حين تستيقظ من النوم متأخرا.. كنتيجة أكيدة لنومك المتأخر فمن الطبيعي أن تضيف لجدول أعمالك المزدحم فقرة «ابتكار عذر جديد»؛ وذلك لتقديمه لمديرك الكريم الذي حفظ كل أعذارك السابقة عن ظهر قلب، أما حين تفشل في المهمة السابقة فكل ما عليك الآن هو الاستسلام لضريبة الاستيقاظ المتأخر من النوم التي قد تأتي على شكل إنذار، أو خط أحمر أو حتى خصم من الراتب، أما في أشد الحالات تطرفا فقد تأتي على شكل اجتماع ثنائي مغلق تكون أبرز نتائجه الاستغناء عن الطرف الأضعف في ذلك الاجتماع!
الأمر الذي يعني أن تقضي يومك ذاك وسط خليط مكون من الاكتئاب والضغط النفسي والإرهاق والهذيان وضعف الذاكرة وهي النواتج النهائية لجسم لم يأخذ كفايته من النوم!
طبيا، لا يعني أن تنام متأخرا وتستيقظ متأخرا سوى مساهمتك الفعالة كما تؤكد الدراسات الطبية في اختلال أنظمة جسمك حين تتأخر الكبد والكلى مثلا عن أداء دورها المتمثل في طرد السموم لخارج جسمك، وهي تلك الدراسات التي تؤكد أيضا أن إعطاء الجسم كفايته من النوم يساعد بشكل كبير على الشفاء من الأمراض ويؤدي إلى تركيب المواد الغذائية في المخ، ويبعث الشعور بالراحة ويزيد من إفراز هرمونات النمو.
أما ميدانيا، فإن الاستيقاظ المتأخر من النوم هو السبب الرئيس لمشاهدتنا كل صباح مشروع حادث مروري، لولا تدخل العناية الإلهية، وذلك حين يصر أحد «السهرانين» على مراوغة كل سيارات الشارع تحت بند «التوقيع فوق الخط»! ميدانيا أيضا فإن الاستيقاظ المتأخر يعد من أسباب اختفاء الابتسامة عن وجوه بعض الموظفين وهي خلف تفشي عبارة «راجعنا بكرة» وسبب تكاثر عبارة «النظام عطلان» بل أحد أهم الأسباب الجوهرية لرؤية بعض المكاتب خالية إلا من أجهزة الحاسب الآلي!
لا أعلم أين قرأت العبارة التالية إلا أنها مناسبة تماما لوضعها هنا «إن أجسامنا قد صُنِعت من الطبيعة، وقد روعي فيها أن نتبع القوانين الطبيعية فإذا خالفنا هذه القوانين فيجب ألا نلوم سوى أنفسنا»!
بقلم: ماجد بن رائف
وهنا تقرأ عن: الأخطاء الطبية في السعودية.. ضحايا المجرمين
وكذلك: مفهوم الجيل الجديد