عناصر الخطبة
- الشباب هم القوة في بناء المجتمع وقد انتصر النبي ﷺ بالشباب الذين نشروا دعوة الإسلام في البلاد.
- العلم والعمل هما شعار الشباب للبناء والعطاء.
- تحذير الشباب من قرناء السوء وتحفيزهم لمصاحبة الأخيار.
- شبابنا في الأردن الأشم مدعوون لطاعة الله وطاعة رسوله وولي الأمر بالابتعاد عن الظواهر السلبية كالمخدرات وحمل الأسلحة دون ترخيص كما أنهم مدعوون بالابتعاد عن العبث بإطلاق النار في الهواء مما يؤدي إلى سلبيات معلومة عند أبناء مجتمعنا الأردني.
- تحمل المسؤولية واجب شرعي وقانوني يجب على شبابنا أن يكونوا قدوة لشباب العالم.
الخطبة الأولى
أولى الإسلام مرحلة الشباب أهمية قصوى، وعدّ هذه المرحلة أساساً لبناء المجتمع ورقيه وتقدمه، وما ذلك إلا لأن مرحلة الشباب تعدّ مرحلة فاعلة في حياة الإنسان والأمة، فهي مرحلة العزيمة والنشاط، والهمة والاجتهاد، وهذا الطور المهم من حياة الإنسان هو مرحلة القوة بين زمانين من الضعف يعيشهما الإنسان، الأول مرحلة الطفولة وما فيها من حداثة سن واحتياج لمساعدة الوالدين في التربية والتنشئة، والتهيئة لاستقبال الحياة، والثانية هي مرحلة الوهن والضعف وكِبر السن والاحتياج لمعونة الأبناء للقيام بالمهام وقضاء الحاجات ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾ الروم:54.
فهذه المرحلة من حياة الإنسان هي آلة الإنتاج، ومعدن التقدم، وقوام الازدهار، وعليها يستند المجتمع لسد حاجاته وتحقيق نمائه، لما تمتاز به من الاجتهاد والطموح والأمل والرغبة في التقدم، وفي هذه المرحلة يشعر الإنسان بجمال الحياة ويتنعم فيها بقوته ويزهو بصحته، لذلك جعل الله ﷻ جائزة أهل الجنة حين يدخلونها أن يعيدهم الله ﷻ إلى هذه المرحلة من العمر، وعدّ ذلك من النعيم المقيم الذي وعده الله ﷻ لعباده المؤمنين، يقول النبي ﷺ عن أهل الجنة حين يدخلونها: «ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا» ← صحيح مسلم.
وقد بين الله ﷻ لنا صوراً وضرب لنا أمثلة عن أنواع الشباب في المجتمع، فذكر ﷻ مثالاً عن الشاب الطاهر العفيف سيدنا يوسف عليه السلام الذي رفض الفاحشة حين راودته امرأة العزيز عن نفسه، وتمسك بالمبادئ والقيم الأخلاقية الربانية ، قال الله ﷻ: ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ [يوسف: 23].
وكذلك مثال النصر والتأييد من الله ﷻ جاء للشاب الذي رفض الطغيان والظلم، إنه نبي الله موسى عليه السلام الذي غادر قصر فرعون تاركاً الغنى والسلطة ليكون عوناً للمظلومين، فنجّاه الله ﷻ وأغرق فرعون في البحر.
ومن جانب آخر؛ تناول القرآن الكريم نماذج الشباب المنحرف عن طريق الهداية، فبين سبحانه طبيعة انحرافهم وعاقبته، فالذي ترك طريق الإيمان -كما فعل ابن سيدنا نوح عليه السلام- أصابه الهلاك، قال الله ﷻ: ﴿وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ، قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء، قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ، وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾ [هود: 42 – 43].
وضرب الله مثال المعاندة للهداية وعقوق للوالدين، حيث كانت سبباً في دخول النار، قال الله ﷻ: ﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِين﴾ [الأحقاف: 17].
عباد الله: إن من حكمة الله ﷻ أن بعث بعض الأنبياء يدعون الناس إلى الله وهم في سن الشباب لما لهذا السن من نشاط وقدرة على تحمل المسؤولية، وتأثير بالآخرين، وقد أكرم الله ﷻ نبينا ﷺ بالنبوّة وهو في سنّ الشباب، ونزل عليه الوحي المبين وهو ابن الأربعين كما جعل سبحانه البركة لمن أراد تحصيل العلم في مرحلة الشباب، فخصّ الله ﷻ الشباب برعايته، وعرض لهم المنهج الذي يأخذ بأيديهم إلى أعلى دروب النجاح في الدنيا والآخرة.
روي عن ابن عباس: ما بعث الله ﷻ نبياً إلا شاباً، ولا أوتي العلم عالم إلا شاباً، ثمّ تلا قوله ﷻ: ﴿يا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ [مريم: 12]، وقوله عن أهل الكهف: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ [الكهف: 13]، وقوله سبحانه عن إبراهيم عليه السلام: ﴿قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾ [الأنبياء: 60].
لذلك فقد حرص الإسلام على توجيه الطاقات الهائلة للشباب التوجيه الصحيح، لتحويل هممهم العالية إلى أشجار مثمرة، وتحويل طاقاتهم الكبيرة إلى مشاعل من نور الهداية التي تضيء الدنيا، فاستثمر الإسلام طاقات الشباب لنشر رسالته السمحة، وقد ظهرت عناية النبي ﷺ بالشباب واضحة في مختلف جوانب دعوته المباركة وسيرته العطرة، فنجده ﷺ يوجه الشباب إلى كل ما يحفظ عليهم صحتهم وقوتهم، ويصون أخلاقهم وعقولهم، ويحثهم على الابتعاد عما شأنه أن يؤدي إلى انحلال المجتمع، أو يؤدي بهم إلى الانحراف والغرق في وحول الشهوات، مما يؤدي إلى تبديد قوتهم وضياع جهودهم بما لا ينفعهم.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ، مَهْ، فَقَالَ: ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا، قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟ قَالَ: لَا، وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ، قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟، قَالَ: لَا، وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ، قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ قَالَ: لَا، وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ، قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ قَالَ: لَا، وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ، قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ قَالَ: لَا، وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ، قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ» ← رواه الإمام أحمد.
وقد حرص النبيّ ﷺ على إرشاد الشباب إلى اغتنام فترة شبابهم في طاعة الله ﷻ، لأنها أكثر المراحل بذلاً وعطاءً، وهي المؤشر على مدى استثمار الإنسان لعمره، قال ﷺ: «اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك» ← رواه الإمام أحمد والحاكم بإسناد صحيح.
ولم ينحصر الاهتمام بالشباب من الرجال فقط، بل اعتنى الإسلام بدور المرأة ومشاركتها الفاعلة في المجتمع، فهذه أسماء بنت أبي بكر شاركت في الهجرة بحمل الطعام، وكانت نساؤه ﷺ يخرجن معه، وبرفقتهن نساء الصحابة الكرام في الحجّ والغزو يداوين الجرحى ويمرضن المرضى، ويشاركن في الشورى، كما حصل مع أم سلمة زوج رسول الله ﷺ يوم الحديبية فأخذ بمشورتها وذبح هديه وحلق فاقتدى به المسلمون.
ومن عناية النبي ﷺ بالشباب وإعطائهم الأدوار المهمة التي يجب أن يأخذوا حقهم فيها، مقام استشارتهم والأخذ بقولهم، وخير مثال على ذلك أن النبي ﷺ نزل على رأي الشباب في الخروج لملاقاة قريش في غزوة أحد، وكان رأي الشيوخ التحصّن في المدينة المنورة، وكان عمر الفاروق رضي الله عنه يستشير عبد الله ابن عباس رضي الله عنه مع أشياخ بدر بالرغم من صغر سنه.
وكان آخر ما فعله النبي ﷺ قبل وفاته أن جهز جيشاً عظيماً لملاقاة الروم في الشام، وقد أمّر على هذا الجيش أسامة بن زيد الذي لم يكن يتجاوز الثامنة عشرة حينها، ولكن الإعداد الجيد، والتأهيل العالي، جعلت النبي ﷺ يثق بقدرات هذا الشاب ويمنحه فرصته لإثبات جدارته وقدرته على خوض غمار التحديات، ومن واجبنا نحن أن نقتدي بنبينا في إعداد وتأهيل أبنائنا ليخوضوا غمار الحياة بكل قوة ونمنحهم فرصتهم لتحقيق آمالهم وطموحاتهم في هذه الحياة، وضمن مرضاة الله ﷻ.
ومن ناحية عملية في حياة الإنسان؛ نجد توجيه النبيّ ﷺ الشباب إلى العمل والاحتراف وإعفاف أنفسهم، وتحمل مسؤولية من يعولون، وعدّ ذلك من أعظم الجهاد في سبيل الله، فروي عن النبي ﷺ أنه مَرَّ عليه رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَلَدِهِ ونَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعِفُّها فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ» ← معجم الطبراني.
وهذا الاهتمام البارز بعنصر الشباب يهدف إلى تمكين الشباب وتحصينهم، ليكونوا أهلاً للمسؤولية المنوطة بهم، فالشباب بذكورهم وإناثهم يمثلون أكثر من نصف المجتمع بقوته وعزيمته، كل واحد منهما له مسؤولياته وواجباته ودوره في النهضة والبناء، فهم حماة الأوطان وبناة العمران، وصناع المستقبل، وقادة الإصلاح، وأصحاب المواهب والإبداع، فتعقد عليهم الآمال في إعمار الأرض وحمل أمانة التكليف بقوة واقتدار، لأن فترة الشباب أساس العمر، فإن كان شباب الأمة صالحاً نافعاً يشتغل بمعالي الأمور كانت الأمة جليلة الشأن مرفوعة القدر مرهوبة الجانب، وإن كان شبابها مشتغلين بسفاسف الأمور ويحرصون على الرذائل، كانت الأمة ضعيفة مهزومة، لذلك أمر النبي ﷺ بحسن تأديب الأولاد لينشؤوا النشأة الصالحة التي تصلح ولا تفسد، وتبني ولا تهدم، فمن شبّ على شيء شاب عليه، يقول النبي ﷺ: «مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ» ← سنن الترمذي.
وأخبر النبي ﷺ أن الشاب الذي ينشأة نشأة صالحة وتربية حسنة، هو في ظلّ الله ﷻ يوم لا ظلّ إلا ظلّه، يقول النبي ﷺ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه…،» ← متفق عليه.
ولذلك نبه النبيّ ﷺ شباب أمته إلى ما ينتظرهم من المحاسبة والمساءلة عن هذه الفترة من العمر، فقال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، ومنها: وعن شبابه فيمَ أبلاه» ← رواه ابنُ حِبَّانَ والترمذيُّ.
ولمّا كان للشّباب هذه المكانة؛ صاروا هدفاً لدعاة الخير ودعاة الشرّ على حدٍّ سواء، لأنّ الفريقين وجدوا في الشباب بغيتهم، أما دعاة الخير فأدركوا الأثر المبارك لنشأة الشباب الصالحة على المجتمع، وأما دعاة السوء فيدركون أنهم إذا أفسدوا الشباب فقد حققوا ما يسعون إليه من إفساد المجتمع.
فالواجب على الشباب الحذر من اتّباع دعاة السوء الذين يسعون لزعزعة أمن المجتمع، وتدمير أركانه من خلال التأثير على عقول الشباب وأخلاقهم، ويزينون الوقوع بالمفاسد والمحرمات، ويروجون لتعاطي الآفات التي تهلك الحرث والنسل وتضيع العقول وتستنزف الأموال والطاقات كآفة المخدرات الخبيثة.
ولا بد كذلك من دعوة الشباب للالتزام بالأنظمة والقوانين والآداب العامة في المجتمع والحرص على الابتعاد عن المظاهر السلبية كاستخدام الأسلحة وإطلاق العيارات النارية في المناسبات لما في ذلك من تروع الآمنين وتعكير صفو المجتمع، وربما أدت هذه الممارسات إلى وقوع المحظور وحدوث الإصابات التي لا تحمد عقباها.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
أيها الإخوة المؤمنون: إن التفكير الصحيح لنهضة أمتنا يفرض علينا أن نتطلع إلى واقع جديد نزن به الأشياء بميزان العلم والعقل، والشباب يملكون العقل الذي هو مفتاح الحلّ للرقي، ويملكون الإرادة الإنسانية في التغيير، وقد أعطانا القرآن الكريم ثوابت الانطلاق وما يجب أن نفعله، حتى ننطلق إلى المستقبل الأفضل، وهذه الثوابت مجموعة في قول الله ﷻ: ﴿ألم يجدك يتيماً فآوى، ووجدك ضالاً فهدى ووجدك عائلاً فأغنى﴾ [الضحى: 6 – 8].
إنها خطة تحوي ثلاثة أمور أساسية:
- الأول: إيواء الشباب إلى أمن اجتماعي يحقق لهم التفرغ للإبداع.
- والثاني: الهداية من خلال التمسك بهوية الأمة ودينها وتطلعها للمستقبل، وحماية الجيل من أفكار الإرهاب والعنف والتطرف وحماية الجيل من مخاطر العولمة والانفتاح، حتى لا يسيطر عليه أهل الفساد.
- والثالث: الإغناء بفتح فرص العمل وحل المشكلات التي تواجه طالبي العمل في مختلف قطاعات العمل والإنتاج.
والحمد لله رب العالمين..