الختان وأضراره الصحية
تقول الاختصاصية في الصحة العامة الدكتورة “رشا صادق”: أن ظاهرة الختان هي ظاهرة قديمة جداً، وتعتبر نوعاً من أنواع العنف المُمارس ضد المرأة، ويمكن تعريفه على أنه إزالة جزئية، أو كلية، للأعضاء الخارجية للأنثى بدون وجود سبب طبي حقيقي، وللختان أسماء عديدة، فمن الممكن أن يُسمى ختان، طهور، ولكن الاسم المُتعارف عليه من قبل منظمة الصحة العالمية هو تشويه الأعضاء الخارجية للأنثى، دون وجود أسباب طبية.
ويعتبر الختان ظاهرة منتشرة جداً في العالم؛ فقد أُثبت أن حوالي ٢٠٠ مليون امرأة خضعت لعملية ختان عالمياً، ويعتبر منتشراً بشكل خاص في حوالي ٣٠ دولة في افريقيا والشرق الأوسط.
وتشير إحصائيات اليونيسف الخاصة، أن بعض الدول العربية تتصدر القائمة كأكثر الدول انتشارا لظاهرة ختان الإناث، حيث أوضحت هذه الإحصائيات أن دولة الصومال تتربع في المرتبة الأولى، حيث أن ٩٨٪ من فتيات الصومال خضعن لختان البنات، ثم تلحق بها كل من جيبوتي ومصر، بنسب وصلت إلى ٩٣٪، و٩١٪ على التوالي، وبالطبع لم يقتصر انتشار هذه الظاهرة على الدول السابقة، بل تنتشر في العديد من الدول العربية ولكن بنسب أقل.
وسبب تواجد الختان بهذا الشكل الواسع هو أنه تم اعتباره على أنه من ضمن عادات وتقاليد المجتمع، التي لا يمكن أن يخالفها أي شخص، وما أن حاول مخالفتها، فإنه سيتم التعامل معه بالرفض التام، ومن جهة أخرى، أوضحت دراسة تابعة لمنظمة الصحة العالمية كما ذكرت الدكتورة “رشا” بأن القيام بختان الإناث يرتبط بمستوى التعليم الخاص بالفتاة بالذات بين المدن والقرى، حيث يزداد الأمر في القرى ويقل في المدن.
كما ومن الملاحظ أن ختان الإناث يرتبط ارتباطا سلبياً مع المستوى التعليمي الخاص بكل من الأب والأم، وبالرغم من تعدد الأسباب، أو مبررات الختان التي يذكرها المجتمع، من مساهمته في تجميل الأعضاء الخارجية للأنثى، أو أنه يساعد على تسهيل النظافة الشخصية، إلا أن السبب الرئيسي والأوحد لعملية الختان هو تقليل، أو خفض الرغبة الجنسية لدى المرأة، لمنعها من ممارسة الجنس قبل الزواج.
اقرأ أيضاً عن: ختان الذكور (طهارة الأطفال)
الأضراره الصحية على الأنثى من الختان
أما عن المخاطر الصحية التي تعاني منها الانثى نتيجة لعملية الختان، فهي عديدة جداً، وتزداد الخطورة كلما تمت هذه العملية في عمر متأخر كما أكدت الدكتورة “رشا”، ومن أهم تلك الأضرار الصحية:
- احتباس البول (urine retention).
- حدوث تقرحات في الاعضاء الخارجية للأنثى.
- صدمة؛ حيث تفقد الثقة في أقرب الأقربين لها، وتظل عملية الختان راسخة في الذاكرة طول العمر.
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
- مضاعفات أثناء الولادة.
- التهابات متكررة في المسالك البولية.
- أثار نفسية متعددة مثل الاكتئاب، والخوف الزائد من الزواج، والممارسة الجنسية.
- ألم خلال ممارسة الجنس وعدم الاستمتاع به.
- صعوبة في التبول.
- الشعور بألم شديد.
- الحاجة أحياناً إلى إجراء عمليات جراحية متعددة، وبالأخص في حال القيام بتضييق فتحة المهبل.
- العقم؛ ويحدث ذلك بشكل أساسي كنتيجة لعملية الختان من القسم الثالث، حيث يتم تضييق المهبل، وبالتالي تتجمع دماء الدورة الشهرية مسببة الالتهابات، ومن ثم العقم.
- تزيد من خطر وفاة الأطفال حديثي الولادة.
- الإصابة بعدوى بكتيرية.
- حدوث نزيف (Hemorrhage)، وقد يؤدي هذا النزيف إلى الإصابة بفقر الدم، أو قد يسبب الوفاة.
وأخيراً، فتوضح الدكتورة “رشا” المفهوم الخاطئ عن أن الختان يحد من الرغبة الجنسية لدى المرأة، فحتى الآن لم يُثبت عليماً ذلك، لكن الرغبة الجنسية مصدرها الرئيسي هو الدماغ، كما أنه من أبرز المفاهيم الخاطئة ارتباط الشرف بالممارسة الجنسية، والعاطفة، فالمفهوم الحقيقي للشرف هو المتمثل في مجموعة من القيم الأخلاقية والإنسانية، والمبادئ بعيداً تماماً عن الجنس، وبالتالي فإن الشرف لا يُفرق بين الرجل والمرأة.