ينبغي أن نعترف بكل مرارة بأن لاعبينا يعانون من أزمة في ثقافتهم، ويفتقدون لأبسط أساسيات التعامل مع الإعلام، والناس، والجمهور، إنهم ببساطة يملكون أخلاق «الخردة»، فثمة الكثير من اللاعبين «خرد» نجحوا في مسألة التفنن بالكرة، والتعامل معها بطريقة جيدة.
فلماذا نرى الكثير من اللاعبين في رياضتنا السعودية بنفس هذه الصورة النمطية مع أن كل أنديتنا الرياضية في المملكة هي أندية «رياضية – اجتماعية – ثقافية» فهل سمعتم بأن ثمة ناديا رياضيا قام بعمل مناسبة ثقافية أو اجتماعية يخدم من خلالها المجتمع؟ لا أعتقد كل ما نعرفه بأن نادي الاتحاد قام بتكريم الروائي عبده خال حينما فاز بالبوكر قبل عامين، ولو سألنا أحد اللاعبين حينها ماذا تعرف عن عبده خال لقال «هادا كاتب يكتب مرررة كويس»!
أنا لا أطالب أي لاعب بأن يقرأ بالطريقة التي يقرأ بها المثقفون، أو يتابع الساحة الثقافية مثلما يقوم بها المهتم بالشأن الثقافي لكن اللاعب الكبير والمهم ينبغي أن يمتلك حدا أدنى من الوعي لأنه يتحدث للجمهور، وللإعلام، فمن المعيب حقا أن يخرج لاعب كبير أمام شاشات التليفزيون ليتباكى ويقول «والله فلان وعدني بسيارة وما عطاني إياها»، وكأنه يشتكي لأمه أو أخيه الأكبر!
إن وعي اللاعب الأوروبي هو الذي يجعله يتعامل مع الإعلام، مع الرياضة، مع الجمهور بطريقة حضارية جدا، بعكس ما نراه من لاعبينا، أولئك اللاعبون الذين لا يملكون من الوعي إلا أسفله، وهذا ما يجعلنا نرى كثيرا من كتاب الساحة الرياضية بنفس المستوى من الوعي، فالساحة الرياضية كان لها دور حتى في الإعلام الرياضي الذي يتعامل مع الأحداث مثل الشاعر الشعبي الذي يقف أمام الناس في ندوة علمية ليصدح بقصيدة عن «الكيف» و «الدلة»!
إذا كانت الأندية الرياضية لدينا تحمل شعارا على بواباتها بأنها أندية «رياضية – اجتماعية – ثقافية» فمن الأولى أن نرى هذا الشعار مطبقا على أرض الواقع بصورة حقيقية، تجعلنا نثق بها، ولا نبقي على عقلية الكثير من «شيباننا» حينما كانوا يفترضون فيمن يلعب في الأندية الرياضية بأنه «خريج شارع»!
بقلم: علوان السهيمي
وهنا أيضًا يمكننا قراءة: حول احتراف اللاعب السعودي في الخارج.. منعطف خطر!
أو الاطلاع هنا على: «سيناريو» صفقة لاعب أجنبي!