حمّل خطبة الجمعة القادمة من وزارة الأوقاف ٢٨ من شهر فبراير لعام ٢٠٢٠ ميلادية، الموافق ٤ من شهر رجب من عام ١٤٤١ هجرية، والتي كانت بعنوان مفهوم العمل الصالح والعمل السيء، ويمكنك تحميلها PDF أو Word أو قرائتها مكتوبة، عبر موقع المزيد.
مفهوم العمل الصالح والعمل السيء
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: { مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل فيما يرويه عن رب العزة ( سبحانه وتعالى ): (… يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فقد كرم الله ( عز وجل ) الإنسان، فخلقه بيديه في أحسن تقويم، ونفخ فيه من روحه، وميزه بالعقل، وأسجد له ملائكته، وسخر له كل ما في الكون، وفضله على كثير من خلقه، حيث يقول سبحانه: { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا }، ذلك أن الإنسان تحمل أمانة ثقيلة عرضت على السموات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها؛ إنها أمانة التكليف التي تقتضي السعي والعمل، وإعمار الأرض إلى جانب العبادة المفروضة، يقول تعالى: { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }.
فالمسلم ينبغي أن يعلم أن كل ما يقوم به في حياته من عمل فهو في ميزان حسناته أو سيئاته، يقول ( جل شأنه ): { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }، ويقول سبحانه: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ }، ومفهوم العمل يشمل: كل ما يقوم به الإنسان من قول، أو فعل، ويشترط في العمل الصالح أن يكون خالصا لله سبحانه، وأن يكون متقنا، يقول تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ… ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة }، ويقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ): ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ).
ولا شك أن مفهوم العمل الصالح في الإسلام واسع، يشمل ما فرضه الله تعالى على عباده من صلاة، وصيام، وزكاة، وحج، وذكر، ونحوها، فتلك أساسيات لا بد للمسلم أن يقوم بها، حيث يقول تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }، ويقول سبحانه: { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأان – أو تملأ – ما بين السماء والأرض، والصلاة نورٌ، والصدقة برهانٌ، والصبر ضياءٌ، والقرآن حجةٌ لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها ).
ومن الأعمال الصالحة التي ينبغي أن يتحلى به المسلم: الصدق، وطيب القول، وإفشاء السلام، وغير ذلك مما يجعل الإنسان يألف، ويؤلف، قال تعالى: { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون… )، وبين النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حال المؤمن في قوله: ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِد ).
والعمل الصالح ليس منحصرا في جانب دون آخر؛ بل كل ما يحقق القيم الإنسانية، ويسهم في بناء مجتمع مترابط، زكي النفس، تسوده الألفة والتعاون، وتعلوه قيم التسامح والحب والرحمة، فهو عمل صالح، فقد جعل الإسلام خروج الإنسان إلى عمله ليعف نفسه عن الحرام، ويكسب من عرقه قوت أولاده وأسرته عملا صالحا يثاب عليه، حيث عده النبي ( صلى الله عليه وسلم ) خروجا في سبيل الله تعالى، فعندما مرَّ رجل على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلٌ فرأَى أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من جلَدِه ونشاطِه فقالوا يا رسولَ اللهِ ! لو كان هذا في سبيلِ اللهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إن كان خرج يسعَى على ولدِه صِغارًا فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعَى على أبوَيْن شيخَيْن كبيرَيْن فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعَى على نفسِه يعفُّها فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعَى رياءً ومُفاخَرةً فهو في سبيلِ الشَّيطانِ ).
ولنا في رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) القدوة الحسنة ؛ حيث كان يعمل بنفسه، ويقوم على خدمة أهله، تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ): كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يخف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ نفقَةً يحتَسبُها فَهِي لَهُ صدقَةٌ )، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ).
ومن العمل الصالح أيضا كل ما ينفع الإنسان به غيره، قل أو كثر، ماديا كان أم معنويا، يقول تعالى: { لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }، وقال ( صلى الله عليه وسلم ): ( من كان معه فضل ظهر فليَعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له )، وحث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على كثير من صور الخير، فقال ( صلى الله عليه وسلم ): ( إن أبواب الخير لكثيرة التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن النكر وتميط الأذى عن الطريق وتسمع الأصم وتهدي الأعمى وتدل المستدل على حاجته وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف فهذا كله صدقة منك على نفسك )، وكلها من قبيل العمل الصالح.
ومن ذلك: البناء والإصلاح والتعمير، فإن نظرة الإسلام إلى كل عمل يسهم في بناء مجتمع راق نظرة توقىر وتمجيد، فقد ورد في القرآن الكريم نحو ثلاثمائة وستين آية تحدثت عن العمل، وذكر الله ( عز وجل ) لنا نماذج لمن كانوا يقومون بالأعمال الصالحة، يقول سبحانه: { هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا }، وهذا يؤكد أن العاملين بالزراعة والصناعة والتجارة لهم عظيم الأجر على قدر ما يبذلون من جهد، إلى جانب الصناعات التي هي من مقومات الحياة، كصناعة الحديد، يقول تعالى: { وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ }، وصناعة السفن، يقول سبحانه: { فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنِا وَوَحْيِنَا }، ويقول ( جل شأنه ) في صناعة الملابس والكساء: { وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَىَ حِينٍ }، ويقول تعالى في صناعة الجلود: { وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ }.
ولا يقتصر العمل الصالح على ما يعود نفعه على الناس ؛ وإنما يتعدى ليشمل ما يعود نفعه على الحيوان والجماد، فحين مر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ببعير هزيل، قال: ( اتقوا الله في هذي البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، واتركوها صالحة )، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( بينما رجل يمشي بطريق وجد من شوك على الطريق فاخره، شكر الله له، فغفر له )، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس ).
أما العمل السيء، فيشمل كل عمل يغضب الله ( عز وجل )، ويخرج بالإنسان من دائرة الإصلاح إلى الإفساد، فيبدأ من الابتعاد عن الطاعات المفروضة، واقتراف المنكرات والفواحش کعقوق الوالدين، والاعتداء على الأموال والأعراض، ومن ذلك: تخلي الإنسان عن مسئوليته تجاه أسرته، وتقصيره في رعاية أبنائه، وعدم تربيتهم التربية الصالحة، يقول تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا }، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ).
ومنه: الإفساد في الأرض، بنشر الأفكار الهدامة، والإشاعات الكاذبة، وترويع الآمنين، قال تعالى: { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، ويقول تعالى: { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }، ويقول سبحانه: { وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره )، ومن ذلك أيضا: الإضرار بالطرق، فذلك إثم كبير، حيث يقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( لا ضرر ولا ضرار )، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم ).
ومنه: ما يزرع الضغينة بين الناس، وما يسبب لهم أذي معنويا كان أم ماديا، مثل: الغيبة، النميمة، السخرية، والاستهزاء، والتنابز بالألقاب، والسباب، والفحش في القول، وغير ذلك مما نهى الإسلام عنه، ويتنافى مع الأخلاق والفطرة السوية والسلوكيات الراقية المتحضرة، يقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( إن أبغضكم إلي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبراء العنت ” الراوي: أبو… الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ ).
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم..
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
إخوة الإسلام:
إن لكل عمل يقوم به العبد آثاره التي تعود على صاحبها في الدنيا والآخرة، فمن ثمار العمل الصالح: طيب الحياة في الدنيا والآخرة، حيث يقول ( جل وعلا ): { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا… مِنْذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }، ومنها: استمرار الأجر بعد الموت، قال ( صلى الله عليه وسلم ): ( سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهَرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ )، ومنها: تكفير السيءات، وتبديلها حسنات، قال تعالى: { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ }، ومنها: عظم الجزاء، وصحبة النبيين والصديقين والشهداء، حيث يقول سبحانه: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا }، وقال تعالى: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا }.
وكما أن للعمل الصالح ثماره، فإن للعمل السيء آثاره التي تقع على صاحبه في الدنيا والآخرة، منها: الضلال والحيرة والتخبط، قال تعالى: { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ }، ومنها: الحياة المضطربة غير المستقرة، حيث يقول تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا }، ومنها: سوء المصير يوم القيامة، يقول تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا }، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( من أخذ من الأرض شيئا بغير حق خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين )..
فما أحرانا أن نتمسك بكل خير نافع، وأن نبتعد عن كل شر ضار، ونتواصى ونتعاون على الحق، يقول تعالى: { وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وارزقنا الإخلاص والقبول، واحفظ مصرنا من كل سوء وسائر بلاد العالمين.