«نادية» تسأل: أنا سيدة مطلقة وملتزمة دينياً، وأدعو الله أن يتقبل مني.. شاءت إرادة الله أن تضع في طريقي إنسانا ملتزما وعلى خلق إسلامي ممتاز، وبه كل ما أتمناه من صفات. سعدت به كثيراً، وقد كنا على وشك الارتباط، وبعد ذلك صلَّى هو صلاة الاستخارة عدة مرات، ورأى في أحلامه ما جعله يرى أن زواجنا سيكون غير موفق..
طبعاً لأنه لا يريد أن يفعل شيئاً يخالف إرادة الله؛ اضطر أن يبتعد عني، ومن يومها تحولت حياتي إلى جحيم؛ لأنني ارتبطت به بصورة شديدة، ولا أرى في هذه الدنيا سواه، وحاولت بكل الطرق أن أتغلب على مشاعري تجاهه؛ حتى لا أفعل ما يغضب الله، لكنى للأسف لم أستطع.
اتجهت إلى الله بالدعاء والصلاة وقراءة القرآن؛ كي يفرج عني ما أنا فيه، ولكنى ما زلت على نفس الحال، وأنا الآن لا أدرى ماذا أفعل؛ هل ما أنا فيه يغضب الله؟ هذا ما أخشاه، وهل إذا تزوجني -رغم ما رآه في أحلامه- يعتبر مخالفا لأوامر الله؟
الإجابـة
أختي الفاضلة، مع كل أسف ما زال الخلط مستمرًا حول صلاة الاستخارة، وأوضحنا أن صلاة الاستخارة لا تعني بالضرورة أن يرى صاحبها حلمًا كفلق الصبح، يعرف منه هل سيتم أمره أم لا.
وأصح الأقوال هي أنه بعد الاستخارة في أمر ما إما أن يتم وييسر، وإما أن يفشل وينتهي.. وليس للأحلام دخل، ولكن قضاء الله هو الذي يسير الأمور أو ينهيها، هذا على وجه العموم.
أما بخصوص هذا الشاب فهناك احتمالان:
- الأول: أن يكون ما قاله لك مجرد حجة للتهرب من الزواج منك وبأسلوب غير جارح.
- الثاني: أن يكون فعلا يجهل أن نتيجة الاستخارة ليست بالرؤى والأحلام.
نصيحتي لك أن تبحثي عن شخص تثقين فيه، ويعرف هذا الشاب، ويكون وسيطا بينكما، ويستوضح منه، ويوضح له حقيقة الاستخارة، وليعرف: هل هذا هو السبب أم أنه أعرض عن فكرة الزواج.
لا تحاولي الاتصال المباشر به، واعلمي -أختي- أن معرفة الحقيقة ستريحك، وحتى إن كان أعرض عن الفكرة فإنك ستشعرين ببعض الآلام، ولن تتغلبي عليها في يوم وليلة، وأما مشاعرك نحوه فلا ذنب لك فيها، ولكن إذا تحولت هذه المشاعر إلى فعل يغضب الله فساعتها تكونين مذنبة.
استمري في الصلاة والدعاء بأن يقدِّر الله لك الخير حيث كان، ويفرج عنك وأَعْلمينا بأخبارك.
⇐ وهنا نوصيكم بمطالعة:
- ↵ دعاء الاستخارة مكتوب مع شرح كيفية الصلاة — لكل مسلم أهمَّه أمر ويتردد فيه
- ↵ معلومات عن صلاة الاستخارة وكيفيتها
- ↵ صلاة الاستخارة سر من أسرار الرضا — مشروعيتها، كيفيتها وفضائلها
⇐ أجابتها: سمر عبده