيرهم. فيقسم هذا الطعام بين الناس بالسوية.
فهذا يحصل على الأجر العظيم أن سيدنا النبي قال «هم مني وأنا منهم». هؤلاء هم الرجال الطيبون، الذين يأتون عند الأزمات والمحن والشدائد؛ فتظهر معادنهم الطيبة. فيُضحي في سبيل الله ﷻ، وفي سبيل إخوانه وأبناء وطنه، حتى يرفع الضُر عن المضطرين، وحتى تكون يده يدا حانية على المحتاجين وعلى الفقراء وعلى المساكين.
وأنا أقول من هذه الوسائل؛ إذا مثلا كانت ثَمّ سلعة تُباع بسعر رخيص -مُدعَّم- للفقراء. وأنت قد وسَّع الله عليك. لماذا تقف طوابير وتُنازع الناس حتى تشتريها والله أعطاك وقدَّرك أن تشتري أنت غيرها!
وإذا كان الله ﷻ قد وسع عليك -مثلا- وتستطيع أن تُدخِل أولادك مدرسة خاصة، والمدارس العامة المجانية يكتظ فيها الآلاف من الفقراء والبسطاء. لماذا لا تتعامل أنت بنعمة الله عليك وتُفسح مجالا لغيرك وتستحضر هذه النية عند الله فيبارك الله لك في أرزاقك وفي أولادك! افعلها وابتغ بها وجه الله ﷻ. ما الذي يضيرك أن تفعل هذا!
إنسان مثلا -نسأل الله العافية والشفاء للجميع- مريض. وإذا ذهب إلى المشفى الذي يُعالج بالمجان. زاحم غيره ممن لا يستطيعون. وهو الله قدره وجعله يستطيع. فافعل أنت بنعمة الله عليك؛ تعامل بها بنية أنك تفسح مجالا لغيرك ممن لا يتاح له مثلما أتيح لك من إمكانات.
أنت تاجر؛ الله وسع عليك ورزقك. اطلب ربحا يسيرا بسيطا، وبِع السلعة بنية التخفيف على الناس.
مثال طيب
سيدنا عبد الرحمن بن عوف مثال طيب. يوما ما حصلت في المدينة شبه مجاعة. لا أحد يجد أي شيء من الطعام. الناس في حالة احتياج شديد. وبينما هُم في تلك الحال سُمِع جلبة -صوت قوي-، نظروا، قافلة بها ألف راحِلة عليها من كل أنواع الطعام.
تُجار المدينة كلهم ذهبوا لسيدنا عثمان. قالوا له: يا عثمان أنت تعلم حاجة الناس. وقد أتت قوافلك محملة بكل ما يحتاجه الناس من خيرات. فقال واحد من التجار: أعطيك بالدرهم درهمين. قال عثمان: والله أُعطيت أكثر من ذلك. قام واحد آخر. قال: أعطيك الدرهم بثلاثة دراهم. قال: أُعطيت أكثر من ذلك. قام رابع. قال: أعطيك الدرهم بأربعة. قال: أُعطيت أكثر من ذلك. قالوا: يا عثمان “يرحمك الله”. ما جربنا عليك كذبا. ما في المدينة تجارًا غيرنا. فمن الذي زادك على هذه؟ قال: الله أعطاني الدرهم بعشرة، إلى سبعمائة، إلى أضعاف كثيرة. فإني أُشهد الله وأشهدكم أن القافلة بما عليها لله ورسوله.
ربح البيع.
أنت صاحب متجر -خصوصا الأقوات والأغذية- اجعلها يا رجل لوجه الله ﷻ. يسر على خلق الله فييسر الله عليك يوم القيامة. هل عثمان رضي عنه لما فعل هذا. القافلة انتهت، وربح الدنيا ذهب، وذهب عثمان إلى جوار ربه وبقيت حسنته نحكيها حتى الآن. فما الذي دام؟ وما الذي بقى؟ وما الذي استمر بعد موته رضي الله ﷻ عنه وأرضاه؟ إلا ما قدمت يداه من خيرات.
هذه أيها الأحبة في الله مسئوليتنا جميعا أن نتعاون على البر والتقوى أن نتكاتف لما فيه الصالح، أن نرعى الفقراء والمساكين. قال ﷺ «أيما أهل عرصة» يعني بلدة أو محل أو قرية أو شارع أو حارة أو قبيلة.. «صبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تبارك وتعالى».
إنها مسئوليتي ومسؤوليتك، ومسؤولية الجميع؛ أن نتعاون على البر والتقوى. فنحاول أن نخفف على الفقراء وعلى البسطاء.
الدعاء
نرجو الله العظيم رب العرش العظيم في عليائه أن يرفع عنا البلاء والغلاء.
اللهم ارفع عنا البلاء، اللهم ارفع عنا الوباء.
اللهم إنا نعوذ بك من عضال الداء، ومن شماتة الأعداء، ومن السلب بعد العطاء؛ اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء.
اللهم يا أرحم الراحمين، ويا أكرم أنا نسألك في هذه الساعة العظيمة المباركة أن تصب على مصر وأهلها الخير صبا. اللهم صب علينا الخير صبا، ولا تجعل عيشنا نكدا ولا كدرا.
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا.
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك من الذنوب التي تُحِل بها النقم، وتزيل بها النعم، وتهتك السُتر.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
لا تدع لنا في جمعتنا وساعتنا هذه ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا كربا إلا نفسته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا عاصيا إلا هديته، ولا تائبا إلا قبلته، ولا مجاهدًا في سبيلك إلا نصرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا لك فيها رضا إلا أعنت على قضائها ويسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أصلح الراعي والرعية، ووفق الأُمة المحمدية، واهدنا إلى سواء السبيل؛ لا يهدي إليه إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام.
هذا؛ وصلوا على الهادي البشير كما أمرت ربنا ﷻ. فقال في أمر كريم، بدأه بذاته العلية، وثناه بملائكته وثلث بالمؤمنين. فهو القائِل ﷻ ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. اللهم صل وسلم وزد وبارك على صاحِب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، والحوض والكوثر؛ نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
عباد الله ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ وأقم الصلاة يرحمك الله.
وبعْد؛ فكان ما وفَّرناه أعلاه خطبة مكتوبة عن الغش والاحتكار واستغلال حاجة الناس. ألقاها فضيلة الشيخ مصطفى حسين؛ فجزاه الله خيرا.
نسأل الله ﷻ أن ينتفع بها الجميع. وإذا كنتم بحاجة لهذه الخطبة بصيغة pdf فعليكم -لطفًا- طلبها عبر التعليقات أدناه، وسنعمل على توفير الملف لكم.