ما هي حمى البحر الأبيض المتوسط
يعرف “د. موسى الحديدي” إستشاري أمراض الروماتيزم والمفاصل. حمى البحر الأبيض المتوسط هي أحد الأمراض الإلتهابية الذاتية الوراثية. يحدث المرض نتيجة حدوث إلتهاب في أغشية البطن وغشاء الرئة وغشاء المفاصل، ويصاحب هذا الإلتهاب آلام شديدة وقت حدوث نوبة المرض سواءً ألم شديد في البطن أو ألم شديد في الصدر مع ضيق في التنفس، أو التهاب في المفصل، يصاحب هذه الآلام الشديدة إرتفاعاً في درجات الحرارة ولهذا سمى (حمى) ويصيب شعوب منطقة البحر الأبيض المتوسط في الغالب وهم (العرب، الأرمان، الأتراك، اليهود، الطليان)، من الصعب رؤية المرض في شمال أوربا أو أمريكا، أو كندا، لذلك لا يعرف المرض هناك لأن نسبة الإصابة به قليلة جداً فنسبة الإصابة تكون (١ من بين ٥ آلاف شخص). يبدأ المرض في الطفولة في أغلب الأحيان حيث يبدأ عند أقل من سن الـ ١٨ سنة في ٨٠٪ من الحالات، يمكن أن يظهر في سن أكبر ولكن بعد سن الأربعين من الصعب رؤيته.
أعراض حمى البحر الأبيض المتوسط
يوضح” الحديدي” أعراض المرض هي:
• نوبات تستمر من ٥ سعات إلى ٤ أو ٥ أيام.
• ألم في البطن مع صعوبة في الحركة.
• في حالات قليلة، ألم في الصدر مع ضيق في التنفس.
• صعوبة النوم على الظهر في وجود ضيق التنفس.
• في حالات من ٥ إلى ١٠٪ إلتهاب في المفاصل خاصة مفاصل الكاحل، الرقبة أو الورك.
• إرتفاع حاد في درجات الحرارة.
كثيراً من المرضى يذهبون إلى الأطباء وقد يتعرضون إلى جراحات غير مبررة، حيث يشك في وجود إلتهاب في الأعور. ٩٥٪ من الحالات تكون الأعراض آلام في البطن، فإرتفاع الحرارة في حالات نادرة تكون بنسبة ٤ إلى ٥٪. بصورة عامة تكون الأعراض نوبة ألم شديدة حيث لا يستطيع المصاب تحريك نفسه، مع إرتفاع في درجة الحرارة، وضعف عام شديد.
مضاعفات مرض حمى البحر الأبيض المتوسط
يشرح “د. الحديدي” اليوم يسهل تشخيص المرض بالأجهزة الحديثة، و أيضاً الأدوية الحديثة التي تسيطر على الأعراض، حيث تخفف من حدتها، أو تؤجل حدوثها. إنما إذا لم يعالج هذا المرض يؤدي إلى تكون مادة تسمى (الأميرويد) وتتكون هذه المادة في الكلى، أو القلب، وأيضاً في الطحال أو الكبد. إذا تكونت هذه المادة تؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي، وبناءً علية يجب أخذ العلاج طول الوقت. يستخدم دواء (كولسيشين) الذي يؤخر الأعراض، ويخفف من حدتها، ويخفف إصابة الأعضاء الأخرى.
تشخيص مرض حمى البحر الأبيض المتوسط
وتابع “د. الحديدي” أولاً يجب معرفة السيرة المرضية لأن المرض وراثي، ثم الفحص السريري، ثم بعد ذلك طلب التحاليل، مثل تحليل دم حيث تكون غالباً الكريات البيضاء مرتفعة، وكذلك معاملات الإلتهابات تكون مرتفعة أيضاً، ثم بعد ذلك نطلب (جين المرض)، معظم المختبرات تحدد الجين وهو موجود على كرموثون السادس عشر في الجسم، تحديد الجين هو تشخيص لهذا المرض. إذا ما حدد الجين تمكنا من علاج المرض. ظهرت اليوم الأدوية البيولوجية تستخدم في علاج الحالات التي لا يمكن السيطرة عليها بإستخدام الكولسيشين، أصبح علاج المرض اليوم أسهل من قبل وكذلك مضاعفاته أصبحت أخف من السابق. قد تختفي الأعراض مع البقاء على الأدوية طول الوقت، كلما كبر الشخص وتقدم في العمر كلما خفت الأعراض. يصيب المرض الذكور أكثر من الإناث، ويمكن إصابة السيدات في أثناء الحمل ولذلك يجب الإشراف الطبي خلال فترة الحمل، فالسيدات الحوامل المصابات بحمى البحر الأبيض المتوسط تكون نسبة الإجهاض لديهم أعلى من السيدات الأصحاء.