مع تقدمنا ​​في العمر… حياة أطول لكن بصحة أضعف

مع تقدمنا ​​في العمر… حياة أطول لكن بصحة أضعف

كشفت دراسة دولية حديثة عن اتجاه مقلق: بينما يزداد متوسط ​​العمر المتوقع، تنخفض جودة الحياة بسبب الأمراض المزمنة المرتبطة بأسلوب الحياة.

أظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “ذا لانسيت”، أن السمنة وارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم أصبحت الآن العوامل الرئيسية التي تُقلل من “سنوات الحياة الصحية” – وهي مقياس يشير إلى عدد السنوات التي يعيشها الشخص بصحة جيدة.

وبالمقارنة بعام 2000، فقد ارتفع عدد سنوات الحياة الصحية الضائعة بسبب هذه الأمراض المزمنة بنسبة 50٪. بينما في المقابل، انخفضت سنوات الحياة الضائعة بسبب نقص التغذية لدى الأمهات والأطفال بنسبة 71.5٪ خلال نفس الفترة.

يُعزى هذا التحول إلى التغيرات في التركيبة السكانية وأنماط الحياة. فمع تقدم الناس في العمر، يزداد احتمال إصابتهم بأمراض مزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية.

وإلى جانب ذلك، تلعب أنماط الحياة غير الصحية، مثل النظام الغذائي غير المتوازن وقلة النشاط البدني، دورًا هامًا في تفاقم هذه المشكلة.

وعلى الرغم من أن تلوث الهواء لا يزال أحد أكبر مخاطر الصحة العامة، إلا أن الدراسة تُشير إلى أن العوامل المرتبطة بأسلوب الحياة أصبحت الآن تهديدًا صحيًا أكبر للأشخاص في سن العمل (من 15 إلى 49 عامًا).

وتُظهر النتائج أيضًا أن عبء الأمراض المزمنة غير موزع بالتساوي على مستوى العالم. ففي إفريقيا جنوب الصحراء، لا يزال نقص التغذية يشكل عامل خطر رئيسيًا للصحة والوفاة.

بينما تتوقع الدراسة ارتفاع متوسط ​​العمر المتوقع العالمي بمقدار 4.5 سنوات بحلول عام 2050، تُحذر من أن هذه الزيادة قد لا تُترجم إلى تحسين في جودة الحياة.

فمع ازدياد معدلات السمنة والإدمان وتغير المناخ، من المحتمل أن نواجه تحديات صحية جديدة لم نكن نتوقعها.

أضف تعليق

error: