ما هي حمية الصيام المتقطع؟ وما فوائدها؟
قالت اختصاصية التغذية “رولا غدار” بدأ انتشار حمية الصيام المتقطع منذ العام 2012م تقريباً، وتتلخص كيفية اتباع تلك الحمية في أن متبعيها يُسمح لهم بتناول الطعام في فترات معينة باليوم وبالصيام في فترات أخرى، فمثلاً قد يُسمح للشخص تناول الطعام في فترة زمنية يومية مقدارها ثماني ساعات أو اثنى عشر ساعة، مع الصيام عن تناول الطعام للوقت المتبقي من اليوم.
ويتمتع هذا النظام الغذائي بهذه الكيفية المذكورة بالعديد من الفوائد الغذائية والصحية التي يستفيد منها جسم الإنسان، وأبرز تلك الفوائد ما يلي:
تباع حمية الصيام المتقطع يخفف من الضغط النفسي اليومي الناتج عن إلزامية حساب السعرات الحرارية اليومية وضرورة انتقاء نوعيات الطعام وكمياتها لتتناسب مع السعرات الحرارية المطلوب تناولها، وهذا لا ينفي أن اختيار نوعيات الطعام في الصيام المتقطع له أهمية كغيرها من الحميات الغذائية الأخرى.
الصيام عن تناول الطعام لفترة زمنية من اليوم يساعد في تقليل إفراز هرمون الإنسولين، وبالتالي تخزين الدهون بالجسم بشكل أقل وحرق الدهون المخزنة مسبقاً بشكل أكبر، لأن من مسئوليات هرمون الإنسولين مساعدة الجسم على تخزين الدهون، وبالتالي مع قلته تقل عمليات تخزين الدهون وتتباطأ.
هل ما ذُكر عن حمية الصيام المتقطع وفاعليتها أثبتته دراسات علمية معتبرة؟
أشارت “أ. رولا” إلى أنه بالفعل أُجريت دراسة علمية على مجموعتين من الناس تناولت نفس الكمية من الوحدات الحرارية، ولكن المجموعة الأولى سُمح لها بتناول الطعام خلال الفترة من الساعة 12 ظهراً إلى الساعة 8 مساءاً فقط، والمجموعة الثانية بقيت على حالها من خلال تناول نفس كمية السعرات الحرارية على ثلاثة وجبات كل يوم في المواعيد المعتادة، وجاءت النتائج في البداية بإثبات عدم وجود فرق في خسارة الوزن عند المجموعتين، ثم أثبتت النتائج أن المجموعة الصائمة لأغلب ساعات اليوم ارتفع معدل خسارة الوزن عندها عن المجموعة الأخرى لأنها اضطرت بمرور الأيام إلى تناول كميات أقل من الطعام، لأن المساحة الزمنية لتناول الطعام ضيَّعت عليها وجبة كاملة لم تستطع تناولها، إلى جانب أن المجموعة الصائمة فقدت قدر كبير من شهيتها تجاه الطعام، أي أنها بمرور الوقت أصبحت تتناول كميات أقل من الوحدات الحرارية عن الكميات المقررة جبراً وتحكماً للظروف.
ما هي الفئات التي لا ينبغي عليها اتباع حمية الصيام المتقطع؟
الفئات التي عليها التجنب الكامل لحمية الصيام المتقطع هي:
• الحوامل.
• مرضى السكري.
• الأطفال.
• مصابي اضطرابات الطعام.
هل تُلزم حمية الصيام المتقطع بساعات صيام محددة أم لكل شخص تحديد ما يناسبه؟
تحديد ساعات الصيام في الحمية متروك لكل شخص بحسب نظامه الحياتي والوظيفي وبحسب عاداته الغذائية، حيث لا تفرض الحمية الغذائية ساعات بعينها للصيام وأخرى لتناول الطعام، لذلك نجد أن أكثر النتائج الإيجابية لهذه الحمية تتحقق مع الأشخاص الذين لا يفضلون تناول وجبة الإفطار، فهذه الحمية لا تتسبب معهم في تغيير نظامهم وعاداتهم الغذائية.
وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات البحثية أثبتت أن من لم يستطيعوا تكملة الإلتزام بحمية الصيام المتقطع كانوا بأعداد كبيرة جداً.
إذا ما اتبع شخص هذه الحمية، متى يتوجب عليه التوقف عنها تماماً؟
أكدت “أ. رولا” إلى أنه فور أن يشعر الفرد بعدم الراحة البدنية والنفسية كالتعب والحرمان عليه التوقف فوراً عن إكمال الحمية، لأن تسبب أي نظام غذائي في ضغط نفسي أو إرهاق بدني يُلزم بترك هذا النظام الغذائي فوراً لعدم تطور الآثار والأعراض لإنتكاسة صحية أو نفسية، حيث إن مجرد الشعور بالحرمان في النظام الغذائي يعزز الشعور بالجوع ومن ثَم يتبعه تناول الطعام بكميات وبشهية أكبر، وبالتالي أصبح النظام الغذائي خطر على طريق زيادة الوزن وليس خسارة الوزن كما هو مطلوب منه.
هل تتسبب حمية الصيام المتقطع في أضرار صحية إذا ما اتُبِعت لشهور متواصلة؟
إلى الآن لم تُثبت الدراسات العلمية أي أضرار صحية لحمية الصيام المتقطع سواءً على المدى الزمني القريب أو المدى الزمني البعيد، وذلك فيما يخص الفئات العادية من الأسوياء بعيداً عن الفئات الممنوع عليها اتباع الحمية.
هل يمكن الإلتزام بحمية الصيام المتقطع مع عدم إحراز نتائج في خسارة الوزن؟
في حالة الإلتزام بالصيام المتقطع دون تحقيق نتائج ملموسة في خسارة الوزن؛ فهذا دليل على أن الشخص خلال فترة السماح بتناول الطعام يقوم بتناول كميات كبيرة من الطعام وخصوصاً الطعام الغير صحي، وعليه مهما زادت ساعات صيامه فإنه لن يخسر من وزنه، بل إن وزن جسمه سيزيد لا محالة، وأقرب الأمثلة على ذلك صيام رمضان، حيث بعد إتمام صيام الشهر الفضيل البعض قد يخرج منه بخسارة من الوزن والبعض قد يخرج بزيادة في الوزن، والفارق هنا في كمية ونوعية الطعام خلال ساعات التناول.
ما هي المكونات الغذائية الأنسب لمتبعي حمية الصيام المتقطع؟
أختتمت “أ. رولا” قائلة: من الأفضل لمتبعي الصيام المتقطع التركيز على العناصر الغذائية الضرورية مثل:
النشويات الصحية المتمثلة في البرغل والأرز الأسمر والمكرونة السمراء… إلخ.
• التركيز على تناول البروتينات للحيلولة دون خسارة الكتلة العضلية بالجسم.
• تناول كميات كبيرة من الخضروات والفواكهة الطازجة بألوانها المختلفة لمد الجسم بكل الفيتامينات والمعادن الأساسية.