هل جوز الهند يساعد في خسارة الوزن
أجابتنا الدكتورة “ريما السلمان” أخصائية التغذية العلاجية قائلة: تعتبر كل مادة غذائية سلاح ذو حدين، فالمادة الغذائية الواحدة إذا ما تم تناولها بكميات معتدلة سيحصل الجسم لا محالة على فوائدها، أما إذا تم تناول نفس المادة الغذائية بسوء فهم وسوء إستخدام وبكميات كبيرة فسيحصل الجسم منها لا محالة على مساؤها وأضرارها، وهذا الحديث ينطبق تماماً على جوز الهند.
وبيَّنت “د. ريما” أن جوز الهند هو نوع من المغذيات التي تحتوي على نوع من الدهون يُعرف بـ “Medium chain fat acid” أي الأحماض الدهنية المتوسطة الحلقة، وتتميز هذه الأحماض الدهنية بأنه عند دخولها إلى الجسم يسهل إمتصاصها، كما تساعد على الشعور بالشبع لفترات زمنية طويلة، وكذلك تساعد في زيادة حرق الدهون المخزنة في منطقة البطن بمعدل 5%، أي أنها لا تتخزن في الجسم على هيئة دهون بل تساعد الجسم في حرق الدهون، والميزة الأخيرة هذه هي التي تفرق بين دهون جوز الهند وبين أنواع كثيرة من الدهون، حيث أن أنواع الدهون الأخرى عند تناولها بكثرة يتحول الفائض منها إلى دهون مخزنة بالجسم، أما دهون جوز الهند فلن تتحول إلى دهون مخزنة في الجسم بل على العكس تساعد في حرق الدهون الموجودة بالأساس، ولكن هذا لا ينفي أن دهون جوز الهند ستضر إلزاماً بصحة الشرايين الدموية لأنها في النهاية من الدهون المشبعة، وبالتالي حصول الجسم على كميات زائدة من الدهون المشبعة على إختلاف أنواعها سينتج عنه الأضرار الصحية على الشرايين، لذلك حاجة الجسم من دهون جوز الهند لا تزيد عن ملعقة أو ملعقتين طعام في اليوم كله، مع الأخذ في الإعتبار أن دهون جوز الهند يتم الحصول عليها من ماء جوز الهند وحليب جوز الهند وزيت أو زبدة جوز الهند، ومما سبق يتضح لنا أن جوز الهند له دور في إنقاص الوزن بشرط الإلتزام بالكمية المناسبة منه وعدم تجاوزها.
وأردفت “د. ريما” قائلة: وتجدر الإشارة إلى أن جوز الهند له فوائد صحية أخرى منها:
1. دهون جوز الهند أسرع هضماً من أنواع الدهون الأخرى وبالتالي هي تمد الجسم بطاقة أسرع، لذلك يُطلق على حليب جوز الهند وماءه اسم “مشروب الرياضيين” لأنه يساعد على الإرتواء سريعاً كما أنه يُعطي الطاقة المطلوبة للنشاط البدني أي أنه أكثر صحية من مشروبات الطاقة والبروتينات المصنعة التي يتناولها الرياضيون.
2. ومن فوائده للنساء بجانب دوره في التنحيف أنه يساعد في توازن الهرمونات بالجسم، لذلك يعتبر الإعتماد على دهون جوز الهند خلال المرحلة العمرية التي تضطرب فيها الهرمونات عند المرأة أمر صحي ومفيد حيث سيساعد في توازن الهرمونات الأنثوية كالإستروجين والبروجيسترون.
3. بالنسبة لمرضى الإمساك ومشكلات الجهاز الهضمي كوجود بكتيريا أو غازات وإنتفاخات، فهؤلاء يكون من أفضل العلاجات الغذائية لهم هو تناول دهن جوز الهند أو ماء جوز الهند لأنها تحتوي على حمض الليريك أسيد، وهذا الحمض بطبيعته مضاد للبكتيريا والفيروسات والإلتهابات أي أنه مضاد حيوي طبيعي لعلاج الجهاز الهضمي وتقوية مناعته ضد الأمراض.
4. حمض الليريك أسيد له فوائد أخرى في العناية وترطيب الشعر، وكذلك في إزالة آثار المكياج من على البشرة، ويساعد أيضاً مرضى الصدفية والإكزيما وجفاف الجلد حيث أنه يعمل على ترطيب الجلد لفترة طويلة.
5. تساعد دهون جوز الهند في تسهيل إمتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامينات A و D و E و K، لذلك يتناوله بشكل أساسي – وغيره من الدهون – من يعانون من نقص فيتامين D ويُعالجون بالمكملات الغذائية لتعويض النقص، حيث أن تناول جوز الهند سيساعد على إمتصاص الفيتامين من المكمل الغذائي.
6. التعود على تناول منتجات جوز الهند يومياً يؤثر في صحة الدماغ والذاكرة، ويؤدي إلى زيادة التركيز وجعل التفكير أكثر حدة وصفاء، لذلك كشفت الدراسات البحثية أن متناولي جوز الهند ممن يعانون من بدايات الزهايمر والخرف تتأخر عندهم تطور الأعراض تبعاً لتأخر تدهور خلايا الدماغ.
كم الكمية التي تتسبب في ضرر الجسم من جوز الهند
أكدت “د. ريما” على أنه تبعاً للأبحاث الغذائية يعتبر تناول كوبين من ماء جوز الهند في اليوم كافي للحصول على الفوائد وتجنب الأضرار، أما دهون جوز الهند فلا ينبغي إستهلاكها بأكثر من ملعقتين طعام في اليوم وذلك لأن هذه الكمية هي التي تساهم في رفع الكوليسترول الجيد وخفض الكوليسترول الضار، أما زيادة المستهلك عن هذا يؤدي إلى رفع الكوليسترول الضار ومن ثَم وقع الضرر، أما حليب جوز الهند فيكفي منه كوب في اليوم ولا حاجة للجسم لزيادة منه، وبالنسبة لثمرة جوز الهند نفسها فيكفي واحدة في اليوم، وبطبيعة الحال هذه الكميات تناسب من هم في عمر الثامنة عشر فما فوق، أما الأطفال فلا داعي لتغذيتهم بجوز الهند يومياً، والإلتزام بهذه الكميات المذكورة يساهم في التحصل على الفوائد وتجنب الأضرار بشكل كبير، وهذه المعدلات هي المفهوم الصحيح لحمية جوز الهند.
هل أصناف حليب وماء جوز الهند المعلبة فاقدة لقيمتها الغذائية
في العموم ينصح خبراء التغذية بالأصناف الطازجة من أي عنصر غذائي، ولكن إذا ما لم يتوفر هذا العنصر الطازج فعلينا التوجه إلى الأنواع المعلبة في الزجاج ثم المعلبة في العبوات الكرتونية لأنها أكثر احتفاظاً بالقيمة الغذائية، أما التعليب المعدني والصفيح مع أنواع الدهون ومنها منتجات جوز الهند الماء والحليب والزيت والزبد تتفاعل أحماضها الدهنية مع مادة التانك الموجودة بالعلب مما يؤدي إلى مشكلات صحية على المدى الزمني الطويل، ومن حيث جوز الهند المقطع فهو فاقد لجزء من قيمته الغذائية فمن المعروف أن تقطيع الغذاء الطازج وتركه لفترة زمنية يحدث معه فقدان قيمته الغذائية تدريجياً لذلك من الأفضل تقطيعه وتناوله مباشرة.
هل يظهر طعم جوز الهند في الأغذية المطبوخة بالزيت المستخلص منه
أشارت “د. ريما” إلى أنه بكل تأكيد يظهر طعم جوز الهند في الأطعمة المطبوخة بالزيت المستخلص منه، وهذا نوعاً ما من المميزات المفيدة لمن يحبون الحلويات، حيث يشعرون بالطعم الحلو مع كل الأطعمة التي يتناولونها، وبالتالي تقل رغبتهم في إلتهام الحلويات والسكريات الضارة.
هل يغني شرب ماء جوز الهند عن المياه الطبيعية
رغم الفائدة الكبيرة من ماء جوز الهند في ترطيب الجسم إلا أنه لا شيء يُغني عن الماء مصداقاً لقوله تعالى: “وجعلنا من الماء كل شيء حي”، فالحقيقي أن من يمتنعون عن شرب الماء لفترات طويلة يساعدهم ماء جوز الهند في إرتواء الجسم بشكل سريع، لكن لا يُستعاض عن ولا يُستبدل الماء بأي سوائل أخرى حتى وإن كانت طبيعية أيضاً، والأكثر فائدة للجسم هو شرب الكميات المقررة من الماء وبجانبها تناول كوب أو اثنين من ماء جوز الهند.
ما الطريقة المثالية للإستفادة من زيت جوز الهند على البشرة
أوضحت “د. ريما” أن دهون جوز الهند من الأنواع التي يُطلق عليها متعددة الإستخدامات، لذلك فالطرق الصحيحة للإستخدام مع البشرة كثيرة جداً، فدهون جوز الهند موجودة في أنواع عديدة من مستحضرات الترطيب للبشرة والشعر، ومنها أيضاً أنواع الزيوت الخاصة بالشعر والبشرة، والأدهى أن منها أنواع خاصة للعناية الليلية وأنواع خاصة للعناية الصباحية، وكذلك يمكن خلطها مع مكونات طبيعية أخرى لزيادة الفوائد، منها مثلاً خلطها مع عصير الجزر لتلوين الجلد بالشمس (التان) لأن البيتاكاروتين في الجزر تساعد في تلوين البشرة وزيت جوز الهند يعمل على ترطيبها وبذلك أصبحت الفوائد أكثر، كذلك مع الكَلَف فيمكن خلطها مع الأسبرين المطحون المحتوي على ستيرك أسيد ودهان حبوب الكلف بهما، كما أن إستعمال زيت جوز الهند بالتزامن مع تناول الأدوية التي تعمل على جفاف البشرة لعلاج الحبوب يقلل كثيراً من الآثار الجانبية لهذه الأدوية على البشرة.