خطبة التاجر الأمين التي حددتها وزارة الأوقاف كموضوع خطبة الجمعة القادمة ستكون معنا الآن مكتوبة بنَص كامل + ملف pdf + ملف doc/word لكي تحققوا الاستفادة الكاملة من الخطبة؛ من قراءة أو تحميل أو طباعة أو إرسال للزملاء الخطباء، أو حتى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك، تويتر، واتسآب.
مقدمة الخطبة
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الخطبة الأولى
وبعد: فإن الإسلام دين يدعو إلى الكسب والعمل، ويحذر من البطالة والخمول والكسل، والعمل هو السبيل إلى إعمار الأرض، وتقدم الأوطان، وبناء الحضارات، حيث يقول الحق ﷻ: ﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾.
وصور الكسب الحلال كثيرة متنوعة، ومن أفضلها التجارة، حيث سمى الحق ﷻ أرباحها في القرآن “فضل الله”، وقرن ﷻ ذكر الضاربين في الأرض للتجارة بالمجاهدين في سبيل الله؛ حيث يقول ﷻ: ﴿وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله».
وقد سُئل نبينا ﷺ أي الكسب أطيب؟ فقال: «عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور». ويكفي التجار شرفا أن نبينا ﷺ تاجر مع عمه أبي طالب؛ ومع أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-، فكان ﷺ خير مثال للتاجر الأمين، حيث وصفه السائب بن أبي السائب -رضي الله عنه- بقوله: – كنت شريكي في الجاهلية، فكنت خير شريك؛ لا تُداريني، ولا تُماريني- أي: لم يكن ﷺ يخفي عيبا في سلعة، ولا يجادل بالباطل.
وللتاجر الأمين صفات حميدة، وخصال شريفة ينبغي أن يتحلى بها، منها:
- الصدق في البيع والشراء، والصدق يورث البركة في التجارة، حيث يقول نبينا ﷺ: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما»، أما التاجر الكذوب الذي يبيع آخرته بدنياه، فهو من الخاسرين في الدنيا والآخرة، فلا بركة في ماله، ولا نفع في كسبه، ولا يقبل منه عمله، حيث يقول ﷺ: «اليمين الكاذبة منفقة للسلعة، ممحقة للبركة»، ويقول ﷺ: «من كسب مالا حراما فأعتق منه، ووصل رحمه؛ كان ذلك إصرا عليه».
- ومن صفات التاجر الأمين: تمام الأمانة والبيان في البيع والشراء، فالتاجر الأمين لا يغش ولا يخدع، حيث يقول نبينا ﷺ: «المسلم أخو المسلم، ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعا فيه عيب إلا بينه له»، وقد مر نبينا ﷺ على صبرة طعام، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللا، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟! قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: «أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني».
- ومنها: السماحة في البيع والشراء، والتحلي بمكارم الأخلاق، وحسن المعاملة، حيث يقول نبينا ﷺ: «رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى».
ويقول ﷺ: «ألا أخبركم بمن يحرم على النّار- أو بمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هين سهل».
هنا أيضًا: خطبة مكتوبة عن الغش والاحتكار واستغلال حاجة الناس
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ومن صفات التاجر الأمين: الوطنية الصادقة، وهي ليست أقوالا أو مجرد شعارات تُرفع، إنما هي عطاء وتضحيات، فالتاجر الوطني الحكيم ينطلق في معاملاته من التزام ديني وشعور إنساني، فلا يبيح لنفسه أن تكثر ثروته في أوقات الأزمات على حساب الفقراء والمحتاجين؛ لذلك فهو يبتعد عن كل صور الجشع والغش والاحتكار والاستغلال، فإذا كانت هذه الأدواء مرفوضة مذمومة خبيثة في كل وقت فإنها في وقت الأزمات أشد جرما وإثما، حيث يقول ﷻ: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ | الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ | وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾، ويقول نبينا ﷺ: «المحتكر ملعون»، ويقول ﷺ: «من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم فإن حقا على الله تبارك وتعالى أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة».
على أننا نؤكد أن التاجر الصدوق الأمين إذا خفض هامش ربحه إلى أدنى درجة ممكنة في وقت الأزمات، فإن ما يخفضه صدقة له بنيته، حيث يقول ﷺ: «التاجر الصدوق الأمين مع النّبيين والصديقين والشهداء»، ذلك لأن من يقدم الآخرة على العاجلة، ولا يحتكر ولا يغش، ويراعي أحوال الناس، حق له أن يكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، كما نؤكد أن التاجر الأمين لا ترفعه صلاته ولا صدقته بقدر ما يرفعه صدقه وأمانته، وحرصه على المجتمع ومراعاته لظروف الناس.
اللهم احفظ بلادنا مصر وسائر بلاد العالمين.
وهذه أيضًا: خطبة عن الاحتكار وغلاء الأسعار «مكتوبة»
تحميل خطبة التاجر الأمين pdf
يُمكنك تحميل الخطبة بصيغة pdf عن طريق الضغط هنا
أو تحميلها بصيغة ملق docx/word أيضًا عن طريق الضغط هنا.