القرآن الكريم كله خير وبركة وهو المعجزة الخالدة التي أنزلها الله على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ليكون هدى للناس جميعا، ويجمع الله به كلمة الأمة ويكون السبيل إلى وحدتها وهدايتها. والقرآن إنما يقرأ للتأمل والتعبد ولذكر الله، ولكن أحيانا يقرأ لأغراض أخرى لما فيه من البركة والنور.
بالقرآن تزول وحشة القلوب المستوحشة، وتتنزل الرحمات فتخفف من ثقل الأعباء والأحمال الملقاة على كاهل الإنسان، وفضل قراءة القرآن عظيم في سعادة الإنسان وشفاءه من أسقام الروح والجسد أيضا، وهنا سوف نذكر أنفسنا والقارئ العزيز بفضل بعض السور القرآنية التي ينبغي أن يحرص المسلم على قراءتها، فهي بمثابة الأذكار والأوراد التي تخفي بين ثناياها كنوزا من البركة والسعادة يجب على المؤمن أن لا يفوتها أبدا.
فضل سورة الفاتحة
سورة الفاتحة هي فاتحة الكتاب، وهي واجبة في كل ركعة، وقد ورد كلام كثير في فضلها وأسرارها من ضمن ذلك أنها شفاء من كل داء، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها أعظم سور القرآن الكريم قاطبة، ومن ذلك قول النبي لسعيد بن المعلى -رضي الله عنه- :لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد، فلما قال له سعيد رضي الله عنه-: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ لأعلمنَّك أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ، قَالَ: نَعَمْ {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ)، وهذا يدل على فضل سورة الفاتحة وخصوصيَّتها.
كما أن بها أية الاستعانة بالله، وهي قوله تعالى: (إياك نستعين)، والتي تعني طلب العون من الله على كل أمر، وفيها بركة كبيرة وتيسير على الإنسان في أموره!
فضل سورة الواقعة
سورة الواقعة من السور التي لها خصوصية ففيها وعد ووعيد وحديث مستفيض عن اليوم الأخر، وما ينتظر المؤمن فيه من الخير وما ينتظر الكافر من السوء والضر، وقد قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم- ردا على أبي بكر، حين قال: يا رسول الله اراك قد شبت، فقال: (شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون).
وقد اشتهر في فضل سورة الواقعة بأنها من سور الرزق، وباب من أبواب الغنى حيث قال عنها النبي -: (من قرأ سورةَ الواقعةَ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبهُ فاقةٌ أبدًا وقد أمرتُ بناتي أن يقرأْنها كلَّ ليلةٍ)، ومن ثم فقد حث النبي عليها، وعلى المسلم أن يداوم على قراءتها حتى يحصل فضلها.
سورة الكهف
تعتبر سورة الكهف من السور المشهورة التي يحرص عليها كثير من الناس ويؤمنون بفضلها، ومن فضل تلك السورة المباركة أنها تعصم من فتنة المسيخ الدجال، كما أن قراءة سورة الكهف كل جمعة تضيئ لصاحبها ويجعل الله له نورا بين الجمعتين، وقد أخذ ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عُصم من الدجال) وقوله في موضع أخر: (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين).
ولو لم يكن من فضل سورة الكهف غير ما فيها من العبرة والموعظة الحسنة، وما تحويه من الدروس الدينية والحياتية لكفى، فإن في قصصها عبرة وخبرة وحكمة لمن يعقل ذلك جيدا.
سورة البقرة
سورة البقرة من السور التي تُقرأ عند الرقية، وتدخل في علاج المس والسحر والعين وغيرها من الأمراض والابتلاءات التي على هذه الشاكلة.
وقد ورد في فضل سورة البقرة الكثير من الأحاديث. منها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة). وفي ذلك دلالة على إنها تطرد الشياطين وتطهر البيت، وتخلصه من النكد والطاقة السلبية التي تملؤه عند هجرها.
كما أنها من السور التي تورث البركة في الوقت والعمر، يجب على المسلم أن يقرأها في بيته، ولا يهجرها أبدا أكثر من ثلاثة أيام، فهي حفظ للبيت وتحصين لمن به.
سورة آل عمران
سورة البقرة وآل عمران أسماهما النبي بالزهراوان، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما).
الإخلاص والمعوذتان
من السور التي لها فضل كبير الإخلاص والمعوذتان، وهي سور قصيرة المبنى عظيمة المعنى، تحصن الإنسان من الحسد وتكفيه كيد الإنس والجن وتحميه بإذن الله.
ويُمكنك أن تقرأ هنا -تحديدًا- فضل سورة الإخلاص «قل هو الله أحد»
لذا ورد ذكرهم ضمن أذكار الصباح والمساء التي يجب أن لا يتخلف عنها الإنسان قدر الإمكان.