الخجل هو الامتناع عن فعل الأمور العادية، ورفض الطفل “وغيره” فعل الأمور الطبيعية، وهزاك فرق كبير بين الحياء والخجل، فالحياء هو التزام بالأخلاقيات الفضيلة، ورفض القيام بالأعمال الخاطئة أمام الناس، أما الخجل هو رفض فعل الأمور العادية والمباحة والتي يقوم بها جميع الناس ضمن إطار الدين والأخلاق.
الخجل عند الأطفال
يقول “الدكتور صلاح داوود” الباحث في شئون التعليم: أن الخجل شائع من الناحية الاجتماعية لدى أولياء الأمور، ومعايير أولياء الأمور تختلف في تحديد إذا كان الإبن خجول أو غير خجول.
فهناك بعض الآباء يربطون عدم وجود الأصدقاء بالخجل مثلاً، أو عدم قدرة الطفل على رد السلام، أو قد يخجل الطفل من خلع ملابسه في حمام السباحة أمام زملاءه، فالمعايير مختلفة وأغلبها قد تكون خاطئة لدى أولياء الأمور، لأن الخجل يرتبط بالتكرار والشدة والمدة الزمنية.
والخجل يعني الامتناع عن فعل الأمور العادية، ورفض فعل الأمور الطبيعية، ويجب التفرقة بين الحياء والخجل، فالحياء هو التزام بالأخلاقيات الفضيلة، ورفض القيام بالأعمال الخاطئة أمام الناس، أما الخجل هو رفض فعل الأمور العادية والمباحة والتي يقوم بها جميع الناس ضمن إطار الدين والأخلاق.
أسباب الخجل
الخجل قد يكون بسبب عوامل وراثية، والعامل الوراثي لا يظهر فجأة وإنما يحتاج إلى تنمية، ويظهر ضمن مشاهدات معينة، ونميل إلى وجود السلوك المكتسب نتيجة احجام الأهل للقيام بسلوكيات معينة تؤدي إلى اكتساب الطفل هذه السلوكيات بطريقة غير مباشرة، وقد يكون سلوك الخجل مكتسب بالتوجيه.
فمثلاً إذا قام الطفل برفع صوته يمنعه الأهل من رفع صوته ولكن بتوجيه عنيف، وفي اللحظة التي من المفترض فيها أن يرفع صوته داخل الصف مثلاً أو في تشجيع معين يخجل من رفع صوته بسبب تذكره أنه ممنوع رفع صوته بطريقة معينة، وقد يكون الخجل لأسباب حماية ودفاع عن النفس.
فمثلاـً عند ضحك الطلاب على الطفل الذي قام بإجابة السؤال بطريقة خاطئة، فيضطر الطفل إلى الخجل من الإجابة خوفاً أن يضحك زملاءه، فيفكر الطفل أن الخجل سوف يقوم بحمايته من الاستهزاء والنقد أو من الضرب، ومن أسباب الخجل الدلال الزائد، أو العدوانية الزائدة على الطفل نفسه أو على أقرانه والمحيط من حوله.
دور الأهل في تخفيف عوامل الخجل لدى الطفل
كلما كانت البداية في التعامل مع الخجل كلما كان ذلك أفضل، ومن سنة إلى ثلاث سنوات يكون الخجل طبيعي لدى الأطفال في هذه المرحلة، وبعد ذلك يجب أن نبدأ في علاج الخجل لدى الطفل حتى لا يتطور إلى مضاعفات.
ولذلك يجب متابعة سلوك الآباء والأمهات في التعامل مع الأبناء، وفي التعامل مع المحيط الخارجي، فالاهل هم الأساس في وضع السلوكيات لدى الطفل سواء الإيجابية أو السلبية.
وعند ملاحظة الخجل لدى الطفل يجب معرفة المواقف التي يخجل فيها، والأشخاص اللذين يخجل معهم، والأماكن التي يخجل بها، فيتم إدخال الطفل على هذا المجتمع الذي يخجل منه ودمجه فيه، ومن الممكن أن يكون عدم رد الطفل على الأسئلة ليس خجلاً وإنما لا يعرف الجواب المناسب.
فيجب على الأهل تدريب الطفل على الردود المناسبة، وأهم سلوك في تعليم الأبناء هو التربية بالمرافقة، فمن الأفضل مرافقة الأهل للطفل في جميع المشاوير والخروجات والزيارات حتى يرى الطفل السلوك الصحيح للتعامل مع الكبار ويتعلمه، والرسول صلى الله عليه وسلم كان جده عبد المطلب وعمه أبو طالب يرافقه دائماً.
لذلك كان صلى الله عليه وسلم مهتم بالعادات والتقاليد الأصيلة حتى أصبح اطارها ديني وإسلامي، وقد بُعث صلى الله عليه وسلم لإتمام مكارم الأخلاق، ومن مكارم الأخلاق الحياء، فمن واجب ولي الأمر مشاركة الإبن واشعاره بالقبول والمحبة لكسر جانب الخجل لدى الطفل.
وهنا تقرأ نصائح لتهيئة طفلك للسنة الدراسية الأولى
دور الأهل الغير مُدركين خطورة مشكلة الخجل
هناك فرق بين الحياء والخجل، فالحياء هو فضيلة يجب اتباعها والمحافظة عليها في كل المجتمعات، وهناك بعض الأهل يعتقدون أن الخجل هو شيء إيجابي وحماية زائدة للأبناء.
فمثلاً عندما نطلب من الطفل التحدث بصوت منخفض وغير مسموع ونهيه عن فعل معظم السلوكيات، كل هذه الأشخاص تؤدي إلى جعل شخصية الطفل غير متزنة، وتؤدي في النهاية إلى تكوين إنسان غير مكتمل وغير ناضج، ولديه مشاكل سلوكية ونفسية تؤثر عليه وعلى الأسرة التي سوف يقوم ببنائها في المستقبل.
ونحن نهدف إلى بناء طفل متزن لديه حياء من الله، وحياء من فعل الأشياء الخاطئةولكن غير خجول، فنحن من نقوم ببناء شخصية الطفل وتكوينها، والاستشاريين النفسيين يتحدثون أن الزوج أو الزوجة يتحدثون أن طبيعتهم هكذا ولن يتمكنوا من التغيير، ولكن هذه مقولة خاطئة فكل شئ هو قابل للتغيير.
وقد قال الله سبحانه وتعالى “لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر”، فبامكان الإنسان التقدم للخير أو التراجع للشر، لذلك فإنه يمكن تغيير وتعديل سلوك الطفل، وعند وصول الطفل لمرحلة معينة يخجل فيها من أي شئ يجب أخذه إلى استشاريين متخصصين لتجنب حدوث العقد النفسية أو أي مشاكل أو مضاعفات أخرى.
هل يمكن علاج مشكلة الخجل في عمر الشباب؟
تابع “د. صلاح” مشكلة الخجل لا تؤثر فقط على الشخص نفسه وإنما تؤثر على الأشخاص من حوله، فمثلاً عند دخول شاب الجامعة وهو محروم من الاختلاط المضبوط، والعلاقات الاجتماعية الصحيحة، فإنه يدخل إلى الجامعة بتصحر عاطفي، وتصحر علاقات، وقد يقوم بالتخريب، والتوجهات والتأثيرات السلبية، ويستطيع أي شخص التحكم به وتوجيهه إلى سلوكيات خاطئة مثل الإرهاب أو المخدرات.
ويمكن استغلاله استغلال جنسي، سواء للطفل أو الشاب فيمكن أن تحدث لديه انحرافات جنسية، ويؤكد الدكتور صلاح أنه كلما كان التدخل في حل المشكلة في وقت مبكر، كلما كان الحل أسهل، وإذا وصلت المشكلة مع الطفل إلى عمر متقدم لن يمكن حلها بسهولة ولكن تحتاج إلى وقت.
وقد نضطر إلى تحويل الشخص إلى أطباء نفسيين واستشاريين وأخصائيين، والعلاج النفسي ليس سهل ويحتاج إلى جلسات طويلة حسب الشدة والتكرار، وأضاف أن الخجل ليس حالة نفسية وحيدة تظهر لدى الطفل وحده، ولكنها مرتبطة بأمور كثيرة مثل العدوانية والاعتداءات، أو الدلال الزائد، أو العزلة والانطوائية والخوف من مواقف معينة، فيجب علاج المسببات أولاً ثم علاج المشكلة الأساسية.
نصائح للتعامل مع الإبن الخجول
- يجب مراقبة الآباء والأمهات سلوكهم أنفسهم، حيث أن سلوك الأبناء هو انعكاس لسلوك الأهل.
- يجب البعد قدر الإمكان عن الإنترنت والألعاب الإلكترونية لأنها تسبب انطوائية وعدوانية لدى الأطفال.
- يجب مراقبة الأبناء والبرامج التي يشاهدونها، لأنها قد تخلق انطوائية وخجل.
- البعد عن الشارع بدون رقابة، لأن الطفل قد يتعرض لانتقادات وتنمر واعتداءات تجعل الطفل خجول لاحقاً في الشارع.