مقدمة عن مرض حمى التيفود
مرض التيفود من الأمراض البكتيرية التي يكثر انتشارها في مصر، حيث تتسبّب به بكتيريا تُسمى “السالمونيلا التيفية”، وُيسمى هذا المرض بـ(حمى التيفود) حيث تكون الحُمى هي العرض الرئيسي الذي يعاني منه المريض بجانب الأعراض الأخرى التي سنذكرها لاحقاً.
تُعتبر حمى التيفود من الأمراض المُعدية التي يسهل انتقالها من شخص لآخر، حيث تخرج البكتيريا المسببة للمرض في براز المريض وفي بعض الحلات قد تخرج مع البول، مما يجعل انتقالها إلى الأطعمة المكشوفة المعرضة للحشرات أمراً سهلاً، أو عبر صانعي الطعام الذين يهملون أمور النظافة الشخصية.
عقِب دخول البكتيريا إلى الجهاز الهضمي الخاص بأحدهم عبْر الطعام أو الشراب الملوث بالبكتيريا، فإنها تصل إلى أمعاء المُصاب وتظل في أمعاء المصاب قرابة الأسبوعين، بعد ذلك تبدأ البكتيريا بالخروج من الأمعاء حيت تتوجّه لمهاجمة دم المصاب مما يجعل دم المصاب ملوثاً بالبكتيريا فيما يُعرف بالـ “بكتيريميا”، في هذه المرحلة تبدأ أعراض المرض بالظهور على المريض حيث يُعاني من ارتفاعٍ ملحوظ في درجة الحرارة (حمى التيفود)، وفقدان الشهية، والصداع، والاجهاد، والسعال، بجانب الشعور بألم حاد في البطن.
في الأسبوع الثاني من المرض قد ترتفع درجة الحرارة حتى تصل إلى 40 درجة مئوية، بالإضافة إلى انخفاض معدّل ضربات القلب، وقد تظهر بعض البُقع الحمراء على الجلد خاصةً في منطقتي أسفل الصدر والبطن، ويصاحب ذلك اضرابات معوية تؤدي إلى الإسهال، أو الامساك في حالات أخرى.
إذا استمر المصاب دون تلقّي العلاج اللازم فقد يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات خطيرة كالنزيف المعوي، وانثقاب الأمعاء، وقد تتسلل البكتيريا عبر الدم حتى تصل إلى المخ فتُسبب التهاب الدماغ، وقد يتسبب في اضطرابات عصبية تؤدي إلى الهذيان، أو الدخول في غيبوبة.
وفي حالة وصول البكتيريا إلى الرئتين فربما يؤدي ذلك إلى الالتهاب الرئوي، أو التهاب القصبات الحاد، وفي أغلب الحالات قد يخرج بُصاق المريض مصحوبًا بدم أثناء السعال نتيجة تهتك الشعيرات الدموية الموجودة في الرئتين وما حولهما.
وكثيراً ما تستقر البكتيريا في المرارة مما يسبب التهاب المرارة فيؤدي إلى الشعور بالألم في الجانب الأيمن وقد يحدث تضخم الكبد في بعض الحالات.
في نهاية الأسبوع الثالث من المرض تبدأ الحُمى بالهبوط فيما يُعرف بـ (إقلاع الحمى)، وتستمر في الهبوط حتى تختفي تماماً في نهاية الأسبوع الرابع بعد أن تُسبب أضراراً بالغة في أنسجة الجسم المختلفة.
ويُعاني معظم المصابين بمرض التايفويد بفقر الدم أو ما يُسمى بالأنيميا نتيجةً لخروج الدم مع براز المريض في حالة حدوث النزيف المعوي، أو خروجه مع بُصاق المريض مصاحباً للسعال نتيجة الالتهاب الرئوي.
في معظم الحالات يقوم الطبيب بتشخيص المرض عبر أخذ عينات من البول، والبراز، حيث تظهر البكتيريا في عينات الفحص، وفي بعض الحالات يتم التشخيص من خلال عينة الدم التي تُؤخذ من المريض فيظهر فيها المضادات المناعية التي يُكوّنها الجسم لمهاجمة هذا النوع من البكتيريا. وعلى كُلٍّ فإن وسائل التشخيص الآن باتت لا حصْر لها فيُحدد الطبيب المختص الوسيلة المناسبة لكل حالة حسب مرحلة المرض لديها.
علاج حمى التيفود
يُمكن علاج حمى التيفود عبر مجموعة مضادات حيوية يراها الطبيب مناسبة للمريض حيث يستمر المريض في تناولها لمدة تصل إلى 14 يومًا، وعليه أن يلتزم بالعلاج المحدد له ولا يترك تناوله حتى يأذن له الطبيب بذلك حتى وإن ذهبت عنه أعراض المرض.
في نسبة تصل إلى 5% من المصابين قد يستمر ظهور البكتيريا في براز أو بول المريض لعدة سنوات حتى بعد العلاج، ويسمى المصاب في هذه الحالة بالحامل المزمن، وقد يُسبب العدوى لغيره بالرغم من عدم ظهور أعراض المرض عليه، لذلك يجب إعادة إجراء فحص براز المرضى بعد زوال الأعراض للتأكد من خلو البراز من البكتيريا وعدم كَون المريض حامل مزمن للمرض. وفي حالة وجودها يتم مد فترة العلاج لقرابة الشهر حتى يتم التخلص من البكتيريا نهائياً.
وعلى المريض أن يُكثر من شرب السوائل حتى يتم استعاضة السوائل المفقودة من جسده عبر الاسهال أو التعرق نتيجة ارتفاع درجة الحرارة.
وللوقاية من الإصابة بالمرض يجب على الفرد أن يهتم بنظافته الشخصية جيداً، وأن يمتنع عن تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة والمُعرضة للذباب والحشرات.